أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - خجي وسيامند: الفصل السادس 2














المزيد.....

خجي وسيامند: الفصل السادس 2


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 21:44
المحور: الادب والفن
    


متعزياً عن فشل مهمته في مراكش، جنحَ الشابُ قليل الخبرة والتجربة إلى تضخيم خبر المرأة ذات الثوب الأحمر. ربما راقت له الإقامة في المدينة، وأراد أن يعوّض المهمةَ العاثرة بأخرى تتصل بها واقعاً أو خيالاً. أما أفراد الأسرة المُحسنة، الذين وجدت " تينا " نفسها بينهم في آخر سهرة ستقضيها في الفيللا، فإن ردة فعلهم إزاء الخبر، المتسمة أيضاً بالخراقة، كانت قبل كل شيء من واردات الحالة النفسية لكل منهم. ولكن ماذا يأمل هؤلاء من اجترار الخبر على طريقة الشرقيين، المؤثرة للقال والقيل، غير التغطية على مشاكلهم الشخصية؟
" خدّوج "، بدت أكثر الجميع حماساً وكانت تتكلم وتقاطع طوال وقت السهرة. ولأن السيّدة السويدية وصفتها بالتمثيل، ردّةُ فعل الأسرة على الخبر، كان لا بد أن تراقب عن كثب حركات ابنتهم الصغرى هذه. لقد أدت الابنة دَورها مثل المرأة المتكفلة طفلاً، في مسرحية " دائرة الطباشير القوقازية "، آنَ ظهور الأم الحقيقية ومطالبتها به. وإنه دورٌ شبيه بآخر سبقه، وذلك حينَ اختطفت ابنةُ الخالة خطيبَها العراقيّ: " كم تأثرتُ حدّ ذرف الدموع، لما استأذنت مني نجيمة قبيل عقد قرانها وكأنما كان ذلك حائلاً يمنع إتمامه! "، هكذا عبّرت حينذاك لمن يحيطها من الأهل. الدور الجديد، لعلها أجادته أكثر بالنظر لوجود البعض بين الجمهور: " سيامند "؛ وكان ما ينفك يُنظر إليه بوصفه، " الخطيب المحتمل "، على الرغم من حالة الجفاء بينهما مؤخراً. وكان هنالك أيضاً " آلان "؛ المنافس المرجّح بنظراته المتولهة، المواربة.
وكانت " غزلان " الجميلة، المتمتعة بموهبة المشاكسة بقدر موهبتها الفنية، تتعهد غالباً مجادلة ابنة حميها تلك. لاحت سعيدة بالخبر، كونه مسماراً جديداً يُمكن أن يضاف إلى نعش حياتها الزوجية غير المتجانسة. فإنها مناسبة جديرة بالاحتفال حقاً، إعادة نبش سيرة امرأة أخي " حمو " الأولى، المعرَّفة بسيرتها المشنوعة علاوة على تخليها عن ابنتها. وكان على الضيفة أن تبتسم في سرها، بسبب تذكّرها مَن تدعوه، " عبد "، الذي كان قد حلل ذات مرة شخصيةَ كنّة الدار على طريقته، المختلطة فيها الطرافة بالفلسفة: " بالوسع القول أنّ هذه الاندفاعات العصبية، المتسم بها مسلكها، مُحالة إلى الجانب الجنسيّ في شخصيتها، المجروح بشكل بالغ نظراً لكونها مراهقة بعدُ حينما أجبرت على الزواج بشخص يكبرها بكثير. وأخالُ أن ليلة زفافها كانت صدمة شديدة لها، أثرت على مجمل علاقتها بشريك حياتها. هذا الشخص الشحيح والبالغ الحرص، كان قد رفض، مثلما نمّ إليّ، أن يقيمَ حتى حفلة عرس عائلية. والعرس، لو تعلمين، يُعد من أولويات كرامة المرأة المغربية! ".
ثم يُمكن إضافة " سُمية " إلى أولئك النسوة، المنشغلات بالخبر على خلفية شخصية. لم تكن علاقتها على ما يرام مع " إريك "، المشابه شقيقها في خصلة الحرص. هذه الخصلة، لم تكن مبعث خلافها معه، بل ولعلها القاسم المشترك الوحيد بين طبعيهما. فضلاً عن خصلة الجشع، التي كانت تتيح لكل منهما التهام خيرات المدينة بأسرها لو أنه امتلك معدة حيوان خرافيّ عاشَ في بواديها قبل عشرات آلاف السنين. ما كنه مشاكلها مع رجلها إذاً، إن لم تكن مالية؟

***
تابعوا حديثهم في حجرة السفرة، فجلسوا أولاً على الدواوين حَسَنة الصنعة بانتظار تقديم العشاء. المائدة المستديرة، المنحوتة من خشب العرعر، الحريف الرائحة، تجلت مع الشمعدان المشتعل في وسطها مثل بحيرة من غرينٍ عطن مضاءة بقمر من ست شعب فضية. نأى " سيامند " بنفسه كي يُشعل سيجاراً عند النافذة الوحيدة، المفتوحة على الليل الحار والموحش. من هناك، راحت نظراته تنساب نحوَ السيّدة السويدية متخللة بسُحُب الدخان. لقد لاحظ على الأرجح ضيقها بالخبر المعلوم، وكان ما يفتأ يجري على ألسنة نسوة الدار على الرغم من فقدانه الإثارة المفترضة. كن يستعملن، فوق ذلك، المحكية الدارجة في حديثهن، دونَ حاجةٍ لترجمته للضيفة طالما اعتقدن أنه لا يعنيها.
" أظنك أدركتِ أهمية الخبر بالنسبة لنا، وإلحاحنا على التأكد من شخصية المرأة تلك؟ "
فاجأت " سميةُ " الضيفةَ بالسؤال، مستخدمة لغة رجلها. هذه الأخيرة، أفاقت من أفكارها لتتبسم مع هزة من الرأس: " بلى، بكل تأكيد! "، قالتها مضطرة للكذب. ثم استدركت في الحال: " مع أنها قد تكون امرأة أخرى، خصوصاً وأن نادل البار تعرّف عليها؟ "
" نعم، أتفق معك. لأن إريك اعتاد السهر في ذلك البار نظراً لقربه من شقة الإيجار. ولقد خابرته إلى باريس، ولكنه قال أنه موقن بعدم معرفته لسيّدة فرنسية تُدعى هيلين "
" سيكون اعتمادنا، والحالة تلك، على سيامند في هذه الليلة "، تدخلت شقيقتها في الحديث. وأضافت ترمق الضيفَ الآخر بعينيها السوداوين، المائلتين قليلاً: " في وسع آلان مرافقته أيضاً إلى البار، لو شاء ذلك بالطبع ". كانت تتكلم ببساطة، وكأنما لها دالة على الشابين كليهما؛ وهذا دليلٌ على استعادتها ثقتها بنفسها، وفي التالي، برئها تماماً من مرضها العصبيّ. كان غريباً، من ناحية أخرى، أن يتوافق استعادتها عافيتها مع الحادثة المودية بابنة خالتها إلى الكرسيّ ذي العجلات وسوق الزوج العراقي إلى السجن. لقد استمتعت " خدّوج " بخبر تلك الحادثة ( وبغض الطرف عن نفاقها في هذا الشأن! )، تماماً كما هوَ حالها الآنَ مع خبر احتمال عودة " الشريفة " إلى الظهور ـ كجنيّة حكايات الأطفال، المستمدة من اعتقادات الأوروبيين الأوائل.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خجي وسيامند: الفصل السادس 1
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 5
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 4
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 3
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 2
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 1
- خجي وسيامند: بقية الفصل الرابع
- خجي وسيامند: الفصل الرابع 3
- خجي وسيامند: الفصل الرابع 2
- خجي وسيامند: الفصل الرابع 1
- خجي وسيامند: الفصل الثالث 5
- خجي وسيامند: الفصل الثالث 4
- خجي وسيامند: الفصل الثالث 3
- خجي وسيامند: الفصل الثالث 2
- خجي وسيامند: الفصل الثالث 1
- خجي وسيامند: الفصل الثاني 5
- خجي وسيامند: الفصل الثاني 4
- خجي وسيامند: الفصل الثاني 3
- خجي وسيامند: الفصل الثاني 2
- خجي وسيامند: الفصل الثاني 1


المزيد.....




- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - خجي وسيامند: الفصل السادس 2