أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - آدم وحواء- قصة قصيرة














المزيد.....

آدم وحواء- قصة قصيرة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6024 - 2018 / 10 / 15 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


أوصى آدم زوجه حواء- قبل خروجه من المنزل الى عمله اليومي- قائلا لها:
- لا تنسي يا حواء وصية الرب ونصيحته لنا من حبائل الشيطان ووسوسته؟.
وخرج في عجلة من أمره، كون وقت العمل أوشك على البدئ. وغادر المنزل بخطى حثيثة، وهو في حالة انتشاء ومرح في يوم خريفي مفعم بالأمل.
كان آدم يحسن الظن بزوجته، ويرى أنها عاقلة فاهمة، وتمتلك شيئاً من الحنكة الدراماتيكية ولا يمكن لها أنْ تنسى تلك الوصية الذهبية، خصوصاً وانها قد خرجت من فم ملك الملوك، ومنزّل الارزاق، وعالم بالأحداث قبل وقوعها، ولا تخفي عليه خافية، فهو يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور!.
وصل آدم الى مكان عمله في الوقت المناسب، وكان عمله عبارة عن حرث الارض وزراعتها، وهو بالأحرى حقل متواضع يزرعه بحبوب الحنطة وبعض الفواكه: كالتفاح والبرتقال والعنب، فآدم لا يمتلك غير هذه المهنة التي يعتاش عليها هو وزوجته. ومع ذلك يشعر أن العمل في هذا الحقل فيه كثيراً من المتعة وقتل الوقت والتنفيس من خلاله عن هواء الضجر والملل الذي ينتابه، بسبب أنه لا يرى أي احد على شاكلته يستأنس اليه ويفض فيه عن مكنونات نفسه وخلجاتها، سوى حواء. فكل ما يدور من حوله من مخلوقات هي لا تمت اليه بصلة قرابة، وهم عبارة عن ملائكة وجن وماردين ليس لديهم من عمل أو هوايات اللهم الا التسبيح والتقديس لله، فآدم ضجر من هذه الحياة الرتيبة.
فكان الحقل هو سلوته الوحيدة، اذ يقضي فيه معظم اوقاته في هدوء وسكينة وراحة بال واطمئنان، الى نهاية النهار. وحينما يؤدي ما عليه يعود الى منزله حيث زوجته ليسكن اليها ويحدثها عما قام به اليوم من جهد استثنائي كشتل بعض الثمار والعناية بها وبالحقل، ولا ينسى أن يجلب معه بعض الثمار الناضجة لزوجته الحنونة.
آدم لما خرج من منزله - وهو في طريقه الى الحقل- كان قد نسي الباب موارباً، مفتوحاً على مصراعيه وظلت حواء نائمة في فراشها، فآدم اشفق على زوجته أن يصحيها من نومها، فتركها غارقة في احلامها.
الشيطان هنا اقتنص الفرصة، اذ رآها سانحة له، فرأى حواء مستلقية على فراش النوم في منظر فيه نوعاً من الاغراء، وعلى اثر خطوات أرجله هبت حواء مرعوبة، فأشار اليها أنْ لا تخافي.
- أنا فاعل خير جئتك لأمر هام لا غضاضة عليه منه. قال ذلك بلغة المنتصر.
فذهب عنها الروع، فما كان منه الا أن قدم اليها حبة من فاكهة مغرية لم ترها في حياتها قط، قائلا لها:
- كليها ولا تخافي. واردف بعد هنيئة.
- أن فيها لسراً ستكتشفينه بعد حين.
تناولت حواء حبة الفاكهة وراحت تقضم فيها قليلاً - قليلاً، حتى قضت عليها الى الآخر. فبدأت لها سوأتها حتى كادت أن تصاب بالرعب، فطمئنها وشرح لها القضية، واقنعها بأن يقترب منها.
ونام معها في نفس الفراش حتى اقترب موعد مجيء زوجها، فنهض مسرعاً، بعد أن قضى منها وطره، وهم بالخروج، واعطى لحواء حبة أخرى من تلك الثمرة واوصاها أن تقدمها الى زوجها وأن تحثه على تناولها.
وحينما عاد آدم من عمله ورأى زوجته في هذه الحال التي هي عليها اصيب بالذهول، وكاد أن يغمى عليه، فقالت له:
- اطمئن أنه خير أصابنا.
فقدمت له تلك الثمرة التي اوصاها الشيطان بإعطائها لزوجها، فتناولها من دون ممانعة.. فبان له هو الآخر سوأته، واخذه العجب، وهنا قال لها بلغة الاسف وتحسر:
- لعلك قد نسيت وصية الرب يا زوجتي العزيزة؟.
ثم بادر لها، فاحتضنها وراحا يمارسان الحب بسعادة غير معهودة.. لكنهما لم يدركا بأن ذريتهما ستعيش الشقاء الى أبد الآبدين.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول
- الرأي الاخير في قضية المرأة
- المتشائم- قصة قصيرة
- متظاهر- قصة قصيرة
- معاناة دفع رباعي- قصة قصيرة
- تأملات في حضرة الارق- قصة قصيرة
- طه حسين وشيوخ المنابر
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(9)
- أم القيمر وجعبة الاسئلة
- اغتصاب جثة!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(8)
- تحقيق بجريمة لم تحدث!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(7)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(6)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(5)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(3)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(2)
- دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - آدم وحواء- قصة قصيرة