أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال















المزيد.....

حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:34
المحور: حقوق الانسان
    


بتنا هذه الأيام نسمع كثيرا في الغرب من مسؤولين حكوميين و شخصيات سياسية عديدة تعاريف غريبة ومنافقة لحرية الرأي بل مناقضة لها ، منها أنهم مع حرية الرأي بشرط عدم المس بمشاعر الآخرين أو عقائدهم ومقدساتهم ، والمقدسات عند البرجوازية لا تعني سوى المال والسلطات. وغالباما تذكرني مباهاة البرجوازية بحرية الرأي برواية جاك لندن " العقب الحديدية" التي قرأتها قبل حوالي 30 عاما، ذكرتني برد البرجوازي السمين للعامل بقوله له إنه حر فيما يقول و حر في أن يصرخ ما بشاء ، ولكنه إن مد يده إلى جيبه سسكون رده طلقة من مسدسه في رأسه. فحرية الرأي يكون لها معنى حين لا تكون ثمة قيود عليها أو شروط ، لأنه بمجرد فرض شروط ما عليها تنفتح الأبواب ، باب أثر باب ، لنقضها وانتهاكها بذرائع مختلفة. حرية الرأي تعني بوضوح أن يقول المرء ما يشاء ، وينتقد ما يشاء و من يشاء ، من أفكار وطروحات و ثقافات ومفاخر قومية ورموز أمة مهما ادعت أنها فوق النقد ومعصومة أبدا. وتعني كذلك أن يرد على المنتقد بنفس أساليبه الحضارية والمتمدنة.
بلطجة الإسلام السياسي وعربدته ضد حرية الرأي والعقيدة في العالم مستمرة . و حرية الرأي والعقيدة من المقومات الأساسية للمجتمع المدني ، وحق طبيعي للإنسان ، وقد نالتها البشرية بعد التضحيات الجسام التي قدمتها في سبيلها. ولن يقبل الإسلام السياسي الاعتذار ، و يؤكد زعماؤه على أن طرد المسؤولين في الجريدة الدانمركية بات لن يغير من مواقفهم شيئا، ولن يقبلوا أقل من ذبح المسؤولين عن الرسوم الساخرة من الرسول.
فاليوم أمسى سيف الإسلام السياسي مسلّطا على رقاب الحكومات الأوروبية لإجبارها على سن ّ قوانين تجرّم المس بالمقدسات الدينية ، وتماشي أساليب القوى الظلامية في العالم.
وإنها لفرصة ذهبية للإسلام السياسي و النازيين العروبيين المتحالفين في ظله مع أكثر القوى رجعية وتخلفا في العالم، لنشر أفكاره ومحاربة تطلعات أحرار العالم والمحرومين لحياة حرة كريمة ، يساعدهم في ذلك المستنقع العراقي والأفغاني الذي تورطت فيه الإدارة الأمريكية ، و تعقد القضية الفلسطينية وأجواء اليأس والإحباط التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي و فوز حماس في الانتخابات . كل هذه الظروف أدت إلى أن تنشط حركات مثل طالبان وترتفع معنوياتها وتصعد من عملياتها العسكرية والسياسية . وهكذا نرى في الأفق ثمة نظاما إسلاميا متطرفا في العراق تتبلور معالمه .

هذه الرسوم الكاريكاتورية منحت الإسلاميين مناسبات يستعرضون فيها عضلاتهم ضد من يختلفون معهم ، و يستهدفون مكاسب البشرية في البلدان الأوروبية . وإن هذه المكاسب ، مثلما يعلم المرء، ليست ملكا لهذه الأحزاب العنصرية في أوروبا والحكومات الرأسمالية ، بل انتزعتها منها الطبقة العاملة بنضالاتها وتضحياتها الجسام طوال قرن من الزمان.
وإن الكاريكاتير هو أحد أساليب التعبير عن حرية الرأي ، وإنه أسلوب حضاري للتعبير عن أية ظاهرة اجتماعية أو سياسية و توضيحها و تسليط الضوء عليها لمعالجتها، وإثارة الجدل حولها ، وبالتالي كشف عيوبها ومشاكلها لتسهيل إيجاد حلول لها.
فحرية السخرية في المجتمع المدني المتحضر للإنسان من كل ظاهرة تثير عنده تساؤلات متنوعة ، وتثير الفضول و حب الاستطلاع وطلب المزيد من المعارف. و إن ردود فعل الحكومات الأوروبية المشاطرة بشكل من الأشكال لآراء الحركات الإسلامية المعادية لحرية الرأي والعقيدة ، دّلت بوضوح تام على انحطاط النظام البرلماني و ديمقراطية رأس المال في أوروبا، وبينت كذلك أن الرأسمالية باتت وفق منحنى سقوط الأنظمة في حالة انحدار إلى الهاوية.


الأدب الساخر في التراث العربي والإسلامي ظاهرة مألوفة وعادية ، بل مالئ نقصا كبيرا في الأدب العربي والتراث الإسلامي ، وإن ثمة دلائل عديدة على أن النفط وارتباط حياة العالم الرأسمالي به ، واغتناء الشيوخ و الأمراء ووعاظ السلاطين به ، وبالتالي تسلطهم على كل مرافق الحياة ، أدى إلى تحالف الإمبريالية معهم وتعاونهم في قمع كل الأصوات المنادية للحرية والكرامة . وثمة دراسات ستراتيجية تؤكد أن الأسعار العالية للبترول تجعل الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها تستهلك 25% من نفط العالم أن تدع البتر ودولار تهطل على الدكتاتوريين و الأنظمة العشائرية الرجعية . فكل الرهان على دعم الديمقراطية في هذا الجزء من العالم ، أي الدول العربية النفطية والشرق أوسطية، لا يعني إلا كسب رضا المتسلطين على رقاب الشعوب لتأمين تدفق النفط والغاز إلى ماكينة رأسمال أمريكا والغرب. فبيد ٍ توفر الولايات المتحدة الأموال لآل سعود لكي يصدروا الوهابية إلى العالم ، وبيد أخرى تشن حربا على الإسلاميين المسلحين . وأي تناقض هذا !
ولكن من الصعب التمييز بين مصالح أمريكا النفطية و ما يسمى بالحرب على الإرهاب. كان ذلك حين قرر ابن لادن شن حرب الجهاد على أمريكا بعد أن بنت الأخيرة قواعد لها في السعودية والكويت أثناء حرب الخليج الثانية . كانت المقايضة على أساس النفط مقابل الأمن والاستقرار ، أي تتحمل الولايات المتحدة قمع الحركات المعارضة للنظام السعودي مقابل استمرار تدفق النفط بأسعار منخفضة .
فالحكومات الغربية تدرك جيدا أن الحركات الإسلامية تتخذ من الرسوم ذريعة للهجوم على حرية الرأي و العقيدة في البلدان الغربية ، مهد الديموقراطية. بالأمس كان الغرب يربي حركات سياسية باسم الإسلام لمحاربة الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية ، وكانت المخابرات المركزية الأمريكية تطلق على المقاتلين في صفوف تلك الحركات تسمية "المناضلين في سبيل الحرية" ، واليوم يدعم الغرب وأمريكا هذه الحركات بذرائع حرية العقيدة والأديان والتعددية الثقافية . وثمة اتفاقيات أمنية بين دول أوروبا وفي مقدمتها السويد أمّ النازية وأمريكا تتضمن تسليم المطلوبين من قبل المخابرات المركزية الأمريكية لأمريكا حتى لو كان مواطنا أوروبيا.

حرية الرأي والعقيدة اليوم بحاجة إلى أحرار العالم لحمايتها من السقوط والانهيار ، بعد أن تخلى الحكام الرأسماليون عنها في سبيل دوام أرباحهم وأموالهم ، ما يدل على أن الرأسمالية أمست في الدرك الأسفل من مراحل الفساد والتفسخ السياسي والخُلفي والثقافي.

وهنا يجب التأكيد دائما على أن ّ الإسلام السياسي خرج من مصانع سياسات أمريكا والغرب الإمبريالية في فترة الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية ، و لمواجهة المد اليساري في العالم . والأمثلة عديدة في هذا المجال ، من قبيل دعم الإنجليز للإخوان المسلمين في مصر في بدايات تأسيس الجماعة ، ودعم السادات للحركات الإسلامية في الجامعات المصرية لمواجهة المد اليساري في مصر . ودعم النظام التركي لحزب الله لمواجهة الحركات القومية الكردية. و لن ننسى ابن لادن وطالبان وثم تخلي أسيادهم عنهم وانتشار هم في الأرض باحثين عن أسياد جدد .
والجدير ذكره هو الموقف المؤيد لليسار القومي الأوروبي من الحركات القومية والطائفية والقوى الظلامية تحت شعار معاداة " الإمبريالية" الأمريكية. فهذا الموقف لم ولن يكون لصالح جماهير الشعب العراقي ن أو شعوبنا في الشرق ، فهو لن يؤدي إلا إلى تسليط هذه القوى الرجعية و الظلامية على مقدرات جماهير العمال والكادحين. فإن الموقف التقدمي والإنساني يقتضي من القوى التقدمية والإنسانية في العالم فضح قطبي الإمبريالية و القوى الرجعية القومية الدينية ومواجهتهما بأساليب تقدمية وإنسانية من مظاهرات وإضرابات وتضامن أممي شريف وهادف لتحقيق آمال البشرية في الرفاه والحرية و العيش الكريم.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشت اللجنة الشيوعية في المعمل
- القوى اليمينية العنصرية والظلامية ضد مكاسب البشرية
- ثلاث خفقات
- ناظم حكمت في مستوصف السجن
- مغزى وصول اليسار إلى الحكم في أمريكا اللاتينية
- لنؤمنْ بوقع خطى فصل الجحيم
- باول تسيلان يسمع أن الفأس قد أزهر
- هرات تهوي في خريف المؤودات
- فنُّ - هارولد بينتر- لتحرير الإنسان من الظلم والاضطهاد
- أقولها وأموت : 1- مهزلة التوحيد تراجيديا كُردية
- ومضى عهد الراحة
- قصيدتا - أكتوبر - و - الأمل- لناظم حكمت
- ولاية الفقيه رغم أنف الديمقراطية
- من غابرييل غارسيا ماركيز إلى غيفارا
- صوت اللقاء وقصائد أخرى لسهراب سبهري
- من أغاني الفنّان الخالد -فيكتور خارا - لجي غيفارا و ماريّا
- في ذكرى الفنان المناضل فيكتور خارا
- الزرقاوي و العروبيون : وحدة الأهداف واختلاف الأساليب
- حي ّ ُ الفراعنة
- الموقف المخزي للحزب الشيوعي الكُردستاني من تظاهرات جماهير كل ...


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال