سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:16
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما تتحطم اسوار السجن ويفر الجلادين ينطلق المناضلين الى فضاء الحرية ‘
يتنشقوا هوائها مثلما يفعل العشاق عندما يلتقون صدفتا‘ بعد فراق طويل ‘ فيعانق بعضهم البعض ‘ ومن ثم تجول انظار كلا منهم ‘ تتفحص ‘ وجه الحبيب ‘لترى ان غير الفراق الطويل شيئ من ملامحه الجميلة ‘
يدور كل هذا ‘ قبل ان يسأل كلا منهم الاخر ‘ كيف اتيت الى هنا ؟
هل كانت عاصفة حطمت المدينة حيث تعيش ‘ فدفعتك رياحها العاتية الى هنا ؟ ام في سفرة سياحة مع اصديقاء توددت لهم بعد فراقنا ؟
ومثل هذا يفعل المناضلين السجناء ‘ بعدما تتحطم الاسوار فهم لايهمهم ان كانت نتيجة مشاجرة الجلادين فيما بينهم ‘ وهدموا الاسوار خلال التدافع ‘ ام هطول امطار غزيرة مصحوبة برياح عاتية ‘
فهدمت الاسوار وقذفت بالجلادين مع النفايات الى مجاري تصريف المياه ‘
لايهمهم كل هذا المهم ان السجن قد تهدم وعليهم ان لايسمحوا للجلادين ان يعيدوا بنائها ‘
هذا ينطبق الى حد ما مع ما حصل في العراق
فالقوى الوطنية ضلت تناضل مثل كل المناضلين الاحرار في العالم ‘ فهي رفضت ان تكون اداة هدم ‘ بل الطرف الفاعل في البناء ‘
ولكن القوى الدولية التي اسقطت النظام المتهاوي ‘ لاتريد مثل هؤلاء الذين سيطالبون بحقوق المعذبين والشهداء ‘
وبناء مدارس ودور سكن تليق بالانسان للمشردين والذين يسكنون في اماكن ‘ مجازا تسمى بيوت وغالبيتهم ممن واجه النظام الدموي البائد ‘
ان سمح لهم بهذا سيكونون هم ا صحاب القرار وليس الجندي الامريكي الذي لم يتردد في عقد الصفقات حتى مع الارهابيين القتلة ‘
! على الرغم من وجود حكومة منتخبة ‘
وعلى هذا اعطي الدور للعوائل المعروفة بحبها للمال والنفوذ والسلطة ‘
فراحت‘ اي العوائل تتصارع فيما بينها على تقسيم السلطة والنفوذ ‘
وتتوحد ضد اي دخيل عليها‘ من القوى‘ الوطنية‘ التي تصر على التوحد مع المعدمين‘ لانتزاع شيئا‘ من حقوقهم التي نهبتها العوائل واختصرتها باشخاصها بعد السقوط دون اغفال حصة الحرامية المعتمدين‘ ‘
حتى انها منعت القضاء من استجوابهم‘ بعد ان وجه لهم تهم ‘ بسرقة المليارات
!ومنهم وزير ‘ الدفاع ‘ والكهرباء‘ السابقين‘ وغيرهم ممن اعلنت اسمائهم ‘ من قبل‘ القضاء‘ ولجان النزاهة ‘ التي شكلها البرلمان السابق ‘
كل هذا يجري امام اعين البعثيين وازلام النظام الساقط ‘ الذين فقدو السلطة والهيلمان بلحظة ‘ وهم الذين خبرو سطوتها وبريقها اكثر الجميع
فراحو يتسللون من تلك مجاري تصريف المياه الاسنة ‘ التي جرفتهم اليها تلك الامطار الغزيرة المصحوبة برياح عاتية ‘ بعد سقوط نظامهم البائد
فلم يفوتو فرصة إلا واستغلوها ‘ بما فيها تهميش ضحاياهم ‘ من قبل عوائل السلطة والحرامية المعتمدين ‘
وبدل ان يعتذرو‘
اخذو الان يتحدثون عن منجزاتهم !
ويطالبون برئاسة الجمهورية والبرلمان ‘ ووالوزارات التي تمتلك السلاح لحماية البلد! ‘ لينقضو على الجميع قتلا ‘ وتشريد بعد ان يرتبو وضعهم ‘ مثلما فعلو بالماضي القريب ودماء ضحاياهم ما زالت جارية !
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟