أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - قراءة لرجل يلتهم الظلام














المزيد.....

قراءة لرجل يلتهم الظلام


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 6043 - 2018 / 11 / 3 - 16:55
المحور: الادب والفن
    



قراءة لرجل يلتهم الظلام:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترى كيف تشكلت بنية الحكاية ؟
يتضح لي بعد قراءة متأنية لهذا النص ، ان نسيجه متشابك بين الحكاية الواقعية ، وتفاسير الآيات القرآنية ، و ترجمة حياة شعراء ، وابيات مطولة من الشعر العربي الرصين ، والانتقال الى شرح تكوين بعض الظواهر في الطبيعة ،
وغيرها من مسائل متشعبة ومقحمة في الحكاية ومحشورة فيها حشرٍاً ،
قد تصلح لمحاضرة منفصلة عن السرد القصصي ، .
حيث انغمس الكاتب ( أحمد حمد المندلاوي ) في تفاصيل لا رابط لها بالسرد القصصي ، وكان عليه أن يخفف من الثقل الكبير لذلك الكم الهائل من الاضافات ،لتحافظ الحكاية على جمالية معانيها من دون الاطالة ...
قد يجد السارد عذراً فيما ذهب اليه ،
فربما اراد ان يلون الحكاية بتلك المفردات والجمل ، ولكن كان بإمكانه ان يجعلها قصة قصيرة معبرة لذلك الواقع الذي مرّ به ...
فجوهر الحكاية :
( أن هنالك طريق موحش مظلم يمتد لمسافة غير قصيرة ، عليه ان يسلكه دون وجود واسطة نقل ، أي سيراً على الاقدام بغية الوصول الى بيت اللاجئين ـ بيت الباشا القديم .ـ وأن ذلك الطريق الموحش المهجور ،مليء باللصوص وقطاع الطرق ومدمني المخدرات والأشقياء والضواري والباحثين عن فرائسهم تحت جنح الظلام ، لكنه يقتحم بشغف وجرأة عالية ، ظلمات عتمة شجيرات ذلك الطريق الموحش ،في تلك الليلة الليلاء ، بالرغم من التحديات التي واجهت مخيلته من ألغاز واهوال ،حين وجد نفسه وحيداً في مواجهة طريق مظلم يخلق الاخطار ويثير الخوف والترصد ، وهو يتابع المسير ، حتى يصل المكان الذي يبتغيه بصعوبة ،بعد ان اوشكت انفاسه على الانقطاع ، من ضغوطٍ توغلت في خياله في ليلة مرعبة كاد ان ينهار فيها )
أن ما دفعني الى دوامة التفكير في اسلوب السرد عند الكاتب ،هو :
ـ هل التزم بشروط النص السردي ؟ أم ابتعد لمسافة ما ؟
هذا ما يجعل المتلقي البحث عنه برؤية واضحة عند قراءته لهذا النص ...
حيث يجد أن الكاتب قد اعتمد، الإتكاء على عنصر الوصف التكميلي،
او لتزين الحكاية .ليس الا ،او لغرض الإطالة فحسب ،واضافة عنصرالتشويق.
وللحقيقة أرى انه قد قدم وصفاً رائعاً لمغامرة الولوج في الظلام المشكوك فيما يخفيه من متاعب ومخاطر وأهوال ، لا حدود لها اثناء شروعه الجريء في عملية الاجتياح ، وتخطي حدود الخوف الكامن في النفس البشرية ،
في وقت كان الظلام يرسل مواويله في شعاب ذلك الطريق المرعب .
بعد الساعة الثانية ليلاً ...!
لزوماً علينا الاعتراف بأن الكاتب قد أجاد التعبيرعن واقع مُرّ قد عاشه في ظروف اجبرته الايام للتعايش معها بكل قسوتها وآلامها ومتاعبها ،
ذلك الواقع قد عبّر عنه بحكمة وتجارب في النضال وجهاد دؤوب ...
وأخيراً لنسأل عن ( فرهاد ) بطل الحكاية ، ولماذا اختيار فرهاد بطلاً لها ؟
بالتأكيد أن هنالك دافع قوي لذلك الاختيار ، لربط الحاضر بالماضي ،
فرهاد الماضي قد عاش قصة حب مأساوية كان فيها العاشق وشيرين هي المعشوقة ، وفي حضرة العاشق والمعشوق ، ارتبط الكاتب بحكايته فكان العاشق هو ذاته والمعشوق هو الوطن ، وهذا ارتباط وثيق بواقع ( رجل يلتهم الظلام ) أن فرهاد الذي شق النفق الصخري في جبل بيستون . في زمنٍ مضى ،
تشبه حكايته الى حد ما ، حكاية فرهاد الحاضر ،
ولربط الصلة بين الحكايتين ، نذكر هنا أبياتاً من قصيدة للشاعر الكردي الراحل
( محمد البدري) عنوانها: ( شيرين وفرهاد )
من مجموعته الشعرية (ئاي چه ندم خوش ده وي )
آه كم احبك / صـ 35 ــ اذ يقول فيها :
شيرين بشنه و
هه ر چه ن فه رهای له تو ديره
هه چه ن پایلی له زنجیره
ئه مان گیانی
ئه رات سووزي لفي كيوره
شه و روزي
وده س ئه ي چه رخه نیجره
.............
في خاتمة القراءة يجب ان نؤكد على ان هذه الحكاية لا تخلو من متعة وفائدة
، لذا وجب علينا التعبير عن اعجابنا الشديد بما وصفه من معانات شخصية ،
في قصيدة حنينه الى الوطن :
ظلام الليلِ يؤرقني مرارا ... ولي روح تطالبني الّديارى
اي ليل الهواجس والرزايا ... الا تمضي وغيّر لي المسارا
افاعٍ منك ينهشنَ الحنايا ... ويملأن الفؤاد لظى ونارا
فقلبي لا يطيق اليوم بعداً ... كما اني مللتُ الانتظارا
ويا لك صاحبٍ مُرٍ ثقيلٍ ... يعاكسني بلا رحم جهارا
إذا ما قلتُ في الآفاق ومضٌ ... أجاب الكون قد هجر المنارا
الى الرحمن اشكو جلَ همي ... جلاء الأمر يملك والقرارا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر ـ بغداد 25/10/2018



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفردة الصدر عند الجواهري
- الشعراء والمغنيّون في أسرار الأجفان والعيون
- ثياب العيد
- وما اوحى المطر
- حنين عبر الرمال
- هروب من كابوس
- ليلة من ليالي الخريف
- فلا تقلق
- رحيل الذاكرة
- جولة تصيبها الخيبة
- جمجمة جدّي
- من هوَّ
- رمضان بريمري
- لوحة موناليزا في مختبر نٍزار قباني
- صوّر من الحياة ( مشاهد قصيرة )
- آه يا أنا
- مهداة الى صديقي الشاعر الراحل حسين السلطاني
- ذكريات
- وللجسور البغدادية حكاياتها
- سهرة مع توجعات نساء الارض


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - قراءة لرجل يلتهم الظلام