أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - عبور الحدود التي لم تحد














المزيد.....

عبور الحدود التي لم تحد


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 6024 - 2018 / 10 / 15 - 10:18
المحور: الادب والفن
    



عبور الحدود التي لم تحد
1
اذر التراب
واطبع بالقدمين الرمال
وأحلم إنّي قطعت البوادي
وألزمت عمري
بأن لا أكون
في المتاحف
صنماً
لقية
مسبحة
قلادة أحدا الأميرات
قارب نهر
لما بعد طوفان نوح
وفصّ عقيق على خاتم لملك
كنت مازلت أحلم في النهر
تيّار ميّز بالانسياب
أمرّ خلال المدينة
من فوق نخلة كان الغراب
يغرّد
لن أتشاءم
بل كان يطلق أحلى أغانيه
ساعة اسمعه
فمن قال كان يدور
للتشاؤم
كنّا ظلمناه
محض جهالة
كنّا نسبّ
ونشتم
نلعن
ثمّ نحدّد موقفنا منه
كنّا ظلمناه لم نلتفت
لغرباننا البشريّة تنعق ليل نهار
خلف أسوارها المحكمة
والكلاب من التحت تنبح
خفت أشرح
ما وراء الوراء على كلّ مذبح
تصول الكبوش لتنطح
بالقرون
القرون تمرّ
وما زال خلف الكواليس حيتانهم
في البحيرة تسبح
ومازال نسرك قارون في الجوّي يرمي
بجمر الغضا
لينسف مسرح
وينشأ مسرح
تارة وسط طهران أم
في عيونك بغداد ظلّت كلابه تنبح
الى الآن أسمعها
في الظلام وفي الضوء تنبح
ولا شيء يصلح
لهذا الجواد الذي جاس خمسين الفاً من السنوات
على كلّ مسرح
وخرفانه في المزارع
والكلاب طوال لياليك بغداد تنبح
2
تخطّيت في الحلم سيّدتي
حدود الزمان

وحدود المكان
خلال التخيّل أطفر من قمّة
الى قمّة
حيث أعدو
لسهول الجنوب
ولن أتزوّد
أوغل
في العرض
والطول
لن أتردّد حين أراني
عابراً لذرى في أعالي الجبال
أودّ الطواف خلال النجوم
وكلّ المحيطات في ملعبي
حين كنت أعوم
والتخيّل لا يعدو ضرباً
من ضروب الجنون
تجاوزت كلّ الفنون
وها إنّني الآن أطفو
أحلق في عالم من دخان
أيّها الديدبان
سمعت صفيرك في الليل
واللص كان يدور
من يمين
لشمال
وبغداد كانت
تحضّر للمهرجان
واللصوص يدورون من حول ما كنزت
وما ورثت
من عصور
لبابل
سومر
آشور
تلك الكنوز التي ضمّها متحفي
وما ضمّها مصرفي
من دهور الدهور
سرقوا كلّ شيء
قلادة سيّدة
وسيف امير
وتاج الملك
ودرعك بغداد ساعة يطلق صوت النفير
ويوم النذير
وحيتانهم
تجوب مياهك دجلة
يصحو من النوم نهر الفرات
عذوبته سرقت تحت سقف الظلام
وبيضاً على العش باض الحمام
ثعالبهم سرقت كلّ شيء
وما زلت ألمح
بصيصاً من الضوء
كاد يفرّ عن المسرح
3
لقد ذبحوا
في الطيور الحناجر
لكي يهدموا السلّم النغميّ
الذي يطرب المعدمين
الذين فنادقهم كانت الأرصفة
وقناديلهم حين يطغى الظلام
تدرّ الدموع بكاء
لحالة من يوقدون الشموع

ومن كوز ماء به الملح يرسب
والرمل يصعد
يسقط في كوزه
4
أتى النازحون الى الغرب
عادوا
يعانون من غربة في الوطن
بدون ثمن
وفي الموقف الممتحن
تدور رؤوس التقاة
لنهل كؤوس الحياة
وبغداد تحتضن الميتين الضمائر
وتدرج فوق تراب الحنين الى كربلاء
تبثّ خزين الهموم
لذبيح وليد البتول
لعلّ الرسول ص
لعلّ عويلك بغداد يورق في شجر الصائمين على الحزن
والكابتين على الحزن
والنائمين على الحزن
من ظلم فرعون
من نهم قارون
قارون يستنبت الرغبات
فيا ربّ رحماك بالبائسين
يلوذون غرباً
ويعدون شرقاً
وبغداد ترضعهم من جديد
على مهدها مرّة مرّتين
وتنثر عطر التراب بدرب الحسين
لتباركهم بالتراب
وبالماء قبل جفاف الفرات
ودجلة نبع الحياة
الى جنّة الله ينساب للعائدين
من بلاد غريبة
والآن يبنون في عين بغداد تلك القلاع
ومنائر
جنب القبب
محاطة بالنخل
والنخل يزهو
بعذوق الذهب
وبدرب البساتين إذ يزدهي
ينحني غصن تين
ليغوي
ملوك العرب
وفيه
من السحر ما يشعل الرغبات
بحقلك قارون
نجمك دار على فلك
كان شيطانك العربي
يجيد الغناء
ونايك ما زال يسحر من في القصور
وممن يجيدون أحلى الغناء
وممن يجيدون ضرب الطبول الى الراقصين
على الطبل دارت أغانيك قارون ما درّت السرقات
فبارك صباحك
وعند غروبك صلّي
صلاتك أدّي بها الشكر
خلفك تلك الجموع من الشاكرين
وخلفك ممن تربّع بين تلال من المال عند مقام هبل
بل اخرج عليهم بثوب هبل
لأنّ نجوم الأمل
قلادة تلمع في عنقك
الي أن توارى
تحت نجم زحل
5
من يطفئ النيران في العراق فالعراق
جهنّم الحمراء
من يوقف القتل عن النساء
في زمن المعمّمين
والمسبّحين
ساعة المساء
أصيح حتّى تشتعل
حنجرتي
بالساكنين الجنّة الخضراء
من أين جاءت هذه الغمامة السوداء
لتغمر النخيل
والأشجار
والأنهار
لتحرق الإنسان والثمار
تحرق كلّ شيء
دستورنا
وورق القانون
يوقدها
الدجّال
والعاهر
والمجنون
لينتهي المسرح في بلادنا
وترحل الفنون
ويطرد العراق
من أرضه

ومائه
وصبحه
وليله
خارج ما حدّده القانون
في زمن
الفرعون




















#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوحة والمحيط
- بقايا من الذكريات
- على سكّة الغدر والقتل
- القرون وسدرة جدّي
- فاتحة القاتل للقتيل
- غزا العراق الشيب
- غزا العراق الشيب
- لغة الرمز
- حين يحزن نخل العراق
- فاتحة القاتل للقتيل
- الهمس وعيون الترقب
- وطني سجين
- من صبح قابيل الى الطوفان
- وطن الورود والقدّاح
- على الجرح كنت تعض
- الإزميل والمطرقة
- الريشة والوتر
- ادبج في قلمي
- نشك في خلاصىة النسل وفي الهويّة
- هذيان حد الاختناق


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - عبور الحدود التي لم تحد