سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:43
المحور:
حقوق الانسان
! في منتصف التسعينات رفض رئيس الحكومة اللبنانية آن ذاك سليم الحص التوقيع على عقوبة الاعدام التي اصدرها القضاء اللبناني بحق احد المجرمين ودار جدل حول رفضه لانها حالة شاذة في العالم العربي ولم يقدم على ما يشبهها سوى الزعيم عبد الكريم قاسم عندما اعفى المجريمين الذين حاولوا قتله من اية عقوبة . ولكنه اصر اي سليم الحص ‘ وقال افضل تقديم استقالتي اذا اجبرت على ان اكون سببا في تعذيب انسان وإن كان مجرما .‘ وقبل شهرين تقريبا صدر حكم بالمؤبد على الارهابي الذي قتل المخرج الهولندي تي فان خوخ‘ وخلال فترة المحاكمة لم يطالب احد باعدام المجرم لامن الشعب ولامن اهله.
ولكن تظل هذه حالات يتيمة لانها فردية وليس لها جذور في ثقافتنا التي تمجد القتل لدرجة انها تشجع على شرب دم الضحية (شعار ردد كثيرا في كل وسائل اعلام النظام العراقي المقبور ( ياصدام لاتهتم ذول احنه شرابينه الدم وقيادي بعثي قبر ايام الانتفاضة طلب من صدام امام العالم ان يلطخ شاربه (القذر) بدم الضحايا ) بداية حروب صدام العبثية
وكان الكل يامل ان تسود ثقافة المحبة والتسامح وبناء دولة القانون بعد سقوط النظام القمعي
ولكن اتضح ان ثقافة القمع والقتل بل الاسلوب الصدامي القذر هو المفضل ومحاولة تعميمه من قبل الكثيرين في العراق الجديد
فحتى الشعار الدموي (بالروح بالدم ) ابتهج له الكثير من المسؤولين الجدد الذين يفهمون الحرية على انها ‘ان تكون تابعا لهم ولعوائلهم ‘ لانهم مقربين من الله ‘اما الخلاف والنقد فهي جريمة ‘ ولهذا هم لايخجلون من استخدام اساليب النظام البائد ‘ فمثلا ارسل آمر الفوج الاول تهديد بانزال اقصى العقوبات وحتى القتل ان اقتضى الامر‘ الى رئيس تحرير صحيفة الصباح لانه انتقد الانتهاكات التي يمارسها بعض منتسبي وزارة الدفاع وكان ذلك ايام وزير الدفاع السابق حازم الشعلان المتهم بسرقة اكثر من مليار دولار ونشر هذا التهديد بجريدة الصباح .
ومن يستمع الى شكوى اهالي المدن التي يمارس ضدها الارهاب التكفيري وليس المتوترة ‘ سيعرف مدى التاثر باسلوب النظام البائد بما فيه كتابة التقارير لدرجة اخذوا يتخوفون من توجيه النقد لهذه العائلة المتنفذة اوتلك حتى من خلال التلفون ‘ وجريمة الجادرية التي كشفت وللاسف من قبل الاميريكان ولاسباب تخدم مصلحتهم ‘
فهي تظهر بوضوح ان القمع واحتقار حقوق الانسان ‘ هي الركن الاساسي من ثقافة غالبية القوى السياسية التي تصل الى سدة الحكم لدرجة ان قال احد( ممثلي) حقوق الانسان( الاسلامية) قال ومن على قناة الفيحاء (( اطالب وبشدة الحكومة العراقية المنتخبة ان تعتقل القضاة الذين لايصدرون عقوبة الاعدام وبسرعة بتهمة الخيانة)) !!
لذلك نحن بحاجة الى من يؤمنون بحقوق الانسان قولا وفعلا ‘و يرفضون القمع والتغذيب بكل اشكاله ‘ ويخضعون ويحترمون القانون حتى وان كانوا يمتلكون مليشيات مدججة بالسلاح
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟