|
حتى لا ننسى 13 نوفمبر 2015
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 19:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من ثلاثة سنوات.. وبهذا التاريخ هاجم إرهابيون "داعشيون" إسلاميون يحملون جنسيات أوروبية (غالبا بلجيكية).. من أصول شمال إفريقية.. بالعاصمة الفرنسية باريس.. أدت إلى مقتل مائة وثلاثين بريء.. وحوالي أربعمئة جريح.. ما زال غالبهم يحمل آثار هذه العملية الغادرة الآثمة.. أبرياء من مختلف الأعمار.. نساء ورجال.. خرجوا ليتمتعوا بأمسية ناعمة.. بشوارع هذه المدينة التي احتضنت وفتحت صدرها لمئات الجنسيات المختلفة.. بلا حساب.. ولا أي فكر رافض سلبي.. ولا أي تعصب ديني.. باريس عاصمة اللقاء والحريات والحب.. نكبت بهذه الليلة.. لأن سلطاتها تغافلت عن هذه الطوابير القاتلة التي تسربت من سنوات بكل مدنها وقراها... حسب كتاب Matthieu SUC الاختصاصي بالأمن والإرهاب.. بكتابه Les Espions de La Terreur جواسيس الإرهاب... ما كتبت عنه شخصيا منذ أكثر من أربعين سنة.. عن تغلغل عناصر خطيرة إسلامية بالمجتمعات الأوروبية.. عاملة للمملكة الوهابية وبعض الدول البترولية الإسلامية.. وفيما بعد عندما من الدولة الإيرانية.. بعد هيمنة الثورة الخمينية بأشكالها المعروفة... عناصر استغلت تفاسير العلمانية والديمقراطية والحريات المفتوحة بوجه الأخطار والتوجيهات الطائفية الإقتحامية التي كانت تنشرها مئات الخلايا الإسلامية المختلفة.. ضد الديمقراطيات الأوروبية النائمة... كما أتذكر لدى لقائي مع مسؤول سياسي بإحدى المنسيات بمعرض لفنان من عشرات السنين.. لافتا نظره لأخطار التعصب الإسلامي ومحاولاته الاجتياحية ضد العلمانية والديمقراطية في أوروبا وفرنسا.. أجابني ضاحكا منتقدا عنصريتي.. مؤكدا بدونكيشوتية ظاهرة " بأن الجمهورية والديمقراطية والعلمانية الفرنسية.. تستطيع هضم كل هذا "... وعندما نرى ما جرى وما زال يجري اليوم بكافة الأحياء الزنانيرية التي تحيط بكافة المدن الفرنسية من تجمعات عجيبة غريبة.. غالبها يرفض كل الغادات والقوانين الفرنسية.. رغم حصولهم على الجنسية الفرنسية... ورأينا ما حدث في باريس مساء 13 نوفمبر 2105 وما حدث بمدينة نيس الساحلية يوم 14 تموز 2016 بذكرى الثورة الفرنسية.. حيث كان آلاف وألاف السواح والمواطنين مع عائلاتهم بأكبر شارع نزهة يتفرجون على الألعاب النارية التي اشتهرت بها هذه المدينة الجميلة الساحلية المفتوحة.. قام شاب من أصل تونسي مقيم بالمدينة متزوج معروف بأفكاره الداعشية.. ودهس وقتل بشاحنته عمدا باسم داعش أربعة وثمانين امرأة ورجل وطفلة وطفل.. وجرح ثمانية عشر بحالة صعبة وواحدا وثلاثين بحالات مختلفة... وعديد من أحداث اغتيال رب عمل وكاهن وتعديات مختلفة متفرقة ومختلفة... دون أن تهتم السلطات بتصنيفها " تعديات عنصرية طائفية إسلامية".. تجنبا لما تسميه "السلام العام" La Paix Publique... تفاديا لإثارة هذه الجاليات المنغلقة.. وتعدد مطالبها من الداخل.. وتفاديا لتكتلاتها الانتخابية... علما أن المشاكل تتفاقم عاطية لليمين واليمين المتطرف الفرنسي.. أوسع الأوتوسترادات لتنشيط نظرياتها العنصرية.. والتي لقيت وتلقى أفضل الاستماع بالشارع الفرنسي.. أو لدى المواطن الفرنسي العادي.. او ما يسمونه هنا " دافع الضرائب " !!!... اليوم في أوروبا أصبح الإسلام في الاتحاد الأوروبي.. وعدد المسلمين يتراوح ما بين ستين وثمانين مليون ِمواطن.. أو في فرنسا.. حيث يتراوح عدد المسلمين ما بين سبعة وتسعة ملايين ( لأن الإحصائيات العرقية ممنوعة قانونيا منذ سنوات) ولكن من المؤكد أن عددهم يتراوح أكثر من عشرة بالمئة من سكان البلد الأصليين.. مما دفع بمناسبة ذكريات الاعتداءات الإرهابية الداعشية المختلفة المتكررة بأوروبا وفي فرنسا.. شاركت كل منابع الإعلام الورقية.. التواصل الاحتماعي.. الراديو والتلفزيون عشرات الخبراء الاختصاصيين بالأمن والإرهاب (إن هم ـ حقيقة ـ خبراء.. فأنا أمبراطور الصين) مطمئنين الفرنسيين أن السلطة ساهرة عليهم.. وتحميهم... وأنها أفشلت خلال السنتين الماضيتين أكثر من خمسين محاولة إرهابية.. دون النعت الإسلامي الذي يغلفها... ولكن كل الإحصائيات تعطي أنهأكثر من ثمانين بالمئة من الفرنسيين.. غير مطئنين خلال عملهم أو تنقلاتهم أو بأبسط حياتهم اليومية.. غير مطمئنين تجاه الخطر الإسلامي... وسبعة عشرة بالمئة غير خائفين يعتمدون على السلطة لحمايتهم.. وثلاثة بالمئة.. لا يعرفون.. ولا يختارون.. متابعين حياتهم بشكل عادي... ولكن عدد قليل من هؤلاء الخبراء.. وهم متقاعدون أمنيون سابقون.. يؤكدون أن الخطر موجود ودائم.. وخاصة بعد فشل داعش بكل من سوريا والعراق.. ومن المنتظر أن مئات ومئات منهم عادوا إلى أوروبا وفرنسا..مع قوافل اللاجئين.. أو عن طرق عديدة أخرى.. وخاصة من يحملون الجنسية الفرنسية.. متوزعين بكل أمان بأكثر من خمسين أو ستين منطقة زنانيرية حول المدن.. والتي لا يدخل فيها لا عناصر أمن أو إسعاف.. أو حتى طبيب... يسود فيها حتى اليوم أمراء داعشيون.. يسيطرون فيها على كل توجيه أو تصرف.. وخاصة كل تجارة مشروعة.. وغالبا غير مشروعة... الخطر انتقل إلى أوروبا من عشرات السنين.. وجميع الحلول التي رافقته.. ولا أقول حاربته جذريا.. فشلت كليا... وباعتقادي أنه يتفاقم.. ويـتـفـاقـم... ويـــتـــفـــاقـــم!!!... ************* عـلـى الــهــامــش : ـ عندما وطأت قدماي لأول مرة بسنة 1963 بعد بدايات استقلال الجزائر.. وما رافقه من أحداث سلبية أو إيجابية.. ومن ثم تابعت تجربتي بمدينة ليون.. كنت اتنزه بهذه الأحياء الجديدة التي بنيت على عجل لاستقبال فرنسيي الجزائر.. بقرب بنايات سبقتها يسكنها عمال إيطاليون أو برتغال.. أو من بلاد إفريقيا الوسطى.. وقليل من الجزائر والمغرب وتونس... يعملون سوية بالمصانع الجديدة أو القديمة الفرنسية.. وإعادة صحة الاقتصاد الفرنسي وبناء الطرقات.. بأجور بسيطة.. وغالبا بسيطة جدا.. وبشروط حياتية صعبة.. ولكنها كانت دوما بتبادل وتآخ إيجابي كامل... ولكن مع مرور السنوات.. ولأسباب سلبية مختلفة.. وخاصة تعدد السكان.. غادرها الإيطاليون والبرتغاليون والبولونيون... لأحياء أخرى ومنازل خاصة أخرى... وبقي عرب الجزائر والمغرب وتونس.. وتكاثرت أعداد الجوامع المرخصة وغير المرخصة... وتكاثرت العادات والتقاليد والحجاب والحلال.. والابتعاد كليا عن العادات والتقاليد الغربية.. والانغلاق على الذات العتيق.. بتبشيرات أئمة مستوردين غالبا من بلاد المغرب... وبدأ التشقق بين الجاليات التي تسكن هذه المناطق... وبدأت علامات الجمود والانغلاق.. وخاصة ازدهار تجارات شرعية وغير شرعية.. وغياب السلطات المحلية والمركزية الفرنسية عنها.. عمدا أو عن غير عمد.. وأحيانا ابتعاد الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. حتى أصبحت هذه المناطق متروكة على حالها... منذ ثلاثين سنة.. أو أكثر... بالرغم من أن بعض الحكومات صرفت مليارات الفرنكات في حينه.. وملايين وملايين الأورويات.. لعلميات التجديد وعودة الأمن... ولكنها فشلت كلها... نظرا لالتزام هذه الإصلاحات ـ غالبا ـ بمشاريع انتخابية.. لا أكثر... وأنا أتابع المشاهدة والدراسة.. بكل حياد... بلا أي أمل..... حتى هذه الساعة........
بــــالانــــتــــظــــار...
#غسان_صابور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العالم يشتغل بنا!!!...
-
الجالية المتمزقة!!!... آخر صرخة بلا أمل...
-
لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...
-
طاسة ضايعة... تتمة.. بلا نهاية...
-
جمال خاشقجي... ضاعت الطاسة!!!...
-
جثة... ثمنها أربعمئة مليار دولار
-
Bravo… Bravissimo…لكورال مدينة حلب السورية...
-
اعتراض.. ضد الغباء... (واقعية)...
-
رسالة إلى زوجة آخر أصدقائي
-
لماذا يتابع هذا البلد.. ركوب الحمار بالمقلوب؟؟؟!!!...
-
رسالة مفتوحة للرئيس بشار الأسد... آمل أن تصل...
-
كلمة ورد غطاها
-
رسالة شكر وتأييد إلى هيئة الحوار المتمدن
-
دملة فيسبوك...
-
تنبؤات قبانية...
-
لودريان Le Drian والسياسات الغريبة...
-
رسالة قصيرة لأبناء عمنا الأكراد
-
أبو بكر البغدادي... ومدينة Trappes الفرنسية
-
ترامب وأردوغان...
-
طباخ.. وطباخ... ما بين حضارة وأشباه حضارة...
المزيد.....
-
ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ
...
-
ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب
...
-
عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي
...
-
صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى
...
-
روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في
...
-
سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق
...
-
خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي
...
-
الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ
...
-
هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل
...
-
شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|