أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صحيفة الى الامام - كلمة -الى الامام-: حول قضية الخاشقجي















المزيد.....

كلمة -الى الامام-: حول قضية الخاشقجي


صحيفة الى الامام

الحوار المتمدن-العدد: 6032 - 2018 / 10 / 23 - 01:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا شك ان قتل الصحفي والكاتب جمال الخاشقجي وبالطريقة الوحشية كما تحدثت وسائل الاعلام التركية والغربية هو محل ادانة وشجب وبغض النظر عن مواقفه وافكاره.
تحول قضية قتل الخاشقجي الى مسالة رأي عام داخل النخبة السياسية في العالم الغربي ابعد من ان تكون قضية مؤامرة وتنسيق بين المخابرات الامريكية والسعودية، او فبركة عملية القتل لابتزاز السعودية والحصول على اموالها مقابل التغطية على الجريمة الوحشية. واي كانت الدوافع وراء تلك الجريمة، الا انها لا تفسر تضارب المصالح واحتلال جريمة قتل صحافي صدارة كبريات الصحف الغربية، واكثر من ٦٠٪ من مواضيعها التي تتحدث عن مختلف الزوايا للقضية. لانه ببساطة ان قتل الصحفيين اليوم في كل زاوية من زوايا العالم ليس لها ذلك الوقع الاعلامي مثلما حدث الان لقضية الخاشقجي، كما ان الجرائم التي تحدث في اليمن بقيادة التحالف السعودي لا تجد الضجيج الاعلامي والتصريحات المتتالية من قبل القادة الغربيين، ولم تحرك ساكنا ازاء عمليات القتل والتصفيات للعشرات من المحتجين في البصرة. فحقوق الانسان بالنسبة للغرب الحاكم والنخبة السياسية، هي الهوية التي تتباهى بها لتستخدمها بالتالي كورقة نسبية لتمرير سياساتها وتحقيق مصالحها الاقتصادية عبر الانظمة الاستبدادية التي تدعمها.
فقضية الخاشقجي ينظر اليها من هذه الزاوية، زاوية المصالح والسياسات وليست زاوية حقوق الانسان وحرية الراي والتعبير. فتركيا تجد مصالحها بالكشف عن تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجريمة القتل اكثر مما تقبض من الملك بضعة دولارات لتستر على الجريمة. فثمن الكشف هو تحجيم دور السعودية وتعويمها سياسيا في المنطقة. ان تركيا الحليفة الاستراتيجية لامير قطر وهو اكرم من ال سعود بعشرات المرات ناهيك عن الترابط الأيديولوجي "الاخوان الملسلمين" بين الطرفين. اي بعبارة اخرى ان تركيا ترى ان محمد بن سلمان يقف وراء الاستهتار السعودي بالمنطقة ومحاولتها قيادة الخليج وتغيير النظام في قطر، وفرض حصار عليها سواء حث المواطنين السعوديين الذين يبلغ عددهم اكثر من ٦٠٠ الف شخص سنويا بعدم الذهاب للسياحة في تركيا، ومنع تسويق المسلسلات التركية في فضائياتها وحملة غير معلنة لمقاطعة السلع التركية.
اما في الغرب بشقيه الامريكي والاوربي، فيوجد تياران يتصارعان فيما بينهما. تيار يغض الطرف عن كل جرائم الانظمة الخليجية ما دام هناك صفقات اسلحة بمليارات الدولارات، وما دامت دول الخليج تعمل كمحطات وقود آمنة تزود الشركات الغربية بما تحتاجه. وتيار اخر يتكون من منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني والبيئة ووسائل اعلام ليبرالية تضغط بشكل مستمر على النخب الحاكمة في الغرب لرفع يدها عن ملوك وامراء الخليج المستبدين. وخلال هذه السنوات كشفت حرب اليمن عن جرائم التحالف السعودي ضد المدنيين التي تجد دعما سياسيا وعسكريا ولوجستيا واعلاميا من النخب الحاكمة الغربية. فموقف المانيا والدنمارك وفرنسا اليوم بعدم تصديق الرواية السعودية حول قتل الخاشقجي، ينبع من ضغط ذلك التيار وليس من زاوية قداسة حقوق الانسان التي يتذرعون بالدفاع عنها.
ولكن ليست هذه كل الصورة. فجمال الخاشقجي هو ليس اي صحفي ولا اي كاتب، لا لخدماته الجليلة التي قدمها للغرب اثناء الاجتياح السوفيتي لافغانستان، عندما ناصر اسامة بن لادن في تجنيده مقاتلين عرب لقتال "الكفار الشيوعيين" ولا لانه معارض للنظام السعودي، فهذه رواية الغرب الحاكم. انه لم يكن معارضا وكان احد المساهمين في صناعة القرار السعودي. لقد ايد السياسات الاصلاحية لمحمد بن سلمان وايد عاصفة الحزم ضد اليمن وايد دعم ملكه وامرائه للجماعات الاسلامية الارهابية في سورية. ان جمال الخاشقجي لا يمكن له ان يكون معارضا وذهب الى القنصلية وهو يؤمن انه ليس معارضا ورفض منحه حق اللجوء السياسي في لندن، ولذلك ذهب دون تردد وخوف الى قنصلية بلاده. الا انه لم يفهم ان من يبدي النصح لنظام مستبد كي يعدل قليلا من سياساته مهما كان مواليا له يصنف معارضا عنوة دون ان يدري. ان الطبقة الحاكمة وخاصة في امريكا سوقت الخاشقجي معارضا لنظام بلاده لانها كانت تبغي من ورائه تجميل الوجه القبيح للنظام الاستبدادي السعودي، وبأن امريكا حقوق الانسان، وامريكا الديمقراطية لا تقبل التحالف مع نظام استبدادي الا اذا قبل الاصلاحات الديمقراطية. وها هو الخاشقجي وهو احد اعمدة الراي في اكبر صحيفة عالمية واشهرها "واشنطن بوست" يكتب وينتقد النظام السعودي، والاخير يقبله. واضافة الى تلك الميزة، فأن الخاشقجي صديق للعديد من شخصيات النخب الحاكمة، وكان مستشارهم السياسي في امريكا. اي ان قتل الخاشقجي يعني بمثابة قتل شخصية مثل توماس فريدمان احد المساهمين في صناعة القرار الامريكي. انه تعامل عنصري بأمتياز، فكل الضجيج الاعلامي حول قتل الخاشقجي في الاعلام الغربي، هو لان الاخير محسوب على النخب الحاكمة وشركاتها في الغرب وليس لانه سعودي او قادم من الشرق الاوسط فيستحق كل هذه الضجة. لقد أسقطوا الكثيرين من امثال الخاشقجي في لبنان والعراق وسورية وتونس الاردن برصاص الكواتم ولم تنقلب الدنيا من اجلهم. وبموازاة ذلك تحاول "واشنطن بوست" كجزء من حملتها السياسية والاعلامية التي تقودها منذ صعود ترامب الى اعلى قمة في الولايات المتحدة الامريكية الاطاحة بشكل مباشر بمصداقية ترامب، عندما تقود حملة واسعة من اجل الخاشقجي. فتلك الصحيفة هي جزء من التيار السياسي في الطبقة الحاكمة، التي ترى في سياسات ترامب تقويض لمكانة امريكا عالميا على الصعيد السياسي والاخلاقي وانتزاعا لهويتها حقوق الانسان والديمقراطية.
اما بالنسبة لدول الخليج ومصر والاردن، فقتل الخاشقجي لا تعنيها، فحقوق الانسان وحرية الراي والتعبير لا يعرفونها او يشكون في معانيها، اذ قد تكون بالنسبة لهم نوعا من انواع الفواكه الاستوائية او اسماء الحيوانات البرية او اكلة من الاكلات الغريبة.. وبالنسبة للسعودية فأن قتل الخاشقجي بالطريقة الوحشية التي تمت بها كان يراد منها رسالة الى جميع المعارضين في الداخل والخارج وخصوصا في الطبقة الحاكمة، بعدم الخروج على بيت الطاعة. وقد ظن النجم السياسي الصاعد محمد بن سلمان ان البلطجة والاستهتار في المنطقة مطلقة بالنسبة له، اذا وقفت ادارة ترامب ورائه وهكذا يروي كتاب "نار وغضب" او “Fire and Fury”، في الوقت الذي تحتاج نفس ادارة ترامب الى من يسندها.
واخيرا ان اعلان عدم مشاركة كبريات الشركات الاقتصادية والاعلامية والمالية في مؤتمر "دافوس الصحراء" الذي سيقام في السعودية خلال الاسبوع القادم، مثل فوكس بزنس الامريكية وبنك ودوتشيه الالماني وايرباص الاوربي وبلومبرغ الامريكي واخريات، لا تنبع من زاوية التضامن مع الخاشقجي ولا بتقديسهم لحقوق الانسان وشجبهم للنظام السعودي، بل ان جريمة مثل قتل جمال خاشقجي من شأنها ان تهدد الاستقرار السياسي في المملكة، وبالتالي قد تؤدي الى الفوضى وعدم استقرار السوق، وكما هو معلوم ان رأس المال بطبيعته جبان فلا يذهب الى المناطق التي تهددها الفوضى السياسية والامنية.



#صحيفة_الى_الامام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة -الى الامام-: حول -ميثاق شرف انتخابي-
- صحيفة الى الأمام تنعي د. فالح عبد الجبار مترجم كتاب راس الما ...
- كلمة صحيفة -الى الامام-.. القدس وقرار الادارة الامريكية
- كلمة الى الأمام: الابرياء في اوربا يدفعون ثمن سياسة حكوماتهم
- كلمة -الى الامام-.. كسر جسارة الثورة المصرية وجسارة الطبقة ا ...
- كلمة -الى الامام-: يجب إطلاق سراح طلبة جامعة واسط فورا
- كلمة -الى الامام-.. قانون العشائر ... ستة عقود الى الوراء
- حول اقرار مجلس النواب حظر المشروبات الكحولية في العراق.. الع ...
- كلمة -الى الامام-.. الحكومة الاردنية بالتواطؤ مع العصابات ال ...
- كلمة -الى الامام-.. على الجماهير فصل نفسها عن تكتيكات الصدر ...
- كلمة الى الأمام.. الاول من ايار وعمال العراق اليوم
- حزب الدعوة ورؤوس الازمة
- كلمة -الى الامام-: من العزف على الوتر الطائفي الى النفخ في ا ...
- كلمة جريدة -الى الامام-: ارقد بسلام ايها الرفيق العزيز أزاد ...
- حوار مع شقيق فقيد الحرية سردشت عثمان


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صحيفة الى الامام - كلمة -الى الامام-: حول قضية الخاشقجي