أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان صابور - طباخ.. وطباخ... ما بين حضارة وأشباه حضارة...














المزيد.....

طباخ.. وطباخ... ما بين حضارة وأشباه حضارة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 12:34
المحور: المجتمع المدني
    


توفى البارحة الثلاثاء السادس من آب 2018 Joël ROBUCHON الطباخ الفرنسي المعروف عالميا.. أو بالأحرى نجم المطابخ العالمية.. والذي حاز على أكثر من مائة نجمة وجائزة عالمية للمطاعم ـ المدرسة التي أسسها بعواصم العالم خلال ثلاثين سنة من حياته...
قد يستغرب قراء هذا الموقع.. وخاصة العرب منهم.. لماذا أكتب عن طباخ فرنسي.. طباخ؟... وليس عن رجل سياسي.. أو موضوع سياسي.. لأن هذا الإنسان بابتسامته وطيبه وفنه.. خلق فنا وحضارة وخيوطا ربطت وخلقت علاقات إنسانية واكتشافات حضارية.. بين بشر من مئات الجنسيات بالعالم.. كما حصل على أرفع الأوسمة لفنه.. أكثر من جنرال.. أو أستاذ جامعي بأصعب الأبحاث والمكتشفات العلمية...
توفى Joël Robuchon عن عمر ناهز ثلاثة وسبعين عاما.. من الفكر الرائع والانتاج والعلاقات الإنسانية.. رغم صراعه عدة سنوات ضد سرطان قاتل...
كل جرائد فرنسا وحكومتها تنعيه.. بحزن عميق.. كشخصية إنسانية رائعة من أعلى الدرجات........
لهذا السبب أكتب عنه...
أكتب عنه.. لأنني أريد مقارنته بحضارة وإبداع وإنتاج واحترام هذا البلد لأية مهنة... بدأ هذا الإنسان بعد الشهادة المدرسية العادية المتوسطة.. متابعا بالمدرسة المهنية الطباخية.. ثلاثة سنوات... وبعدها متمرنا تحت أيدي بعض الطباخين المعروفين.. ثم ازدهر وازدهر متابعا بأرقى الفنادق والمطاعم المعروفة.. ثم فتح مطعمه الذي بدأ يحصل على أولى النجوم الدعائية السياحية.. ومن ثم توالت مطاعمه ــ المدرسية بأرقي عواصم العالم.. حاملا لقب "الــمــعــلــم".. ولكن كل هذا لم يغير أي شيء من طبيعته الإنسانية وابتسامته الساحرة وطيب علاقاته ونعومتها مع جميع العاملين والدارسين معه من جنسيات العالم كله...
أكتب عنه لأنني أتساءل عن قيمة هذه المهن بالبلد الذي ولدت فيه.. وبغالب المدن والعواصم العربية... حيث الطباخ أو اللحام أو النجار أو حلاق النساء أو حلاق الرجال.. لا يعتبرون من الطبقة المتوسطة أو من الأنتليجنسيا أو ما شابهها.. أو تفرع منها... بينما هنا أصحاب المهن اليدوية يسمونهم َArtisans وهي مشتقة من كلمة Art أي الفن.. بما يعني أو يمثل صانع الفن... وبعضهم يشتهر أكثر من أساتذة الأبحاث العلمية.. ويمكنه أن يتزوج من أبنة وزير...
دائما أحاول البحث عن مقارنات حضارية أو فكرية... ونادرا لا أجد أية غزارة بالمقابل.. عدا بعض الفرديات النادرة.. ممن تطوروا هنا بعد دراساتهم الجامعية في سوريا.. وتابعوا دراساتهم واختصاصاتهم وأبحاثهم هنا بفرنسا أو ببلد أوروبي آخر... واختاروا البقاء والشهرة هنا.. بدلا من أي مستقبل غامض مغمور هناك...
حتى السياسة.. كل ما عشته هناك.. كان عتمة.. وكل ما تعلمته كان بالحقيقة.. هــراء... هـــراء!!!...
*************
عــلــى الــهــامــش :
ــ وحــشــيــة.. وحشية بلا حدود...
أرسل لي صديق سوري بعيد فيديو سبق لي أن رأيتها بنهاية السنة الماضية.. وتألمت وجرحت وثرت وغضبت من جديد لرؤيتها.. وهي تمثل وحشية مقاتلي "داعش" البعيدة كل البعد عن أبسط قواعد الإنسانية... اعترض هؤلاء المسلحون الملتحون المغبرون.. ثلاثة سيارات شاحنة فارغة.. ما بين مدينتين سوريتين (لم تحددهما الشروحات المرافقة للفديو المصورة من عناصر داعش أنفسهم).. رئيس هؤلاء المسلحين يسأل هؤلاء السواقين المرتعبين الراجفين : هل أنتم مسلمون؟؟؟... نعم أجابه الثلاثة... فعاد إلى استجوابهم.. إذن ما عدد ركعات صلاة العصر.. وهنا تلبكوا ورجفوا واعطوا أجوبة من يجهل أصول هذه الصلاة.. وهنا نادى الجزار اللاإنساني الداعشي بقية زملائه : أنظروا إلى هؤلاء الكلاب "النصارى" وهكذا يسمي محاربو داعش وأنصارهم "العلويين"... وجروا السواقين الأسرى إلى قرب حفرة على الطريق الإسفلتي العام.. وطلبوا منهم الركوع وأشبعوهم ضربا... وعشرات من الداعشيين أطلقوا عليهم أكثر من مائة رصاصة...
تصوروا... تصوروا يا بشر... وأنا لا يمكن أن أتصور أن هؤلاء القتلة حكاما لسوريا بأي شكل من الأشكال.. ولا أفهم أن بعض السوريين آمنوا بهم.. وتعاونوا معهم.. بــاســم إســلام مــشــتــرك!!!......
وحتى أنسى هذه الوحشية اللاإنسانية المعتمة الغاباتية الآتية من صحاري الربع الخالي.. ومن معتقدات الربع الخالي القرونوسطية التي ما زالت تقتحم القرن الواحد والعشرين.. حتى هذه الساعة.. بعديد من مدن العالم العربي والمشرق.. وحتى خارجها.. حيث توجد جاليات إسـلامـيـة مهجرية تناصرها.. وتؤمن بها....
حتى أنسى كل هذا استمعت للمغني الراحل Jacques Brel.. أكثر من ساعة.. وغسلت دماغي.. لأكتب هذا الهامش... وأعود له من جديد...
بــــالانــــتــــظــــار........



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيسبوكيات... من هنا وهناك...
- عهد تميمي Ahed TAMIMI
- تعليق صريح...
- وعن العرب... حكايا عن أحوانا... فشة خلق...
- رسالة شخصية إلى إعلامي سوري
- ما بين الإنسان.. والحيوان...
- بين الآلهة... وبيني؟؟؟!!!...
- مسخرات.. ديمقراطية!!!...
- اللاجئون.. مشكلة.. إنسانية.. عالمية.. أمنية.. أوروبية...
- رسالة رد إلى الفنان السوري نزار صابور
- رسالة (قصيرة) إلى صديقي سامي عشي...
- NEF ... الحجاب.. واليسار.. بفرنسا.. مشكلة...
- دفاعا عن طارق رمضان...
- الشرف العربي... قصة عتيقة مشوشة...
- العالم غابات... غابات ذئاب!!!...
- أين هم؟... وأين نحن؟... نكسة إثر نكسة!!!...
- لا تسألوا عن العدالة الإنسانية...
- أنا ... وأيار MAI 68
- الرسالة الأمريكية... ودرس الحرب الماكروني...
- وعن الإعلام الغربي...تحية شخصية من ملحد للبابا... وهامش واقع ...


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان صابور - طباخ.. وطباخ... ما بين حضارة وأشباه حضارة...