أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - حقيبة الزندقة: ابن المقفع(مقدمة)














المزيد.....

حقيبة الزندقة: ابن المقفع(مقدمة)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 15:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما حرق الدواعش قبل عام وبضعة اشهر، الطيار الاردني معاذ الكساسبة، جرت في الاوساط العالمية ردود افعال مختلفة، والبعض اخذهم العجب، اذ كيف يصدق أن جهة تدعي الاسلام وتطبيق الشريعة وهم يحرقون انساناً يدين بالله ربا وبمحمد نبياً؟، هل هي هذه عدالة الله وشريعة الاسلام؟.
لكن الذي يقرأ التاريخ الاسلامي لا يعجب من ذلك، ففيه ما فيه من هذه الجرائم. وفي هذا المقال لا يسمح لنا الوقت بسرد تفاصيل مملة في هذا، وطالما حديثنا ينصب حول ابن المقفع الذي اتهم بالزندقة والمروق عن الدين والشريعة الاسلامية، فكان أن قطعت اوصاله بأمر الخليفة العباسي ورماها في التنور، حتى صارت جثته رماداً تذروها الرياح، فلم يكن له قبرا بعد ذلك معلوم.
فكانت الزندقة تهمة جاهزة يرمى بها الشعراء والادباء والمتكلمون واصحاب الآراء الحرة من كتاب وسواهم، وتحت هذه المظلة زهقت ارواح واهرقت دماء، والذي يقرأ تاريخ الشعراء تحديداً، سواء في العصر الاموي أو العصر العباسي، سيجد أن معظم الشعراء اتهموا بالزندقة، وكانوا يفلتون من التهمة بحنكة وذكاء، ومنهم من لم تنفعه حنكته ولا ذكائه، فوقعوا تحت طائل تهمة الزندقة، ونفذ فيهم الحكم.
اذ كانت هذه التهمة اشنع تهمة يدعيها الخصم على خصمه، فسريعاً ما تجد تلبية لنداء المدعي، فتصدر الاحكام القاسية بدون نظر أو مهلة قد يجد من خلالها المتهم فرصة للدفاع عن نفسه، حيث يجد وعاظ السلاطين له بالمرصاد، والخليفة او الوالي يجد ذلك ذريعة تكفي لتنفيذ الحكم الصارم بالمتهم.
وبهذه التهمة تعرض ابن المقفع للمسائلة واتهم مباشرة بالمروق عن الدين والاستهزاء بالشريعة، لأنه كان له اعتراضات على بنود الشريعة، اعتراضات عقلية وفلسفية وواقعية، وتحتاج الى تحكيم العقل والمنطق في حل تلك الاشكالات والاعتراضات، خصوصا وان ابن المقفع، وبشهادة كل من كتب عنه، أنه كان ضليعا بالأدب والبلاغة والمنطق والمحاججة، وهو كذلك ما تدل عليه آثاره التي تركها لنا مثل الادب الكبير والادب الصغير وكليلة ودمنة.
وقد "عُرِف ابن المقفّع بمدرسة خاصّة في الكتابة، فكان صاحب أسلوب مميّز يقوم على الوضوح والاسترسال، ولذا فقد كان أسلوبه يُعرف بالسهل الممتنع لابتعاده عن التكلّف والتصنّع؛ فالناظر في كتبه يرى قوة منطقه وانسجام أفكاره التي رافقته ألفاظه الفصيحة وقوية المعنى. وقد ظل أسلوبه سائداً في ذلك العصر، حيث اقتدى به الكثير من الكتاب، واستخدموا أسلوبه في كتاباتهم". (انظر: بطرس البستاني، أدباء العرب في العصر العباسية ، بيروت: دار مارون عبود، صفحة (136-148)، جزء 1.
وقد يأخذنا العجب، ونحن نرى اليوم في عصر الحرية، والحرية الفكرية، أن ترجمة ابن المقفع تُحذف من تاريخ ابن خلكان المسمى (وفيات الاعيان) وهي الطبعة التي لدي نسخة منها في مكتبتي، مطبعة دار الكتب العلمية الطبعة الاولى لسنة 1998، بيروت- لبنان بتحقيق الدكتور يوسف علي طويل، والدكتورة مريم قاسم طويل، بينما دار صادر في بيروت نشرت موسوعة الوفيات بتحقيق الدكتور احسان عباس، وفيها ترجمة ابن المقفع، وتوجد نسخة منها على موقع (الموسوعة الشاملة) على النت، للذي يريد أن يتأكد بنفسه.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزوف ديكارت عن الزواج
- الارث- قصة قصيرة
- اسباب عزوف المعرّي عن الزواج
- محنة نصر حامد ابو زيد
- آدم وحواء- قصة قصيرة
- الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول
- الرأي الاخير في قضية المرأة
- المتشائم- قصة قصيرة
- متظاهر- قصة قصيرة
- معاناة دفع رباعي- قصة قصيرة
- تأملات في حضرة الارق- قصة قصيرة
- طه حسين وشيوخ المنابر
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(9)
- أم القيمر وجعبة الاسئلة
- اغتصاب جثة!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(8)
- تحقيق بجريمة لم تحدث!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(7)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(6)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(5)


المزيد.....




- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...
- ميغان تشوريتز.. النجمة اليهودية التي تحدت الصهيونية بجنوب أف ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - حقيبة الزندقة: ابن المقفع(مقدمة)