أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - بابلو نيرودا: سأوضح لكم بعض الأشياء














المزيد.....

بابلو نيرودا: سأوضح لكم بعض الأشياء


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:38
المحور: الادب والفن
    


توطئة:
هذه القصيدة كتبها نيرودا عن الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت من 1936 إلى 1939. كان نيرودا يعمل سفيرا لتشيلي في إسبانيا حين اندلعت الحرب الأهلية. قامت في العام 1936 الجبهة الشعبية التي ضمّت الشيوعيين أيضا لمواجهة الفاشية واليمين . كل ضباط الجيش الإسباني تعاونوا مع الجبهة وعملوا في ظلها عدا ستة منهم. قاد 4 من الجنرالات الإسبان الفاشست تمردا ضد الجبهة مدعومين من الكنيسة الكاثوليكية ، وكان عدد كبير من أفراد التمرد موريين يتحدرون من المستعمرات الإسبانية في المغرب. كما قدمت ألمانيا النازية أيضا دعما لوجستيا للتمرد فقامت مقاتلاتها بقصف المناطق الواقعة تحت نفوذ الجبهة الشعبية التي انتصر عليها التمرد الفاشي واصبح الجنرال فرانسيسكو فرانكو دكتاتور إسبانيا حتى وفاته عام 1976.

* ** ***

تسألني، أين الليلك؟
والحالم الفلسفي المنتشي بالخشخاش؟
والمطر الذي ظل يرهق كلماتك ، ويملأها رذاذ َ الماء والطيورَ؟
سأروي لك كلّ ما حدث لي.
كنت ُ أعيش ُ في الجوار،
في " مدريد" ، حيث نواقيس الكنائس وأبراج الوقت والأشجار.
من هناك تطل على وجه قشتالة اليابس مثل بحر من الجلد المدبوغ،
كان بيتي باردا ،
" البيت المزروع بالزهور " ،
فقد انفجرت رياض الغر نوقي " الجيرانيوم" حواليها.
كان بيتا جميلا بكلابه وأطفاله.

هل تذكر، يا راؤول؟
هل ما زلت َ ، فريدريكو، تتذكر تحت الأرض؟
هل تتذكر بيتي وشرفاته حيث نور حزيران كان يخضّب فمك بطعم الورود؟
أخي ! أخي!
إن سوق " أرغويليس" بجواري يشبه بتمثاله دواة شاحبة بين مرابط السمك؟
أصوات تدوّي ، مبادلات مالحة، دمدمة عميقة لأقدام وأيدي ملأت الطرقات والشوارع،
أمتار،
ألتار،
الجوهر الحاد ّ للحياة،
وسمك مكدس.

نسيج السقوف تحت الشمس الباردة التي فيها تصبح ريشة المروحة بالتدريج منهوكة.
جميل!
عاج البطاطس نقوش على الطماطم باتجاه البحر.
وثم في الصباح يخرج اللهيب من القاع يلتهم البشر.
تستمر النيران،
يستمر الرصاص،
يستمر الدم،
قطّاع الطرق بمقاتلات ومقاتلين موريين،
قطّاع الطرق بخواتم الذهب ودوقات،
قطّاع الطرق يباركهم مطارنة سود،
قدِموا من السماء لقتل الأطفال،
وفي الدروب سالت دماء الأطفال رقراقة مثل دماء الأطفال.
بنات آوى لا تقبل بهن بنات آوى،
أحجار تلسعها أشواك يابسة وتلفظها،
أفاعي سامة تكرهها أفاعي سامّة.
رأيت ُ دماء الأسبان تتدفق عليك وتغرقك في موجة منفردة للتباهي و المُدى.
جنرالات،
خونة،
انظر بيتي الميت!
انظر إسبانيا المحطمة!
فمن كل ّ بيت ٍ ميّت ٍ تنطلق معادن مشتعلة بدلا من الورود.
من كل قوقعة في إسبانيا تصعد إسبانيا.
من كل طفل ميّت تصعد بندقية ذات عيون.
من كل جريمة تولد رصاصات ستستقر يوما ما في قلوبكم.
تسألني : " لماذا لا يحكي شعرك لنا عن الأحلام والأغصان للبراكين العظيمة في موطنك؟"
تعال،
انظر الدماء في الطرقات تسيل!
تعال،
انظر الدماء في الطرقات تسيل!
تعال،
انظر الدماء في الطرقات تسيل!


الترجمة من الإنجليزية . *****
ترجمة حميد كشكولي



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاح السويدي وانتهاك حقوق الإنسان
- لماذا قمع حرية الفكاهة والأدب الساخر؟
- ولادة المسافات
- ذهول الشقائق في حنجرة الماء
- جراح حلبجة تلتهب
- محاكم ليست لإحقاق الحق وانصاف الضحايا
- إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم
- انتصار ديمقراطية بوش ورامسفيلد في العراق
- البنفسج المراق في عيون الانتظار - إلى ذكرى شاعرة اللانهايات ...
- حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال
- عاشت اللجنة الشيوعية في المعمل
- القوى اليمينية العنصرية والظلامية ضد مكاسب البشرية
- ثلاث خفقات
- ناظم حكمت في مستوصف السجن
- مغزى وصول اليسار إلى الحكم في أمريكا اللاتينية
- لنؤمنْ بوقع خطى فصل الجحيم
- باول تسيلان يسمع أن الفأس قد أزهر
- هرات تهوي في خريف المؤودات
- فنُّ - هارولد بينتر- لتحرير الإنسان من الظلم والاضطهاد
- أقولها وأموت : 1- مهزلة التوحيد تراجيديا كُردية


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - بابلو نيرودا: سأوضح لكم بعض الأشياء