سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 11:41
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
آلمتها الكلمات التي سمعتها منه ‘ هذه المرة الاولى التي تشعر ‘ معها ‘ انها ضعيفة ‘ كحمامة ‘ كسر جناحها ‘ وهي تحاول التقاط بعض حباة ‘ القمح ‘ كي تطعم فراخها .
افترشت الارض اسندت ظهرها على جدار المدرسة التي تقع على بعد خطوات عن الدائرة التي ظلت ‘ تنتظر دورها داخلها لاكثر من ثلاث ساعات .
تذكرت ايام طفولتها عندما وقع نظرها على الاطفال المغادرين المدرسة بعد نهاية دوامهم ‘ تنهدت آه لم نكن نشعر بقسوة الحياة لحظتها !
تذكرت حبيبها الذي اختطفه زوار الفجر الاوغاد ‘ كيف ركلوها واسمعوها اقذر الكلمات لاحت لاحت امام عينيها ‘ صديقتها معلمة الروضة ‘ ‘ التي اعتقلت ‘ قبل ان يداهمهم الاوغاد ‘ بيومين ‘ وبعد ثلاثة ايام ‘ رحلت عن الحياة ‘ دون وداع الاحبة ‘ رحلت والسياط تتقافز على جسدها الجميل ‘
حاولت ان تتذكر عدد المرات التي اسدعت فيها للتحقيق ‘ لم تستطع لكثرتها ‘ .....‘
هذه ليست قصة من نسج الخيال ‘ وانما حدثت مع امرأة قبل ‘ فترة ‘ قصيرة ‘ واسمها تغريد ‘ اعتقل زوجها ‘ عام 1989 ‘ واعدم في العام نفسه مع االعديد من رفاقه وصديقتها ‘ ‘ جوادة التي استشهدت تحت التعذيب ‘ في مديرية امن الديوانية ‘ وهذه الحادثة معرفة ‘ من قبل اغلب اهالى الديوانية ‘ لان العشرات اعتقلوا يومها ‘ وكانت صديقة تغريد أول من فارق الحياة ‘ وكانت قد اعتقلت بدل زوجها ‘ وبعدها بفترة زوج تغريد ورفاقه ‘
وتغريد تلك الجميلة ‘ التي كانت ‘ تعيش اجمل قصة حب ‘ مع ذلك الزوج المناضل .
وجدت نفسها مسؤلة عن عن سبعة اطفال ‘ ودون اي مصدر عيش ولابيت يؤيهم !
واي عمل ستجد ‘ من يعدم زوجها واربعة غيره من نفس العائلة ؟
فلم يكن امامها سوى بيع الخبز ‘ حتى سقوط النظام البائد ‘ عام 2003 ‘ . رغم حزنها لان حبيبها سوف لن يعود ‘ مع من سيعودون ‘قد شعرت بالسعادة لانها تخلصت من الرعب والاذلال ‘ وراودها الامل بانها حياتها ستتغير ‘ وستحصل على حقوقها ‘ لان الكل كان يتغنى بالشهداء ‘ وعوائل الشهداء !.
ومرت الايام والاشهر ‘ طال انتظارها ‘ حاولت ان تحصل على عمل وبدئت رحلة الدوران ‘ بين دوائر الدولة ‘ وهي تحمل حزمة الاوراق ‘ بما فيهن شهادة الوفاة التي كتب عليها (اعدم رميا بالرصاص )
وبعد مشاوير المواعيد والانتظار ‘ وتقديرا لكفاحها ‘ ولانها زوجة شهيد صار‘بامكنها ان تعمل منظفة ‘ واين ؟ في مدرسة صديقتها التي استشهدت تحت التعذيب !!؟
هذا ما حققه للمرأة ‘ من استولوا على القصور والوظائف هم وعوائلهم .
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟