أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أحمد أبو النواعير - قيم الفرد العراقي بين الزهد والجكسارة !














المزيد.....

قيم الفرد العراقي بين الزهد والجكسارة !


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 03:58
المحور: المجتمع المدني
    


قيم الفرد العراقي
بين الزهد والجكسارة !
د. محمد أبو النواعير*
من المفترض أن كلمة مجتمع تُطلق عادة على مجموعة بشرية معينة, تعيش في مساحة مكانية معينة, وتملك هوية ثقافية وأخلاقية ودينية, تشكل وجودها كمسمى (مجتمع), كما وتشكل مكونات الهوية هذه نوع من المثالية القدسية, التي قد يستقتل الناس في سبيل الحفاظ عليها, ومثال عليها في مجتمعنا العراقي : مفاهيم الغيرة والشرف والأمانة وتقديس الدين ورموزه كالنبي ص وأئمة أهل البيت ع؛ وهي تكون في ثقافتنا كمصدات أخلاقية وقيمية, ضد أي انجرار نحو الاستهلاكية, التي بدأت تطغى على أغلب الجماعات البشرية !
إن سبب خراب مجتمعاتنا الحديثة وتفكك قيمها الأصيلة, هو نجاح الغرب في زرع قيم الاستهلاك كقيم مقدسة لدى الأفراد والجماعات, حيث أن الغرب الرأسمالي التوسعي علم جيدا, أن سيطرة الأخلاق المثالية والدينية على محركات السلوك والتفكير لدى الأفراد والجماعات, سيجعل من هذه القيم الحافز الأول لمخرجات السلوك الفردي, وهي ستقف في الكثير من المناطق التي تتنازع فيها مع حب الفرد للدنيا, فتهذب السلوك الإنساني, وتطمئن الروح الجائعة لكماليات الدنيا, وتحقق لديه حالة زهد عن الكثير من الكماليات الاستهلاكية, إن كانت تتعارض مع قيمه الأخلاقية أو الدينية.
هنا, ستشكل منظومة الأخلاق الدينية (في حسابات الرأسمالي الغربي), عامل إعاقة في وجه مشروعه الاقتصادي الرأسمالي الاستهلاكي,لأنها ستقف في وجه مؤثراته التي تريد أن تسلب من الإنسان نزعته الأخلاقية, (وبالأخص منها التي تحقق نوعا من الزهد بالاستهلاكية, التي تقود إلى صراع لا أخلاقي يضرب القيم عرض الجدار), وهذا ما قاد الغرب إلى تبني مشروع مهم, يهدف للقضاء على كل التنوعات الأخلاقية والقيمية والدينية للشعوب, (وبالأخص المسلمة منها), لتحل محلها منظومة قيم أخلاقية موحدة من صنعه, تتفه الفرد, وتمنحه حرية موهومة, ومن جانب آخر تسيطر على كل مقدراته الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وتحاول أن تجعله مشروع اقتصادي استهلاكي مستمر.
المشكلة أننا بتنا اليوم كلنا ننقد تغير حال الدنيا وتغير أخلاق الناس, وتقاتل أهل المناصب والمصالح على مكاسبهم, ونحن لا نعلم بأننا جزء من هذه المنظومة, لأننا كلنا نسعى مستقتلين إلى ضرب كل مفاهيم الزهد الأخلاقي, من أجل الحصول على تلك القيم الاستهلاكية الاقتصادية, مهما كانت بسيطة, وهو ما يعني بالنتيجة نجاح خطة الرأسمالي الغربي بشكل مبهر!
المعنى : حياتنا أحيانا تحتاج إلى مفهوم الزهد, لأن ضابطة الزهد هي التي تكبح جماح الانهيار الأخلاقي, وضابطة الزهد متعلقة بمقدار الخضوع للأخلاق القيمية والدينية, فإذا تم ضرب هذه الفواعل الأخلاقية, انتهى مفهوم الزهد, وأطلق العنان لوحش القيم الاستهلاكية التي تقتل فينا كل يوم, جزءا كبيرا من أخلاقنا ومتبنياتنا الروحية, وتجعلنا ندوس من أجل التنافس للحصول على امتيازات هذه الاستهلاكية, على كم كبير من قيمنا وثوابتنا الأخلاقية والاجتماعية والدينية.
الغرب نجح في تصدير حرية استبدادية لنا, حرية مبطنة بسيطرة كاملة على نفوسنا وعقولنا, فأصبحنا نبحث عن كل ما يتمم لدينا الكمال المادي (الاستهلاكي), ونستقتل في استيراد كل السلع الكمالية الاستهلاكية, وأصبحنا عبيدا لهذه الاستبداد الرأسمالي, الذي سيطر على عقولنا وأرواحنا وأذواقنا وأخلاقنا, وباتت حريتنا المزعومة, كغلاف يتستر تحته غول كبير ومرعب, يسوقنا كالعميان إلى محرقته الاستهلاكية.
*دكتوراه في النظرية السياسية- المدرسة السلوكية الأمريكية في السياسة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كُلَّهُم) لغة العقل الذي انهارت أعمدته! نقطة راس سطر.
- نقطة راس سطر. مواطن غير واعي = سياسي فاسد.
- السياسة, لعبة من صنع المواطن
- تيار الحكمة وميزان المواطنة الصحيحة
- تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المن ...
- في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!
- عمار الحكيم وتفكك الاستبداد الحزبي- تيار الحكمة أنموذجا
- الفعل السياسي في تيار الحكمة - بين مفهومي الثورة والأصالة
- مقاييس الشرف في العراق, بين الرجل والمرأة. وجهة نظر سلوكية
- مكافحة العنف ضد المرأة- حقوقٌ تؤخذ, أم تُعطى؟
- توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-
- التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أحمد أبو النواعير - قيم الفرد العراقي بين الزهد والجكسارة !