أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - ((الفِرَاقُ الرَّجيم..2))















المزيد.....

((الفِرَاقُ الرَّجيم..2))


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 23:15
المحور: الادب والفن
    




(1)

((موت مباغت))

يُقال: "عندما يموتُ الإنسان يظلُّ دماغُهُ في نشاطٍ لمدَّةِ دقائق يستعيدُ فيه العقلُ ذكرياتِهِ وما قامَ بهِ في تسلسُلٍ مثلَ الحُلم".

ها دماغي يستعيدُ كلَّ ذكرياتِ ما قبلَ الفِراقِ في تسلسلٍ مثلَ الحُلم!



(2)

بعدَ مرور عامٍ على الفِراق، استيقظتُ أبحثُ عنكَ هنا وهناكَ وحينَ لم أجدْكَ نظرتُ في المِرْآةِ، وبحنينِ صَوْتِكَ همستُ:

- صباحُ الخيرِ ريتاي.



(3)

أجْمَعُ أَحْزَانِي وَأُضْرمُ النَّارَ فِيها. يَخْمَدُ نَحِيبُها.

مِنَ الآنَ، لَنْ يَعْلُوَ صَوْتٌ فِي حَيَاتِي عَلَى صَوْتِ قَصِيدَتِي.



(4)

اقْتَلَعْتُ شَمْسِي وَوَضَعْتُكَ مَكَانَهَا، فَلِمَاذَا آثَرْتَ أَنْ تَنْطَفِىءَ كَالشُّهُب...!



(5)

يَا لَصَوْتِي الذي يُرَجِّعُ بحنانٍ اسْمَكَ كُلَّمَا بَاغَتَتْنِي نَوْبَةُ حَنِين..!



(6)

آهٍ كيفَ وَقَعَ أحَدُ عَقْرَبَيِّ السَّاعَةِ مِنَ الإطَارِ الزَّمَنِي وظَلَّ الآخَرُ يَدُورُ ويَدُورُ وَحِيدًا..وَحِيدًا... مُنذُ اقْتَرَفْنَا خَطِيئَةَ الفِرَاق.



(7)

لا أَكتبُ وَجَعِي وَحْدي. أَنَا أَكْتُبُ وَجَعَ الانْسَانِيَةِ جَمْعَاءْ.

لِذلِكَ يَعْشَقُنِي الرِّجَالُ قَبْلَ النِّسَاءْ.



(8)

أَتَمَنَى لَوْ أَضَع أَبْجَديَّتِي عَلَى أَبْجَديَتِكَ لِكَي نُزَلْزلَ أَسَاسَاتِ اللغَةِ الرَّتيبَة وَنُؤَسِسَ امْبرَاطُوريَّة شِعْريَّة حَدَاثِيَّة خَطِيرَة...!



(10)

الطَّريقُ هُوَ الطَّريقُ، أَمَّا الطَّريقَة فَكَفِيلَة بِجَعْلِ القَصِيدَة تُضِيءُ أَوْ لا تُضِيءُ.



(11)

لا أَدري كَيْفَ، حينَ انْتَهَيْتُ مِنْ صُنْعِ القِلادَة، رَأَيْتُ وَجْهَكَ مَوْشُومًا كَالبَدْرِ فَوْقَ صَفْحَتِهَا وَسَمِعْتُ صَوْتًا آتِيًا مِنَ السَّمَاءِ يَعْزفُ: اشْتَقْتُ لَكِ حَبِيبَتِي.



(12)

أَحْتَاجُ مَمَرًّا آمِنًا للانْسِحَابِ بِصَمْتٍ مِنْ هذَا الحُلُم الكبير.



(13)

مَنْ يُحِبُّنِي كَشَاعِرَة يُتَابِعُنِي وَ...يَتْبَعُنِي.



(14)

بالأَقْرَاطِ والقَلائِدِ والخَلاخيلِ، بالزَّغَاريدِ والنَّبيذِ وَكَوَاكِبٍ خَفِيَّة، وَعَدَنِي.

بِِهُدُوءِ الأَفَاعِي انْسَحَبَ لِيَسْتَنْشِقَ عِطْرَ البَنَفْسَجَة المُجَاورَة، ذَلِكَ الطَّائِر الإسْتِثْنَائِيّ.



(15)

لِمَاذَا آثَرْتَ أَنْ تَقْتِلَنِي بِ...الغِيرَة القَاضِيَة...!



(16)

إيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَنْظُرَ خَلْفَكَ، كَإمْرَأَةِ لُوط، لِئَلاَّ تَتَوَرَّطَ ثَانِيَةً بِ...مَنِّي وَسَلْوَاي.



(17)

إلهي، كَمْ أحتَاجُ هذَا الصَّبَاحَ أَنْ أُصَلِّيَ، أَرَتِّلَ، أَرْسُمَ، أَحْلُمَ..

فَقَطْ لِكَي أَبْقَى عَلَى قَيْدِ أَمَلْ...!



(18)

لَمْ تَنْهَضِ الطُّيُورُ مِنْ أَحْلاَمِهَا هذَا الصَّبَاح. لَمْ تَزْدَحِمِ الطُّرُقَاتُ بِعَابِري الأَوْهَامِ، لَمْ تَنْتَشِرْ رَائِحَةُ خُبْزِ الجَارَات.

لا شَيءَ فِي المَشْهَدِ سِوَى أَزيزِ طَائِرَات.



(19)

لا أَنْدَمُ عَلَى أَوْرَاقِ الشَّجَرِ التي تَذْبُلُ، وَفِي الوَحْلِ تَسْقُطُ.

ثَمَّةَ أوْرَاقُ خَضْرَاءُ سَتَنْبُتُ قَريبًا..قَريبًا مَكَانَها.



(20)

أَقْرَأُ، أكْتُبُ، أَرْسمُ، عِشْقًا أَعْشَقُ، لِكَي لا احتِضَارًا احتَضِرُ عَلَى مَهْلٍ... عَلى مَهْلٍ.



(20)

لا أنا ولا أنتَ مَنْ ألبسَ الآخَرَ ثَوْبَ النّسْيَانِ.

هوَ ذَلكَ الماردُ المَدْعُو نِسْيَان مَنْ ألبسنا ثوبَهُ، حبيبي.

هوَ ذَلكَ المَارِدُ اللعينُ..!



(21)

أنحني ..أنحني..أنحني، كَزَهْرَةِ عَبَّادِ شَمْسٍ، وما أنْ يُشْرقَ أوَّلُ شُعَاعٍٍ حَتَّى، مِن رَمَادي أنتفضَ.. أنْهَضَ.



(22)

كلُّ البداياتِ مثيرَةٌ إنّما البقاءُ دَوْمًا للأنقَى.



(23)

حِينَ، مِنْ مَحَارَتِي أَخْرُجُ، أبكي..

إذْ أَدركُ أنَّ الشَّمْسَ قَدْ أَشْرَقَتْ قَبْلَ أَن أَرَى النُّورَ في قِنْدِيلَيِّ عَيْنَيْكَ، وأسمعَ سِيمْفُونِيّاتِ الحَسَاسِينِ وَالبَلابِلِ في بَحَّةِ صَوْتِكَ.



(24)

ما كنتُ أعتقدُ أنَّ الحُبَّ كالسَّحَابة، قد يتبدّدُ في لحظة!

ظننتُه ايمانًا رَاسِخًا يبقى ما دامَ القلبُ، على النّبضِ، باقٍ.



(25)

((دوّامةُ الأنا))

أحيانًا لا أعرفُنِي. أحيانًا أشتهي ان أتشاجرَ معي، أشتهي أن أصرُخ، أشتهي أن أُأَطِرَ ...ريتاي.



(28)

الشَّهِيقَ كُنْتَ والزّفيرَ، فكيفَ مِنَ الآنَ سَأَحْيَا وَلا أحْيَا..!



(29)

يَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ يَأتي يومٌ أضْطَرُ فيهِ أن أهْمِسَ: "حبيبي"...لسِوَاكَ أنْتَ.



(30)

بصراحة...

مُتعبة من ريتاي، بل مُرهقة جدًّا.

أحتاج ان أخرج منها. أُغادرها. بالثلاثة أطلِّقها. أَنْسَاها، بذكرياتها الأليمة باحزانها، بماضيها العسير، بمخاضاتها المرعبة، بصليبِ صمتِهَا!

أحتاجُ أن أخرجَ من شرنقَتِها فَراشَةً جميلةً، حُرَّة.

أسمو..فأصيرَ قصيدة.



(31)

الصَّخْرَة التي تمَّ تفتيتُها صارتْ شَظَايا، فَقَأَتْ عُيُونَهُم.



(32)

السَّلاسِلُ التي حُوصِرْنَا بِها، معَ الوقتِ سَقَطَتْ ...صَارتْ طُيورًا.



(33)

هذا الصَّباح، لا أَحْتَاجُ إلاَّ لِمَحَارَة تَحْتَويِني لأَرْتَاحَ مِنْ ضَوْضَاءِ هَذا الكَوْنِ المُرْعِبِ!



(34)

يزولُ أصْحَابُ المناصبِ. تزولُ الدُوَل حينَ يعْتَنقُ الإنْسَانُ الحُبَّ.

لذلك،َ أتقنَ السّياسيون زرعَ الحِقدِ والكراهية بينَ البَشَر!



(35)

لماذا أصْبَحَ النَّاس مُجَرَّدُ أوْرَاقَ كوتشينة تَتَحَرَّكُ بِصَمْتٍ.!

فقدُوا نَبْضَ القَلبِ، فَقَدُوا الحُبَّ، فَقَدُوا قدرتهم على الحُلُمَ، فَقَدُوا الأحاسيسَ الجميلة!



(36)

كنتُ كُلَّ ليلَة أَجْمَعُ لَكَ النُّجومَ في قلادَة.

آهٍ كَيْفَ مُنْذُ اقْتَرَفْتُ الفِرَاقَ وَنُجُومُ السَّمَاءِ سَقَطَتْ إلى الأَرْضِ كَمَا تَطْرَحُ شَجَرَةُ التِّينِ سُقَاطَهَا إِذَا هَزَّتْهَا ريحٌ عَظِيمَة.



(37)

إيَّاكي ريتاي أَنْ تَتَوَرَطِي بِحِكَايةٍ نَسِيجُهَا مِن خُيوطِ العَنْكَبُوتِ لِئَلا مَوْتًا تَمُوتِين، ولا يَسيرُ فِي جَنَازَتِكِ أَحدٌ إلاَّ ظِلِّكِ ودمعتان.



(38)

كَالخَشَبِ المَقْطُوعِ مِنْ شَجَرَة، المُلقَى عَلَى شَاطِىءِالبَحْرِ المَيِّتِ، وَجَعُ الفَقْدِ.



(39)

مَنْ لَمْ يُدْركُ أَنَّنِي أَنَا المَلِكَة، لاأَسَفَ عَلَيْهِ إذْ يَرْحَلُ باتِّجَاهِ الجَارِيَات.



(40)

أقْسَمَ لَهَا أَنَّهَا ابْنَةُ قَلْبِهِ وَأَنَّهُ بالثَلاثَة يَعْشَقهَا. ثُمَّ، خَانَهَا مَعَ ثلاثٍ وثلاثين جارية..!



(41)

قَدْ آنَ الأَوَانُ أَنْ نَنْسَى ونُنْسَى..!



(42)

الفَرَاشَاتُ تَكُونُ أجمل بعيدًا عن أشواكِ الوَرْد.



(43)

((كلّ مَن عليها خان))

أصعب موت هو الموت السريري لمن كان في عمق القلب.



(43)

الحبّ الكبير...

وجع فقده أيضا كبير.



(27.12.2018)



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( لونُ احساسي بكَ))...ومضات
- من مميّزات قصيدة الهايكو-haiku
- ((كالفعل المضارع المستمرّ))...ومضات
- ((الطَّائرُ الأَبيضُ))
- ((أفعالٌ مُتَعَديَّة))
- (( كَرَامَة وَطَنِيَّة))
- ((الفِرَاقُ الرَّجيم))
- ((شقيقاتُ النُّعمان))
- ((شقائقُ النُّعمان))
- ((القصيدة المُضيئَة))
- ((أُحِيكُ مِنَ الغِيَابِ غَابَة))
- ثُوري..!
- ((البحث عن الذات))
- الوصايا الشّعريّة
- ((آهٍ يارا...))
- ألف لا ولا كاللعناتِ تُطاردُني...الفصل الأول من رواية.
- ((أَمَا مِنْ نِهَايَة...!))
- ((تعالَ نبدأ جموحنَا نحوَ القصيدة))
- ((أنا الثورة))
- اغْضَبْ..!


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - ((الفِرَاقُ الرَّجيم..2))