كان على من فشل بتقديم سارق واحد على الاقل للعدالة وهو الذي وعد بدخول الجنة لمن ينتخبه ان يراجع نفسه ويحترم عقول الناس لا ان يلجئ للقتل والترهيب لان التاريخ لايرحم

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 11:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

قبل عام تقريبا اجرت الصحفية وعضو البرلمان الهولندي من اليسار الديمقراطي ‘ نعيمة باعتبارها عربية مسلمة لقاء مع احد القياديين في حزب الاحرار الديمقراطي ‘ كان قد وجه نقدا شديدا للثقافة الاسلامية في مؤتمر حوار عقد في العاصمة الاردنية عمان في بداية التسعينات
لماذا وجهة ذالك النقد الذي اثار الكثير من ردود الفعل واليوم تساند المسلمة هرسي علي التي تنتقد الحركات الاسلامية المتطرفة ؟
وكان رده لان الحركات الاسلامية في اغلبها لاتفعل ماتقول ....
وفي مؤتمر القاهره الذي عقد قبل عدة اسابيع لتقريب وجهات النظر بين القى وى الممثلة للشعب العراقي معارضة وحكومة ومنظمات مجتمع مدني
قال السيد ابراهيم الجعفري رئيس الحكومة العراقية المنتخبة
اذا اردنا ان نمثل ثقافتنا بصدق يجلب لنا الاحترام والتقدير والامن ‘ علينا ان نحترم ما نقول اي ان نقرن القول بالفعل وخصوصا القوى الاسلامية وعلى العلماء والقيادات الاسلامية ان لاتتحدث خارج البيت كلام جميل منمق وتفعل عكسه تماما داخل البيت ‘ فيكون لايستحق حتى النظر اليه ويعزز مصداقية من يوجهون النقد المؤلم لثقافتنا ا لاسلامية بصورة عامة التي اساء لها هذا الارهاب الاجرامي الدخيل عليها .
ذكرت هذا لان الذي يجري الان في ظل المنافسة الانتخابية والتي كان يفترض ان يكون فيها التنافس شريف وفيه ولوقليلا من المصداقية
لاان ايكون التكفير والقتل هما اهم الوسائل المستخدمة بدل البرامج الواقعية و الصدق في تنفيذها عند الفوز ‘ لا ان يوعد الناس بالجنة وبعد الفوز بالغالبية التي هم وصهوها (بالساحقة) ومن ثم يفشلون حتى برفع الحصانة عن من اتهم بسرقة مئات الملايين من الدولارات من اموال الشعب الذي يعيش اكثر من 50% منه تحت خط الفقر !! اما الخدمات والفساد والمحسوبية وتامين الامن ‘ فلم يعد احد يسالهم عنها !
واليوم بعد ان فشلت دعوى فتاوي دخول الجنة او بالاصح قل تاثيرها لجئو الى استخدام القتل والترهيب والتكفير ضد القوى العلمانية الديمقراطية التي تريد بناء عراق جديد لكل العراقيين
عراق تحترم فيه حقوق الانسان والعدالة والمساوات بغض النظر عن الطائفة او القبيلة او العائلة او الطبقة
لا ان تسمى محاولة اعتداء بقصد على احد المرشحين في حضر الامام علي (ع) بطولة ويتم التعريف بها في كل مكان بفرح غامر
بينما نفس الحدث حصل للشهيد السيد محمد باقر الحكيم في مدينة قم الارانية ‘ بعد استشهاد الصدر الثاني فاتهم منفيذيه بانهم خونة عملاء وتعرضوا لاقسى انواع التعذيب ورمي الكثير منهم داخل الحدود العراقية وعلى مقربة من ازلام النظام الساقط دون اي تانيب للضمير لما سيلاقوه في اقبية النظام الساقط
ونفس الحدث ايضا حصل للسيد القبنجي ممثل المجلس الاعلى في النجف ايام التوتر مع التيار الصدري عندما دعى الى مظاهره لطردهم من مدينة النجف على اعتبارهم غرباء شوهو وجه المدينة
ونعتوا بقذر العبارات التي تحط من قيمة الانسان كانسان وكل ذنبهم كان انهم فقراء يطالبون بعد تهميشهم !
وها هو الاسلوب الذي لايختلف عن الارهابيين يمارس ضد القوى التي تحاول ان تخلق ثقافة تقرن القول بالفعل ليبنى مجتمع خالي من الامراض التي تبعدنا عن العالم المتقدم باحترام حقوق الانسان ‘
والذي اخذ يتطلع علينا الان على اننا تجربة وليدة في المنطقة لبناء الدمقراطية ودولة القانون لا دولة العصابات والوعود الكاذبة والمعيبة بل مضحكة وهي والوعد بدخول الجنة لمن ينتخب القائمة الدينية ‘ وتحرم عليه زوجته اي لابد ان تطلق منه زوجته ويحرم عليه ماله وعتى بيته ان كان عنده بيت ! مثل ما حصل للباحث حامد ابوزيد في بداية التسعينات .
كان على من فشل بتقديم سارق واحد على الاقل للعدالة وهو الذي وعد بدخول الجنة لمن ينتخبه ‘
ان يراجع نفسه ويحترم عقول الناس لان التاريخ لايرحم.

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل