أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - انبثاق الحكومة العراقية الجديدة بين صراع المناهج وصراع المصالح وصراع الأيديولوجيات















المزيد.....

انبثاق الحكومة العراقية الجديدة بين صراع المناهج وصراع المصالح وصراع الأيديولوجيات


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انبثاق الحكومة العراقية الجديدة
بين صراع المناهج وصراع المصالح وصراع الأيديولوجيات
محمد أبو النواعير*
يمر العراق في هذه المرحلة بفترة حرجة جدا, تحيط بمنظومة عمله السياسي (شخوصا وأحزابا ومناهجا وأيديولوجيات)؛ حيث فرضت سنن التطور السياسي والاجتماعي نفسها على حراكه التاريخي والسياسي والمجتمعي.
لم تعد الأيديولوجية المسيطرة على الوعي السياسي العراقي اليوم, سهلة من حيث القدرة على التحكم بأدواتها أو مسك خيوطها, فبعد أكثر من 15 عاما جاءت مثقلة بالكثير من الأحداث, منفتحة على الكثير من الأفكار والثقافات والسياسات, محاطة بالكثير من الأحداث والمصائب والإرهاصات, ساعدت على تشكيل نمط جديد من التعاطي السياسي بين أطراف العملية السياسية في هذا البلد, وهنا أقصد بالأطراف هي : الشعب, الأحزاب, الأطراف الإقليمية والدولية, التي تحاول جاهدة أن تتدخل, من أجل تغيير أو حرف مسارات معينة في العملية السياسية لهذا البلد, مرة لتثبيت وضع, ومرة لتغييره.
بعد الانتخابات الأخيرة, والتي جرت وسط جو معقد من التشابك الفكري والقيمي والسياسي, بين مجموعات رافضة لها (ممارسة ونتاجا), وأخرى مؤيدة لها (مشاركة ونتائجا), ظهرت معادلة جديدة تحمل في طياتها تشابك عقدي غريب من نوعه هذه المرة, فغالبا ما كنا نرى أن الأحزاب التي تشترك في العملية السياسية تقوم سياستها على مبادئ معينة تنطلق منها :
الشيعية تنطلق من مبدأ تأييد ومناصرة المشروع الشيعي, وهو مشروع كان عادة مدعوم من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران, ومرفوضا من قبل دول الإقليم العربي السني, ويملك موقفا محايدا صادر من الولايات المتحدة في تلك الفترة؛ وفي هذا النمط, كانت النداءات التي تدعو إلى تغليب الروح الوطنية قليلة, أو ذات صوت ضعيف (بسبب استعار نار الفتنة الطائفية), تجسدت في دعوات المرجعية الكريمة مرة, وأصوات بعض السياسيين ممن تميزوا بالاعتدال والوسطية والابتعاد عن لغة التأجيج الطائفي.
الجانب السني كان يتميز مشروعه بأهمية إزاحة الشيعة من الحكم, ومحاولة إعادة العملية السياسية إلى جادتها والتي لها من العمر 1400 عاما ! فكانت مواقفهم أغلبها تأتي في نسق هذا التوجه, مدعومة بقوة من قبل دول الجوار السني, وبعض المحاور الدولية التي كانت مؤيدة لها, مع عدم وجود ملامح لأي خطاب أو دعوة لتأسيس بناء وطني.
الجانب الكردي, بنيت منظومته الأيديولوجية السياسية على مبدأ فرض الاغتراب عن الحالة العراقية, بكل تفاصيلها ومشاكلها وإرهاصاتها, مع ثباتهم على أي مبدأ يحاول أن يفصلهم عن الحالة الوطنية لهذا البلد, ويحقق لهم انفصال يُمَكّن الأحزاب المتنفذة لديهم من الاستحواذ على كل مقدرات شمال العراق وأكراده .
الانتخابات الأخيرة, أنتجت تغير مفصلي, حيث حدثت شروخ قوية وعميقة في مفاصل أيديولوجيا كل طرف وتوجهاته, فلم يعد السنة هم الجانب الذي يخيف بعض أطراف الشيعة, بل بات التحالف مع قياداتهم (والتي منها من كان يظهر مساندة علنية لعصابات داعش الإرهابية), ولم يعد الشيعة أولئك الغزاة الذين سلبوا السنة حكمهم, بل بات التحالف مع قيادات شيعية راديكالية في طائفيتها (كالمالكي), أمرا سهلا ومقبولا لدى الكثير من الأطراف والقيادات السنية, بل بات نفس الملف السني في العراق, يعاني تشققات بينية واضحة بين مدرسة الوهابية (السعودية الإماراتية ), وامتداداتها السياسية في العراق, ومدرسة الأخوان المسلمين (تركيا وقطر) وامتداداتها السياسية في العراق.
نمط الصراع تغيرت أدواته, مع بقاء نفس أطرافه, الحراك الصراعي الآن انتقل من جبهة فرض الواقع السياسي بأدوات عسكرية, إلى جبهة فرض الواقع السياسي بأدواته الاقتصادية, وهي لها من الخطورة بمقدار مشابه لخطورة جبهة الحراك العسكري والقتل والسلاح والدمار والتفجيرات والحروب, لأن هذا النمط يضرب البنية المجتمعية من أساسها لأي بلد محاصر, لأنه يؤثر على الحياة المعيشية للأفراد, ويتسبب بتجويعهم وعوزهم وفقرهم, وقد كانت لنا نحن العراقيين تجربة مريرة أيام حكم الطاغية, مع هذا النوع من الصراع, عانينا فيه الأمرّين .
الجانب الأمريكي, وهو الأقوى (بحسب المنظور أعلاه), وقف ملوحا بورقة المقاطعة الاقتصادية المالية للعملة الصعبة في العراق, في حال تشكلت حكومة يكون امتدادها (التحالفي : شيعي سني كردي) مقاربا للمحور الإيراني؛ البعض يعتقد واهما (متعمدا) بأن الحراك التفاوضي هو بين طرفين : إيراني وأمريكي, لا يمكن إنكار وجود ضغوط أمريكية على كل الأطراف, لأن التهديد يطال الكل, فهو ليس تهديد موجه للأطراف الموالية للخط الإيراني, ومع ذلك فالمعادلة هي ليست بين طرفين, بل هي بين طرف يريد أن يبقى العراق سائرا في فلك التبعية (ومعاداة أمريكا كمشروع لدولة إقليمية), وبين طرف آخر يحاول جاهدا بشتى الوسائل, أن يتحدث بلهجة اللغة الوطنية التي تحاول أن تجعل للعراق اعتبارا في هذه المعادلة.
الضخ الإعلامي التضليلي في هذه المرحلة, عمل على تسويق الصراع بلغة الثنائية المسيطرة على كل الأطراف ! ليغيّب الأصوات التي تدعو لتكوين حكومية عراقية (لا إيرانية ولا أمريكية) من جانب, ولكي يخفي انتمائ وتبعية أحد طرفي النزاع, وأقصد بهم ذوو المشروع الإقليمي الخارجي, لذا انطبعت المخيلة الجماهيرية في تحليلها لهذا الموضوع, على فكرة الثنائية المقيتة, وتحطمت آمالها (كالمعتاد) في تشكيل حكومة تنظر وتهتم للعراقيين بالدرجة الأولى, وتتفاعل (كطرف مستقل غير تابع) مع الأحداث الإقليمية من جانب آخر.
العراق الآن في مفترق طرق جديد لم يألفه سابقا, فلم تعد المعركة مذهبية طائفية بين سنة وشيعة, بل على العكس إننا نشهد اليوم تفتتا وتشظيّا للتحالف الشيعي لم يسبق له مثيل, كما هو الحال في الجانب السني الذي يشهد كذلك تشظيا انقسم بين مواقف تبعية, ومواقف برغماتية نفعية مناطقية, مع موقف كردي متذبذب في صراعه الداخلي بين أطرافه الذين اختلفت توجهاتهم, والتي كانوا يعتبرونها في فترة سابقة توجهات مصيرية!
النتيجة : نحن اليوم أحوج ما نكون للصوت الذي يدعو لتوطين السياسة العراقية, وعدم تغريبها وأقلمتها, ودعوات مرجعيتنا الشريفة, والأصوات السياسية المعتدلة والحكيمة, التي تدعوا لإقامة مشروع سياسي وطني, وتشكيل حكومة تهتم أولا بمعاناة ابن البصرة, وبتعمير بيوت أبناء الموصل, وتشغيل شبابنا العاطلين عن العمل, وتطوير صناعتنا التي اختطفتها أيدي ملائكة الموت النفعية, الإقليمية والدولية, هي الفرصة الأفضل التي أتيحت لنا, لنسلم أرواحنا وأنفسنا لمصالح بلدنا, ومساندة رجاله من ذوي الحكمة والبصيرة .
*دكتوراه في النظرية السياسية/ المدرسة السلوكية الأمريكية المعاصرة في السياسية.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ستانلي ميلغرام وأحزاب الاعتدال في العراق- من سيطرة السلط ...
- الثورة في العراق بين الجوع والتضليل والفوضى
- الانتخابات العراقية 2018, فلسفة نجاح غير منظور بالعين المجرد ...
- قيم الفرد العراقي بين الزهد والجكسارة !
- (كُلَّهُم) لغة العقل الذي انهارت أعمدته! نقطة راس سطر.
- نقطة راس سطر. مواطن غير واعي = سياسي فاسد.
- السياسة, لعبة من صنع المواطن
- تيار الحكمة وميزان المواطنة الصحيحة
- تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المن ...
- في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!
- عمار الحكيم وتفكك الاستبداد الحزبي- تيار الحكمة أنموذجا
- الفعل السياسي في تيار الحكمة - بين مفهومي الثورة والأصالة
- مقاييس الشرف في العراق, بين الرجل والمرأة. وجهة نظر سلوكية
- مكافحة العنف ضد المرأة- حقوقٌ تؤخذ, أم تُعطى؟
- توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-
- التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - انبثاق الحكومة العراقية الجديدة بين صراع المناهج وصراع المصالح وصراع الأيديولوجيات