أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - -كشاتبين- الشاطر حسن














المزيد.....

-كشاتبين- الشاطر حسن


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"كشاتبين" جمع كشتبان وهو ما يشبه الكوب صغير الحجم مصنوع من المعدن، يضعه الخياط في اصبعه ليقيه وخز الإبر، وبالمناسبة، فكلمة كشتبان فارسية الأصل. أما "لعّيب" الكشاتبين فعدّته ثلاثة منها وحبّة حمّص وسطح أملس، وخفة ورشاقة في تحريك "الكشاتبين" الثلاثة على شكل دوّامة ليطلب الى من يتحدى بدقة نظره وهو يتابعه، أن يعرف تحت أي كشتبان توجد حبة الحمص، التي، وربما بخفة غير ملحوظة، ربما تكون قد حذفت تماما من المشهد، ما يعني أنك لو قلبت الكشاتبين الثلاثة فلن تجدها. ولكن اللعبة تقتضي أن تقلب واحدا منها فقط. فلعّيب الكشاتبين قادر على تجريدك من آخر فلس دون أن تتمكن من الفوز عليه ولو مرة واحدة.
غير أن للعّيب الكشاتبين شركاء لا يعرفهم أحد. يحيطون به ويبادرون الى التحدي وغالبا ما يكسبون بإشارة متفق عليها بينهم وبين اللعيب. فينساق المتواجدون من متسكعي الشوارع والمارة الى التحدي حين يرونهم يكسبون، لكن هؤلاء، المستهدفون، يخسرون الرهان مرات ومرات ويعودون خائبين. ومنهم من يستمر في الرهان حتى آخر فلس في جيبه.
الشاطر حسن، يحاول أن يوظف لغة الخطابة وبعض المناسبات وكذلك بعض الحقائق في لعبة كشاتبين سياسية غير موفقة. صحيح أنه لا يعدم الشركاء المصفقين، الذين يقلدون شركاء "لعّيب الكشاتبين" إياهم، لكنه يفتقد الى الخفة التي تميز اللعيب الرشيق. وهو، أكثر من ذلك، كشاتبينه الثلاثة والأربعة وأكثر، غير متطابقة الشكل لتغدو لعبته مفضوحة تماما حتى للأعين التي غشي بصرها. ولا تمرّ الا على من يتعمد التغاضي أو على ذوي المصالح التي لا فكاك لهم فيها من قبول هذه اللعبة رغم رداءة اللعيب وافتضاح كشاتبينه.
في خطابه الأخير الذي أطلقه من بنت جبيل، تعمد الشاطر حسن أن يحذف واقعة حلب من المشهد. وأن يغطي عليها بانتصار إلهي وهمي مر عليه عشر سنوات، كانت نتائجه العملية وقف كل العمليات الموجه ضد العدو الصهيوني المنطلقة من الجنوب اللبناني، وبالتالي تأمين حدود فلسطين المحتلة تماما من الجهة اللبنانية وبرعاية دولية يضمنها خمسة عشر ألفا من قوات الأمم المتحدة فرض قرار مجلس الأمن رقم 1701 تواجدهم على الحدود وفي الجانب اللبناني حصرا كما فرض جلاء قواعد حزب الله بشكل كامل الى شمالي نهر الليطاني.
لا شك أن اللبنانيين، مقاومين وعسكريين ومدنيين ضحوا وصبروا وصمدوا وقدموا التضحيات الجسام في مواجهة الحرب الصهيونية عليهم في تموز 2006، وتحملوا الكثير من الويلات، ولا شك أن العدوان الصهيوني الذي استمر أكثر من شهر لم يتمكن من كسر مقاومتهم، ولكن التوظيف السياسي لهذا الصمود لم يكن في صالح اللبنانيين طالما كان في مقدور حزب الله وحيدا أن يسخره حصرا لمصلحة نظام المافيا الإيرانية في محاولتها للهيمنة على الشرق، وفي مصلحة مجموعة قيادية لديه تغولت الى أن باتت مافيا محلية تتضخم مصالحها على حساب آلام وصبر وصمود اللبنانيين.
أما القول بمسؤولية الولايات المتحدة والنظامين الإقليمي والدولي في خلق داعش والنصرة وفي تسهيل وصول الآلاف من مقاتليهما الى سوريا والعراق كما في تسهيل مرور السلاح والأموال اليهما فهذا ليس بالاكتشاف العبقري الجديد، لأن ثوار سوريا الذين يقاتلهم حزب الله هم أول من قال هذا الكلام وهم أول من تصدى بالإمكانيات المتواضعة لتنظيم داعش وهم أول من أجلى هذا التنظيم من مناطق شاسعة شمال وشمال غرب سوريا، فلِمَ لم يتحدث الشاطر حسن بكلمة واحدة عن واقعة واحدة حدثت بين حزبه وبين هذا التنظيم؟ وهل تنفي مساهمة النظامين الإقليمي والدولي في نشوء داعش والتنظيمات الشبيهة مساهمة النظام الأسدي والنظامين العراقي والإيراني في ذلك؟
لم يحدثنا الشاطر حسن عن قيادات تنظيم القاعدة، الذي كان للولايات المتحدة الدور الأبرز في تشكيله، والمقيمين في إيران والذين أعلنت الإدارة الأمريكية مؤخرا عن فرض عقوبات مالية عليهم.
وإذا كان الشاطر حسن حريصا هذا الحرص على الشعبين اللبناني والسوري ليطالب تنظيم داعش وجبهة النصرة، إكراما لكتاب الله ومحبة برسوله، أن يلقوا السلاح كي يتوقف هذا النزيف، فما الذي تستمر قواته فيه في سوريا غير محاصرة المدنيين وقصفهم وتجويعهم حتى الموت؟ ألم تمرّ بباله مضايا؟ وداريا؟ هل لتنظيم داعش تواجد في هاتين المدينتين؟ ولماذا لا يترجم هذا الحرص في إعادة أبناء بلدة القصير النازحين الى عرسال وغيرها من مناطق لبنان الى بلدتهم وأرضهم؟ وحتّامَ يستمر في إرسال الشباب والفتية والمراهقين اللبنانيين الى الموت المحتم في حلب وما بعد حلب ليعودوا جثثا الى ذويهم؟
الشاطر حسن يتحدى إسرائيل! ورجال "المقاومة" يَقتلون ويُقتلون في سوريا! وسوريا التي يقاتلها الشاطر حسن باتت ركاما، وشعبها تشرد أكثر من نصف تعداده في أربع جهات الأرض. الشاطر حسن يتحدى إسرائيل، والشعب الفلسطيني الذي شرده الصهاينة الى سوريا وأقام في مخيماتها يُقتل بالبراميل الأسدية المتفجرة وتحاصره ميليشيات الشاطر حسن وتقتله جوعا ومرضا ليعود فيتشرد ثانية في أربع جهات الأرض.
الشاطر حسن يريد ملء الشغور الرئاسي في لبنان المستمر منذ سنتين وثلاثة أشهر، ولكن ديموقراطيته لا تسمح الا للجنرال ميشال عون بالوصول الى كرسي الرئاسة. الشاطر حسن غربل جميع المرشحين الى هذا المنصب تماما كما يغربل الولي الفقيه مرشحي الرئاسة في إيران، ولكن لم يبق في غرباله الا الجنرال عون!
بين الشاطر حسن و"لعيب" الكشاتبين مشترك واحد وهو الرغبة في خداع الناظر أو المتلقي. ولكن بين الشاطر حسن وبين لعيب الكشاتبين مسافة أبعد من حيفا وأبعد من حلب. فقدْ فقدَ رشاقة الحركة وحصافة الرأي والقدرة على التضليل بالإيحاء وتعابير الصوت والصورة.
بيروت 14/8/2016



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحا والدجاجة وحكومة السبعة نجوم
- النخب العربية ومحاولة الانقلاب في تركيا
- الطبل في الرقة والرقص في مارع
- وماذا عن -علي والرئيس-؟
- جبهة النصرة، عدوة للثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، اليسار السوري بين الأمس والي ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الأمين البوعزيزي حول الحال ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الدكتور فواز طرابلسي في حو ...
- السيطرة الرأسمالية: المقاومة والثورة
- الثورة وحدها ترعبهم!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، حازم العظمة وهجاء الأيديولوج ...
- أربع سنوات، وتستمر الثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: أربع سنوات من ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، مع فاروق مردم بيك: -اسئلة وم ...
- لبنان: حين يتوحد الآذاريان
- اليسار في الثورة السورية
- الأحزاب الشيوعية و-نهاية عصر الثورات-
- الاقتصاد الروسي: أزمة بنيوية
- تونس: أربع سنوات على شعلة البوعزيزي
- في التضامن مع سعدي يوسف


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - -كشاتبين- الشاطر حسن