أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - برعاية دولية كانت وتستمر.. مجزرة الكيماوي














المزيد.....

برعاية دولية كانت وتستمر.. مجزرة الكيماوي


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ثلاث سنوات من اليوم نام أطفال الغوطة، ثم لم يصحوا بعد ذلك أبدا. لقد فاجأهم المجرم بالغازات السامة الخانقة التي قضت على أكثر من 1466منهم دفعة واحدة.
خرق نظام العصابة الأسدية خطوط باراك أوباما الحمراء. وبلعبة ماكرة بين الحكومتين الأمريكية والروسية وبإيحاء صهيوني تم تمرير ذلك، لقد كانت خطوطا وهمية لا أكثر. فلن تعود الحقوق لأهلها بنتيجة تسليم الترسانة الكيماوية التي امتلكها نظام الأسد باعتبارها سلاحا استراتيجيا في وجه "العدو الصهيوني" والتي لم تستخدم قط الا في وجه الشعب السوري.
وعلى اعتبار أن هنالك "مجتمعا دوليا" وأن هناك منظمات دولية ومحاكم وقوانين وقرارات واتفاقيات دولية تحرم استخدام الأسلحة التي من شأنها الفتك بالمدنيين وتعاقب مستخدميها ومنها الأسلحة الكيماوية التي استخدمها الأسد في الغوطة وأدت الى هذه المجزرة المروعة بحق الأطفال وغيرهم من المدنيين، فإن بقاء بشار الأسد وعصابته خارج المحاسبة يعتبر خرقا فاضحا لكل تلك المؤسسات والقوانين والاتفاقيات الملزمة، وهذا بحد ذاته يعتبر، ليس فقط تواطؤا من قبل المتحكمين بالنظام والمنظمات الدولية في الجريمة الشنيعة إياها، بل إعطاء ضوء أخضر لهذه العصابة لتمارس جرائمها بكل طمأنينة ولتتوسع في ممارستها على مدى السنوات التالية، لتصبح تلك المجازر والجرائم متمتعة بغطاء دولي فتصبح خارج المساءلة والمحاسبة!
حين أعلنت الإدارة الأمريكية تحريك حاملة الطائرات في المتوسط باتجاه السواحل السورية، تحركت قوات النظام على الفور وغادرت المراكز والمواقع العسكرية ولجأت الى المدارس والمشافي باعتبارها مرافق إنسانية لن تطالها الصواريخ الأمريكية! هذه المعلومات وردتنا يومها من قلب العاصمة السورية وهي صحيحة مئة في المئة. والصحيح أيضا أن مسؤولين كبارا في السلطة حزموا حقائبهم للتوجه الى بيروت، ومنهم من أرسل عائلاتهم بالفعل. لكن كان للإدارة الأمريكية مصلحة أكيدة في استمرار الأسد فجاءها الحل بتسليم الترسانة الكيماوية.
كانت المدارس والمشافي الملاذ لقوات الأسد من جحيم الصواريخ الأمريكية المتوقعة، وباتت اليوم أهدافا دائمة لصواريخ طائراته وطائرات الاحتلال الروسي في مختلف المدن السورية المحاصرة بالنار والجوع، التي لا تتمكن المنظمات الدولية (!!) من إيصال اللقاحات والأدوية وحليب الأطفال إليها!
دفن أهل الغوطة ضحاياهم، وسلم الأسد ترسانته من السلاح الكيماوي، و"ترك" بدون حتى سند إقامة أو كفالة مالية! ليعود الى ما تعهده به أباطرة العالم به من تدمير لسوريا وقتل وتهجير لشعبها.
لم يكن النظام الأسدي عصيا على النظام الدولي ولم ينج من جريمته الا بحصانة من هذا النظام كما أنه استمر وتوسع في ارتكاب مجازره برعاية هذا النظام الدولي الذي لم يكن يوما إلا حصنا من حصون الطغاة والمستبدين والمعادين للشعوب ولحقها في الحياة.
حتى صباح 22/8/2013 كانت جريمة الكيماوي في الغوطة وما سبقها من مجازر وجرائم، كانت مسؤولية العصابة الأسدية حصرا، ومنذ مساء ذلك اليوم باتت هذه المجازر وما لحقها وسيلحقها من فظاعات وحتى انتهاء الحرب السورية، باتت مسؤولية حكومات العالم والدول الكبرى خاصة، ومنظماته الدولية كافة. فهؤلاء شركاء الأسد في ذبح الشعب السوري وهم مثله تماما أعداء للشعب السوري ولكل شعب. فهم من أعطى نظام العصابة وحلفائه ترخيصا باستخدام كل ما امتلكوا من عتاد وما يزودون به منه في سحق هذا الشعب وتشريده.
يراد للشعب السوري أن يتناسى مجزرة الكيماوي في الغوطة، كما يراد له أن يتناسى تماما قضية الثورة وجوهر الصراع في سوريا. يريدون لنا أن نتلهى بلقاءات الرؤساء هنا وباجتماعات الغرف السوداء هناك وبما يدور تحت الطاولة بين هذه الدولة وتلك وبالاستدارة التركية هنا وبالتنسيق الروسي الأمريكي هناك. يريدون لنا انتظار الحل السياسي القادم حتما في ظل القاذفات الاستراتيجية الروسية القادمة من همذان الى إدلب وحلب واستمرار تدفق المقاتلين من أفغانستان وإيران والعراق. يريدون لنا أن ننسى أن مئات الآلاف من المعتقلين يقتلون يوميا بالتعذيب في معتقلات الأسد وأن مدنا بأكملها هجرت ومدنا بأكملها تخضع لحصار القتل جوعا وبالنابالم المحرم دوليا.
مجزرة الكيماوي التي بدأها بشار الأسد فجر 21 آب 2013 لازالت مستمرة وبرعاية دولية وبحماية دولية وبتشجيع من نظام عالمي لا يقل إجراما.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كشاتبين- الشاطر حسن
- جحا والدجاجة وحكومة السبعة نجوم
- النخب العربية ومحاولة الانقلاب في تركيا
- الطبل في الرقة والرقص في مارع
- وماذا عن -علي والرئيس-؟
- جبهة النصرة، عدوة للثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، اليسار السوري بين الأمس والي ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الأمين البوعزيزي حول الحال ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الدكتور فواز طرابلسي في حو ...
- السيطرة الرأسمالية: المقاومة والثورة
- الثورة وحدها ترعبهم!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، حازم العظمة وهجاء الأيديولوج ...
- أربع سنوات، وتستمر الثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: أربع سنوات من ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، مع فاروق مردم بيك: -اسئلة وم ...
- لبنان: حين يتوحد الآذاريان
- اليسار في الثورة السورية
- الأحزاب الشيوعية و-نهاية عصر الثورات-
- الاقتصاد الروسي: أزمة بنيوية
- تونس: أربع سنوات على شعلة البوعزيزي


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - برعاية دولية كانت وتستمر.. مجزرة الكيماوي