أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - اسباب عزوف المعرّي عن الزواج














المزيد.....

اسباب عزوف المعرّي عن الزواج


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 15:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المعرّي، كغيره من الفلاسفة والشعراء الكبار، كان لا يحسن الظن بالمرأة، ويرى أنها المسبب الاول لمأساتنا في مسرحية الحياة، فالنساء هن اللواتي ينجبن ويرمين في الحياة بالبشر كما ترمي امواج البحر الغاضب ما يعتريه من شوائب، فيقذفها خارج محيطه، تخلصا من تلك الشوائب والمنغصات. كذلك تفعل المرأة، فتكون سعادتها بالحمل والانجاب، ولا يحصل ذلك الا باصطياد الرجل، وبالتالي تقع المسؤولية الكاملة على عاتقه، فيروح يشقى ويكد ويتعب حتى يربي ذريته، الافتراضية، ونقول افتراضية لأن الرجل حينما ينط على زوجته لم يكن يعلم هل ستحمل منه بذكر أم بأنثى، وما لون بشرة المولود؟ وهل هو تام الخلقة ام هو يخرج الى الحياة مشوه؟ أم هل هو عاقر أم يخلف ؟ وهل زوجته كذلك؟...الخ. فيأتي المولود لا على التعيين.
لذلك فالمعري اعرض عن الزواج، بقناعة تامة، واراد أن لا يكون مساهم فاعل في خلق مأساة تضاف الى مأساة الانسانية، خصوصاً وأنه جاء الى الحياة وهو اعمي- او اصيب بالعمى فيما بعد- ورمى سهم الذنب على ابيه، وقرر أن يعزف عن الزواج للحيلولة لوقع مأساة لا يمكن دحضها بسد سهام القدر المحتوم.
وبحكم أنه فيلسوفاً وشاعراً فقد درس واقع المرأة، فرآه واقع مرير كما تنبأ بذلك، ولا يمكن اصلاحه، فحذر الرجال من النساء ومن حبائلهن:
إذا بلغ الوليد لديك عشراً *فلا يدخل على الحرم الوليد‏
ألا إنّ النســـاء حبال غِيّ **بهنّ يضيّع الشرف التليد‏
ولم يكتف المعري بهذه النصيحة للرجال فحسب، بل حذر اكثر وقال بملء فمه، مصرحاً بعدم الدنو من النساء، لأن الدنو منهن يعد كالمحارب الذي يدخل معركة وهو من دون سلاح، أو ان لديه سلاح لكنه لا يقاس بسلاح العدو الفتاك، فبالتالي سيخسر المعركة لا محالة، حتى وأن انتصر بها معنويا فهو الخاسر الاكبر وأن كان العدو ايضاً قد تضعضع وانهارت صفوفه الامامية، واعطى خسائر جسيمة بكافة المعدات الحربية؛ فمعركة الرجل باقترانه من المرأة هي معركة مصير، وهي الاشد من المعارك التي يخوضها مع العدو بعينه، فالعدو قد يعلم قوة اسلحته ويعلم قوة جيشه ومعداته الحربية الاخرى، لكن مع المرأة لا يعلم.
أُشدُد يَدَيكَ بِما أَقو** لُ فَقَولُ بَعضِ الناسِ دُرُّ
لا تَدنُوَنَّ مِنَ النِســـا** ءِ فَإِنَّ غِبَّ الأَريِ مُرُّ
وَالباءُ مِثلُ الباءِ تَخ ** فِضُ لِلدَنــاءَةِ أَو تَجُرُّ
سَلِّ الفُؤادَ عَنِ الحَيا ** ةِ فَإِنَّها شـــــَرٌّ وَشُــرُّ
وهو يعتقد أنه صادق بما يقول وغير موارب ولا مدلس، بل أنه يتكلم عن دراية وعن حنكة وتجربة، وكعالم خبير بعالم النساء، فمن لم يأخذ بهذه النصائح فهو الخاسر، والمعري مع هذا فهو محتار:
إذا قلتُ المحالَ رفعتُ صوتي
وإنْ قلتُ اليقينَ أطلتُ همسي
وحينما تسأل المعري عن المرأة وعن مكنوناتها، وهل النساء صنف واحد أم اصناف، و تسأله عن بعض خصوصياتها؟، يأتيك جواب المعري على الفور:
شَرٌّ عَلى المَرأَةِ مِن حَمّامِها
إِرسالُكَ الفاضِلَ مِن زِمامِها
وَمَشيُها تَضرِبُ في أَكمامِها
يَفوحُ رَيّا الطيبِ مِن أَمامِها
زائِرَةَ المَسجِدِ في إِلمامِها
تأَتَمُّ وَالخَيبَةُ في اِئتِمامِها
بِأَحدَلٍ ما عَفَّ عَن كِمامِها
أَعاذَها الخالِقُ مِن إِمامِها
فمن لم يأخذ بنصيحة المعري، وهو يعلم أن الكثير من الرجال سوف يعزف عن نصيحته، وسيضرب بها عرض الجدار، ويعتبر ذلك كلام شعراء وكلام فلاسفة، يعدون الحياة شر، والحياة ستتغير أن اقترنت بشريك، رجل بامرأة، امرأة برجل ستتم السعادة المنشودة ونعيش الدنيا كما هي، فيضرب المعري لنا مثلاً:
تزوَّجَ بعـــد واحدةٍ ثــــــلاثاً
وقال لزوجه يكفيكِ ربْـــعِي
فيُرضيها إذا قنعتْ بقــــوتٍ
ويرجُمُها إذا مالت لِـــــــتِبْعِ
ومن جمع اثنتين فما تــوخَّى
سبيلَ الحقِ في خمسٍ وربعِ
وللموضوع صلة...



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة نصر حامد ابو زيد
- آدم وحواء- قصة قصيرة
- الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول
- الرأي الاخير في قضية المرأة
- المتشائم- قصة قصيرة
- متظاهر- قصة قصيرة
- معاناة دفع رباعي- قصة قصيرة
- تأملات في حضرة الارق- قصة قصيرة
- طه حسين وشيوخ المنابر
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(9)
- أم القيمر وجعبة الاسئلة
- اغتصاب جثة!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(8)
- تحقيق بجريمة لم تحدث!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(7)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(6)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(5)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(3)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(2)


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - اسباب عزوف المعرّي عن الزواج