أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - عزوف أفلاطون عن الزواج














المزيد.....

عزوف أفلاطون عن الزواج


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 15:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البعض من مؤرخي الفلسفة ومن كتاب وباحثين، فلسفوا عزوف افلاطون عن الزواج بأمور لا تمت للواقع بصلة، وكلها رجماً بالغيب، لأنها لا تصمد امام مناهج العلم، والعلم الحديث.
ومنها قولهم: إن افلاطون كان شاذ جنسيا، وكان رجلاً مثلياً يمارس الجنس المحرم!. وأنه لا يميل الى المرأة ابداً. وقيل أنه كان يكره الجنس الاتصال بالمرأة، وغير ذلك من اقوال اعرضنا عن ذكرها في هذا المقال.
والحقيقة هي ما نراها نحن وسنتعرض اليها في هذا المقال.
فمن الواضح أن أفلاطون كان مثله الاعلى وهو استاذه سقراط، والذي تأثر به وحذا حذوه في الاخلاق والسياسة والتربية، حتى أنه نقل كل تعاليمه في "الجمهورية" والتي جاءت على شكل حوارات نقلها بحذافيرها افلاطون، وعبر من خلالها عن رأيه ورأي استاذه معا، ما يعني التأثر الواضح عليه.
وقد اخذ العبرة والاعتبار من قضية زواج استاذه سقراط، وما عاناه هذا الرجل من زوجته، التي كانت معاملتها مع زوجها ليست بالمعاملة الحسنة. فقد كانت سليطة اللسان-كما يذكر مؤرخو الفلسفة- وهو دائما ما كان يهرب منها قبل طلوع الشمس، ولا يعود إليها إلا بعد أن يغوص قرصها الملتهب الهائل وراء الأفق. لكنه مع ذلك كان يمتدحها احيانا إذ كان يقول: أنا مدين لهذه المرأة، فلولاها ما تعلمت أن الحكمة في الصمت، وإن السعادة في النوم، مسكين الرجل إنه يقف حائراً بين أن يتزوج أو يبقى عازباً بلا زواج وهو في الحالتين نادم. وكان سقراط يجد سلوته مع تلاميذه عندما يجتمع بهم ويجادلهم ويحادثونه في أمور العالم والسياسة ومستقبل الفلسفة. وفي يوم قال لأحد تلاميذه ينبغي أن تتزوج، فإنك إن ظفرت بزوجة عاقلة صرت سعيداً، أما أن وقعت في براثين زوجة طائشة مناكفة صرت فيلسوفاً مثل حالي!. وذات يوم كان يتناقش في أفكاره الفلسفية مع بعض تلاميذه، حين صاحت زوجته ونادته طالبة منه أن يذهب إليها ويساعدها في بعض الأعمال، ولكنه لم يسمعها أو بالأحرى كان مندمجاً بالنقاش، فما كان منها الا ان احضرت وعاءً مملوءً بالماء وصبته فوق رأسه. فانزعج تلاميذه من مثل هذا السلوك الفظ، واندهشوا من جرأتها مع معلمهم، ولكنه نظر اليهم وقال بهدوء وهو يسوي خصلة الشعر الوحيدة في رأسه الأصلع، بعد كل هذه الرعود، فلابد أن نتوقع هطول الأمطار؛ مكتفيا بذلك وهو ديدنه معها.
وأفلاطون يسمع ذلك ويرى بأم عينيه، وربما كان هو الاكثر تأثراً من بقية تلامذة سقراط، فكان ذلك ايلاما يراوده آناء الليل واطراف النهار، لا سيما وانه كان يحب استاذه حبا جما، ويكن له كل الاحترام والتقدير، وهو عنده المثل الاعلى، واذا بهذا المثل يحظى بهذه الزوجة التي تعامله امام طلابه هذه المعاملة السيئة التي تدل على امرأة لا تحترم زوجها وتظهر موقفها امام طلابه بأنها لا تميل له بالحب والتقدير والاحترام والوئام الزوجي.
ومن يومها ابغض افلاطون المرأة وكره التقرب منها، وما عاد يميل الى الزواج خوفا أن يجري له كما جرى لأستاذه ومعلمه الاول سقراط، فيصبح بعد ذلك اضحوكة لطلابه. وفرغ نفسه لخدمة الفلسفة والدفاع عن المظلومين، خصوصاً بعد اعدام استاذه امام ناظريه.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيبة الزندقة: ابن المقفع(مقدمة)
- عزوف ديكارت عن الزواج
- الارث- قصة قصيرة
- اسباب عزوف المعرّي عن الزواج
- محنة نصر حامد ابو زيد
- آدم وحواء- قصة قصيرة
- الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول
- الرأي الاخير في قضية المرأة
- المتشائم- قصة قصيرة
- متظاهر- قصة قصيرة
- معاناة دفع رباعي- قصة قصيرة
- تأملات في حضرة الارق- قصة قصيرة
- طه حسين وشيوخ المنابر
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(9)
- أم القيمر وجعبة الاسئلة
- اغتصاب جثة!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(8)
- تحقيق بجريمة لم تحدث!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(7)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(6)


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - عزوف أفلاطون عن الزواج