أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟














المزيد.....

هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 22:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتقد كل المتكلمون والفلاسفة المسلمون، ومنهم أبو نصر الفارابي: أن النبي هو أفضل من الفيلسوف، ويأتي الفيلسوف من بعده بالمنزلة من الناحية العقلية، أي أن النبي يمتاز بعقل واسع واكبر، ثم أنه مسدد بالوحي الذي يخبر النبي بأخبار السماء ويزوده بالغيبيات، كما يقول الفارابي.
ونحن، لو عقدنا مقارنة بسيطة بين النبي والفيلسوف لثبت لنا عكس هذا الرأي تماماً، ثم أن الفلاسفة تركوا لنا نظريات وافكار ثرة لاتزال هي محط أنظار ودراسات الاجيال، رغم البون الشاسع بيننا وبينهم، بعكس الانبياء الذين اخبرونا بنظريات وعلوم قالوا: انها نزلت عليهم من السماء عن طريق الوحي، لكن العلم الحديث ابطل كثير من تلك القضايا التي قالوا انها علوم، وهي كثيرة جداً ومنها على سبيل المثل قولهم: أن الشمس تتحرك وأن الارض ثابتة!، لكن العلم الحديث اثبت لنا أن العكس هو الصحيح.
إن جميع الذين أرخوا للعلم والفلسفة لم يشذ أحداً منهم فيقول أن سقراط أو افلاطون أو أرسطو لا وجود لهم، وانهم شخصيات وهمية خيالية، كذلك العديد من الفلاسفة الذين سبقوا هؤلاء امثال: ديمقريطس وهيرقليطس، انهما من وضع الوضاعين ولا حقيقة لهما، ولم يُقل كذلك أن هؤلاء هم ليسوا بفلاسفة وإنما كانوا مجرد أناس عاديين. بمعنى آخر أن الفلاسفة الى يومنا هذا لم يشك أحداً بوجودهم، بينما الشك يدور حول الانبياء، فالملحدون واللاأدريون واللادينيون يشكون بوجود الانبياء، ولهم ادلتهم الخاصة ونظرياتهم واحتجاجاتهم، بل والاهم من ذلك أن الدراسات والحفريات الحديثة أكدت أن نبي الله ابراهيم-الذي يُعتبر أبو الانبياء- لا وجود له، ومن هؤلاء القائلين بذلك طه حسين عميد الادب العربي في كتابه "في الشعر الجاهلي" والذي تعرض من خلاله الى الانتقاد ووصل الامر الى محاكمته، ما لم يتنازل عن افكاره هذه، فتنازل الرجل وسحب الكتاب من المكتبات، ولم يُطبع طبعة مرة أخرى الى اليوم، رغم مرور ما يقرب عن الخمسين عاماً أو يزيد على صدوره.
الانبياء حاربوا الناس وقتلوهم واجبروهم على الايمان بهم، بينما الفلاسفة لم يفعلوا هذا ابداً، بل الناس هم من آمن بفلسفتهم وبنظرياتهم، لأنهم كانوا قمة في الاخلاق والسجايا الحميدة، ومع ذلك تعرضوا للاضطهاد والى السجن والى الاقصاء والتهجير عن اهلهم واوطانهم. الم يحكموا على سقراط بالموت وقد اجبروه على تجرّع السم الزعاف، بتهمة انه كان يحرض شبابهم على الانزلاق عن مبادئ الاخلاق الكريمة، وكل ذلك زوراً وبهتاناً.
الفلاسفة تركوا للأجيال الكثير من العلوم الانسانية والقيم النبيلة والنظريات العلمية الناهضة، والتي تُدرّس اليوم في معظم جامعات العالم، كأثر انساني عظيم يجب أن نستفيد منه لاسيما وأن فيه علوم ونظريات نحتاجها اليوم.
واذا رجعنا الى الانبياء، ما هي العلوم التي تركوها للأجيال؟ واذا قال قائل: أن واجب الانبياء هو اخبار الناس أن هناك الهاً للكون يجب أن نعبده لا أن نعبد سواه؟. نقول: وهل هذا يكفي؟، ثم أن الانبياء، ورغم عددهم الكبير جداً- وبحسب المرويات الاسلامية أن عددهم كان مائة وعشرون الف نبي- لم يخبروننا بأكثر من هذا، ثم انهم لم يستطيعوا ارشاد الناس بل الناس ضلوا واضلوا عن جادة الصواب.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدائق الكلام- نصوص(8)
- جريمة الإقدام على الزواج!
- تغيير الوجوه!
- خرافات وأساطير(1)
- الحمار- قصة قصيرة
- اساطين الفلسفة اليونانية(2)- أفلاطون
- أساطين الفلسفة اليونانية(1)-سقراط
- حدائق الكلام - نصوص (7)
- حدائق الكلام - نصوص (6)
- حدائق الكلام - نصوص (5)
- حدائق الكلام- نصوص(4)
- حدائق الكلام - نصوص (3)
- حدائق الكلام- نصوص(2)
- حدائق الكلام- نصوص(1)
- بول الابل في الفقه الإسلامي
- علك البستج والنائبات العراقيات
- ابن سلمان في بغداد!
- ستيفن هوكينغ يرحل بلا جائزة نوبل
- التحرش.. ظاهرة كلنا مسؤول عنها
- التقارب العراقي السعودي


المزيد.....




- اجتماع افتراضي رفيع لبحث مفاوضات السلام في أوكرانيا يضم ترام ...
- مبديًا انزعاجه من موقف زيلينسكي.. ترامب يتوقع اجتماعًا -بنّا ...
- اشتداد حرائق الغابات في إسبانيا بسبب الحرارة والرياح
- لاريجاني يوقع اتفاقية أمنية مشتركة مع العراق قبل التوجه إلى ...
- السودان: مقتل 40 مدنياً في هجوم على مخيم أبو شوك.. واتهامات ...
- هل يصمد تفويض -اليونيفيل- في لبنان أمام الجدل ويُجدَّد هذا ا ...
- العراق: موجة حرّ قياسية تشل شبكات الكهرباء في عدة محافظات
- ترامب ينشر الحرس الوطني في واشنطن لمواجهة -عصابات ومجرمين خط ...
- محاكمة خمسة نيجيريين متورطين في مجزرة بكنيسة عام 2022
- -كفى تجويعا-.. صور الأطفال والمسنين في غزة تصدم نشطاء المنصا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟