أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)














المزيد.....

الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5980 - 2018 / 8 / 31 - 11:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معروف الرصافي (1875- 1945) شاعر عراقي وباحث وسياسي معارض، شغل منصب عضو مجلس المبعوثين العثماني في اسطنبول بتركيا، وعمل مدرساً ومارس الصحافة لتفرة محدودة، له ديوان شعري كبير مطبوع صدر عدة مرات بجزأين في بغداد وبيروت. والرصافي غير ميال الى الفكر الديني، فهو يمج رجال الدين ويذمهم، ويعتبر الدين عقبة كبيرة تقف ازاء الركب الحضاري للإنسان وللمجتمعات بصورة عامة، ويعتقد أن المجتمع الاسلامي يلقن الطفل الوليد بمجموعة من العقائد والطقوس والعبادات والقضايا الدينية الاخرى والتي يعتبرها مزيفة، ولكن حينما يكبر ذلك الوليد فيصبح يافعا ثم شابا ثم رجلا، ويتعلم ويدرس ويعي الامور التي تجري من حوله، يدرك بأن تلك القضايا ما هي الا اباطيل وترهات، قد فرضت عليه، وهنا يحاول نبذها بعد أن اكتشف زيفها.
يقول:
لقنت في عصر الشباب حقائقاً..... في الدين تقر دونها الافهامُ
ثم انقضى عصر الشباب وطيشه.....فاذا الحقائق كلها اوهامُ
الرصافي قام بترجمة بعض القضايا المهمة من اللغة التركية الى اللغة العربية، وله مجموعة من البحوث التي لم تر النور، ومنها هذا الكتاب، (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) والذي الفه في مدينة الفلوجة غربي بغداد، سنة 1933م- واوصى أن لا يطبع هذا الكتاب الا بعد وفاته، وذلك لخطورة وحساسية مضمونه. نسخة المخطوطة تقع في 1154 صفحة. ظل هذا المخطوط حبيس الرفوف لفترة طويلة من الزمن، الى أن قامت بطبعه (دار الجمل) سنة 2002، الكتاب يقع في 766 من القطع الوزيري. ويفترض أن يطبع بجزأين لا بجزء واحد لسهولة حمله وقراءته.
يسلط الكاتب الضوء على سيرة محمد منذ ميلاده في الجزيرة العربية، والى وفاته، ويقوم بشرح مفصل عن كل شاردة وواردة في حياة النبي محمد، ويعطي رأيه بصراحة ومن دون مواربة ولا لف ودوران، كما سلك طريقة اللف والدوران العديد من الكتاب من الذين خاضوا في هذا البحر الوعر، المتلاطم الامواج.
يبدأ الباحث بفصل اول اسماه (للحقيقة لا للتاريخ) وفيه يتهم التاريخ بأنه يحتوي على اباطيل وضلال، ويصف الحقيقة في التاريخ بأنها عبارة عن كثبان من رمال الاباطيل تغلغلت في ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة فيتعذر على المرء او يتعسر أن يستخلص من ذلك تلك الشذرات. وقول: ولئن ارضيت الحقيقة بما كتبته لها قد تسخط الناس عليّ، لا يضرني سخطهم اذا انا ارضيت الحقيقة، لآن الذين سيسخطون علي، وبغضهم اياي كون على قلوبهم اكنة من غمام الجهل.
ويعتبر محمد اعظم شخصية عربية عرفها التاريخ، فمحمد شخصية فذة اوجدت انقلاب شامل في الجزيرة العربية، وقلبت الامور رأسا على عقب حتى احدثت ذلك التغيير الشامل، تمخض عن ميلاد دين جديد دانت له فيما بعد معظم الدول المجاورة للجزيرة العربية.
ثم يستدرك ويقول: بما أن محمداً بشر فأنه يخطأ ويصيب، او بتعبيره لا يخلو من معايب (كفي بالمرء نبلا أن تعد معايبه)، فأن كان المرء عاملا للمصلحة العامة فمعايبه التي تبدو في عمله لا تكون معايب، فيجوّز الرصافي أن تقتضي مصلحة العموم أن يعمل عملا يكون عند الفرد معيبا والفرد لا حكم له في جنب العموم (راجع: ص 17 والتي قبلها من الكتاب).
ويختم الكلام في هذا الفصل بقوله: إن الكلام الذي ألمنا بالشخصية العجيبة المحمدية كلام سيأتيك بيانه مفصلاً مدللاً ومن الله التوفيق. وتستوقفنا العبارة الاخيرة التي قالها الرصافي، فالرجل ليس بملحد كما اتهمه بعضهم بذلك.





#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصابع الاسئلة – نص
- ظاهرة استفحلت اسمها- الشعر الشعبي-
- محاولة في تعريف المثقف
- ابن رشد و خلطه الاوراق(3)
- ابن رشد و خلطه الاوراق(2)
- ابن رشد و خلطه الاوراق(1)
- أي جرائم ارتكب هؤلاء الاوباش؟
- لماذا التفلسف
- الافستا- كتاب الزرادشتية المنزّل(4)
- الوحي بين زرادشت وبين النبي محمد(3)
- من هو زرادشت- مدخل(2)
- هل زرادشت كان نبياً؟(1)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(2)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(1)
- ثقافتنا
- أساطين الفلسفة اليونانية(3)-أرسطو
- هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟
- حدائق الكلام- نصوص(8)
- جريمة الإقدام على الزواج!
- تغيير الوجوه!


المزيد.....




- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)