أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الفساد وحصون الطائفية














المزيد.....

الفساد وحصون الطائفية


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 04:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكتفي الفساد في لبنان بالغطاء النيابي ولابالغطاء الحكومي ولا حتى بتواطؤ في الجهاز القضائي، بل يجد حصنه الحصين في تكريس وتعميق المذهبية والطائفية، الطائفية التي لولاها، على حد قول الرئيس الدائم أبدا لبرلمان النظام، والررئيس الأبدي لـ"حركة المحرومين، أمل" نبيه بري، "لسحبونا من بيوتنا"..
شهران على تكليف الرئيس سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية، تشكيل الحكومة الجديدة بعد انجاز الاستحقاق النيابي في السادس من أيار الماضي، ولا زالت العراقيل التي تعترض التشكيل هي هي، عراقيل يراد لها أن ترتدي عباءات طائفية مهما كانت حقيقتها: عقدة التمثيل المسيحي، عقدة التمثيل الدرزي، عقدة التمثيل السني... . والقضية ليست كما يدعون: تمثيل حكومي يتناسب مع التمثيل النيابي، وإنما صراع على مغانم السلطة في حكومة يتوقع لها أن تعيش طويلا.
في هذه الأثناء، يتسابق وزراء حكومة تصريف الأعمال على عقد الصفقات وكأنهم يسابقون الزمن لتحقيق المزيد من المكاسب قبل انجاز تشكيل الحكومة الموعودة، وتتصاعد روائح الفساد والفضائح مع كل صفقة، دون أن يتحرك أحد في مواجهتها. وكأن الأجهزة القضائية والرقابية والأمنية باتت متخصصة فقط في متابعة ما يدور على صفحات التواصل الاجتماعي وملاحقة واستدعاء المدونين والصحفيين والتحقيق معهم، ولا شأن لها بكل ما يمس المال العام والسلم الأهلي الذي بات يتهدده هذا السيل من الحقن الطائفي واللعب على أوتار العصبيات، خصوصا ممن هم في موقع المسؤولية.
وحين تتصفح صفحات اللبنانيين الالكترونية تندهش من كم الفضائح التي يتم الحديث عنها مترافقا مع كم ضخم من الحقن الطائفي والمذهبي الذي بات الشغل الشاغل لناشطي وإعلاميي قوى السلطة وصولا الى نواب ووزراء ورجال دين. حيث يتناقل ناشطون ما يدور على ألسنة هؤلاء متسائلين ومستغربين استسهال هؤلاء إطلاق التصاريح والمواقف الطائفية والمذهبية ربطا بهذه الصفقة المشبوهة أو تلك دون أي اعتبار لما يحدثه ذلك من انقسام وتوتر بين شرائح المجتمع، ودون أن يتهيبوا من وجود أية سلطات قضائية أو اي جهة رقابية يمكن أن تسائل وتحاسب.
ويستغرب المدونون كيف يتم ملاحقة ناشط مغمور على صفحات التواصل والقاء القبض عليه واعتقاله على خلفية منشور يشهر فيه ببعض المسؤولين الذين يتسببون بتعميق ما يعانيه اللبنانيون من أزمات معيشية وبيئية، في حين أن كبار المسؤولين يبقون أحرارا في إطلاق المواقف والتهديدات التي تضع المجتمع اللبناني على حافة الانفجار الأهلي الكبير.
فحين يطلق وزير في الحكومة عبر التلفزيونات تصريحات غريبة تتعلق بفضيحة باخرة الكهرباء التركية الثالثة وحول رفض رسوها وربطها بشبكة كهرباء لبنان في ميناء الزهراني متحدثا عن تغيير اسمها من "عائشة" إلى "إسراء" مراعاة للحساسيات المحلية (المذهبية)، فإنما هو يدرك تماما أنه يصب النار على الهشيم، الهشيم الذي بات سريع الاشتعال بفعل التحريض المستمر الذي تمارسه قوى السلطة الطائفية والمذهبية في أوساطها الاجتماعية.
وهنا لا بد من التأكيد على أن نظام سيطرة العصابات المافيوية التحاصصي لا يستمر ولا يمكن أن يعيد انتاج مؤسساته السلطوية إلا بالطائفية وبالتحريض الدائم واللعب على حافة الاحتراب الأهلي. فحين يحتدم الصراع على المغانم يأخذون البلاد الى حافة الحرب الأهلية، إلى أن يتم التوصل الى التوافق على اقتسام المغانم فيكون ذلك هو المخرج وسبيل الخلاص الوحيد للبلاد!!
هم من يدفع البلاد الى الحرب وهم من ينقذونها منها، شرط استمرار نظام نهبهم وفسادهم المحصن بالطائفية!
إنها الدائرة المغلقة التي بها يتجدد نظام سيطرة المافيات المتجلببة بالعباءة الطائفية والمذهبية، والتي بها يتجدد ويستمر حكم الفساد. فهل سيأتي يوم تشهد فيه الساحة اللبنانية حضور معارضة وطنية موحدة وفاعلة يمكنها كسر هذه الدائرة المغلقة من خلال تحشيد المتضررين ونزع الصفة التمثيلية للطوائف والمذاهب عن الفاسدين؟



#عديد_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدل جرصة والعدالة جريصاتي
- تشويش .. تشويش
- جذور الظاهرة الترامبية وتجلياتها
- إيران في لعبة الابتزاز الأمريكية
- في ضرورة استعادة ناصية الحوار
- الانحدار الذي لا قاع له
- لا حل بمفاوضات قوى الهيمنة بل باستعادة خيارات الثورة
- الطبيعة الطبقية لنظام الولي الفقيه في إيران
- برعاية دولية كانت وتستمر.. مجزرة الكيماوي
- -كشاتبين- الشاطر حسن
- جحا والدجاجة وحكومة السبعة نجوم
- النخب العربية ومحاولة الانقلاب في تركيا
- الطبل في الرقة والرقص في مارع
- وماذا عن -علي والرئيس-؟
- جبهة النصرة، عدوة للثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، اليسار السوري بين الأمس والي ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الأمين البوعزيزي حول الحال ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الدكتور فواز طرابلسي في حو ...
- السيطرة الرأسمالية: المقاومة والثورة
- الثورة وحدها ترعبهم!


المزيد.....




- شواطئ وأبراج فاخرة وآلاف الغرف في كوريا الشمالية.. كيم جونغ ...
- لوحات تُعرض لأول مرة في قصر باكنغهام.. أعمال فنية من جولات ا ...
- بعد يوم من تهديدات ترامب.. وزير خارجية روسيا يلتقي الرئيس ال ...
- انخفاضٌ في معدلات التلقيح بأوروبا وآسيا الوسطى يضع صحة ملايي ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على إسرائيل.. هل يفعلها؟
- المدرب البرتغالي جورجي جيزوس يخلف الإيطالي ستيفانو بيولي كمد ...
- هجمات بمسيرات تستهدف مطار أربيل وحقل خورمالا النفطي بالعراق ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 131 قتيلا
- توم باراك.. -مندوب سام- أميركي لسوريا ولبنان
- اجتماع -مجموعة لاهاي- بكولومبيا صرخة وسط الصمت عن جرائم إسرا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الفساد وحصون الطائفية