ازلام النظام يطلبون الرشاوي من شباب الانتفاضة وابناء الشهداء في ظل حكومة شاركوا بانتخابها

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ازلام النظام يطلبون الرشاوي من شباب الانتفاضة وابناء الشهداء في ظل حكومة شاركوا بانتخابها وبرلمان يشدد على حروف الجر والنصب على الرغم من فشله في جر اعضائه الذين نصبوا فسرقوا اموال الشعب وهربوا.

في بداية التسعينات كان العراقيين الهاربين من بطش النظام البائد ‘ يتوافدون على البلدان المجاورة له خاصة بعد الانتفاضة عام 1991 ) ومن ثم يحاولون العبور الى بلدان العالم البعيدة ‘ وهم اقرب لمن فقد الامل بالحياة ولم يعد يهمه ‘ ان يموت في وسط البحارغرقا ‘ او من دخان (مدفئته الجولة) عندما يعتقد انه اطفئها قبل النوم ‘ بينما هي تظل مشتعلة ‘ ولكن دون لهب ‘ تسرب الدخان فقط مثل كل الانظمة العربية التي لاتعطي لشعوبها المقهورة ‘ إلا دخانها الخانق
ومن هؤلاء العراقيين المعذبين ‘ كانت مجموعة قد اتفقت مع مهرب ‘ ليهربهم من ميناء بيروت في سفينة ‘ واخذ نصف المبلغ مقدما ‘ على انهم سيسافرون في اليوم التالي ‘
ولكن اليوم صار اشهر والمواعيد التي كانت تاُملهم ‘ بقدوم السفينة ‘ اخذت تتباعد ‘ وبعد ان ياُسوا ‘ ذهبوا الى مركز البوليس وسجلوا دعوة ضد المهرب ‘ ولكنهم وجدوا انفسهم خلف القضبان ‘ ولم ينقذهم إلا هو ‘ بعد ان اتفق معهم على مبلغ جديد‘ يسلم له ليدفعة رشوة كي يطلق سراحهم . ‘
بعد سقوط النظام عاد الكثير من هؤلاء العراقيين ‘ الى مدنهم ‘ وإذ بهم يجدون نفس المهرب الذي دفعوا له الرشوة ‘ ومعها تعهدوا بنسيان الماضي
ولكن هذه المرة هذا يمثل حكومة هم شاركوا في انتخابها , على امل ان تمسح عن جباههم قليلا من غبار الماضي القبيح ‘
ولكنهم اكتشفوا ‘ انهم على وهم ‘ لان المسؤول في العالم الاسلامي والعربي بشكل اكبر ‘ يحتاج الى ازلام يجيدون التزلف والابتذال ,‘ ولايوجد افضل من تربوا على يد النظام الساقط ‘ ليسبحوا بحمده صبحا وعشيا ‘ هو والعائلة التي تكون المشرف على واردات الرشاوي والسرقات ,
وهذه لايمكن توفرها عند الذين قدموا التضحيات من اجل الحرية والعدالة ‘
ولكي لايكون الكلام عاما بعيدا عن الواقع ‘ ساروي ما حدث مع احد شباب الانتفاضة ومن مدينة تسيطر عليها احدى العوائل المتحكمة باصدار الفتاوي وبعض المشايخ وهؤلاء المشايخ اغلبهم بعثيين ‘
قحطان احد شباب الانتفاضة ‘ له علاقات طيبة مع اغلب الفنانيين المسرحيين والتشكيلين والادباء في مدينته الديوانية‘ خريج جامعة بغداد محاسبة وفقد اثنيين من اخوته ‘ وافلت هو واحد اخوانه الاخرين من المقابر الجماعية بفضل طيبة اهالي الدغارة الذين خبئوهما من وحوش النظام الساقط ‘ وعاش كل تلك سنوات الحرمان والعذابات
وبعد سقوط النظام حاول الحصول على عمل ولكنه طوال السنتيين فشل في ذلك ‘ لانه يرفض دفع الرشوة والمحسوبية ‘ واكثر ما آلمه ليس الذين صاروا يتاجرون بالعقارات بين ليلة وضحاها وسخريتهم من كلامه عن الشرف والمصداقية في زمن حرامية المليارات
بل الذي كان اكثر إلاما ‘ هو رؤيته للذين كانوا يرافقون ‘ قوافل الموت التي كان يشحن بها اصديقاءه من شباب الانتفاضة ‘ الى مسالخ الموت في بغداد ‘وبكل وقاحة يعرضون عليه خدماتهم ليتدبروا له عملا ‘مثل ما فعل ذلك المهرب في بيروت مع رفاقة ‘ في معادات النظام الساقط ‘ و في ظل حكومة شارك في انتخابها وبرلمان وبرلمان يناقش في جلسات مطولة اعراب الجمل التي تنقصها حروف الجر والنصب ‘ على الرغم من انه فشل في جر اعضائه الذين عينوا نصبا فسرقوا المليارات وهربوا ا‘ )

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل