أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الثورة وحدها ترعبهم!














المزيد.....

الثورة وحدها ترعبهم!


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4759 - 2015 / 3 / 26 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفيد، لا بل من الضروري ليسار الثورة أن يتذكر ويذكر أن شعوب المنطقة العربية قد أعلنت ثورتها منذ أكثر من أربع سنوات حين رفعت شعارها السياسي الأبرز: الشعب يريد إسقاط النظام.
ومن المهم أن نتذكر ردة الفعل المذعورة لركان النظامين الاقليمي والدولي على احتشاد الملايين في ميادين وشوارع تونس ومصر واليمن والبحرين وسوريا .. وبالأخص بعد سقوط الأنظمة الأمنية بشكل كامل في كل من تونس ومصر امام الحشود الشعبية، وكيف حاول النظام المصري الاستعانة بالبلطجية والنظام السوري اللجوء الى الشبيحة، وكيف عاد العاهل السعودي مذعورا الى بلاده بعد غياب طويل للقوطبة على الانتفاضات والثورات المتدحرجة التي عمت بلاد العرب.
أما النظام الايراني فوجد في سقوط النظام الأسدي مقدمة لوصول الثورات الشعبية الى عقر داره، فالتقت مصالح الأطراف الإقليمية والدولية جميعا على تطويق الثورات وإجهاضها وتلقين الشعوب درسا في الخضوع والطاعة. فكان السكوت عن مجازر الأسد في سوريا وعن تدخل حزب الله الى جانب النظام من جانب والتأييد المطلق والدعم اللا محدود لنظام الأسد من قبل النظام الايراني الذي حشد له المليشيات من كل حدب وصوب ليمنع سقوطه، في حين أن عصابات الخليج وقوى النظام العالمي شرعت الحدود للقوى الظلامية من كل أنحاء العالم لتدخل سوريا ومنحوها دعما غير محدود للقوطبة على الثورة ووضع الشعب السوري بين فكي كماشة القوى المضادة للثورة: النظام الدموي وحلفائه من جهة والقوى الظلامية الدموية من جهة ثانية.
أما في اليمن، وفي ظل ما يحدث اليوم، ينبغي أن نتذكر أن الشعب اليمني وقواه الشبابية الحية كان قد أطلق ثورته العظيمة منذ أكثر من اربع سنوات في وجه نظام علي عبدالله صالح والفساد والنهب والتخلف الذي أرساها في اليمن، ثورة من اجمل الثورات لم تلجأ قط الى السلاح رغم أن اليمنيين يحرصون على اقتناء السلاح أكثر من اي شيء آخر. مئات الشهداء سقطوا في مواجهة أجهزة نظام عفاش (علي صالح) وعصابته العائلية، واستمرت الثورة.
وفي خطوة للالتفاف على ثورة الشعب اليمني، جاءت المبادرة الخليجية لتنقذ صالح من المحاكمة عم اقترفت يداه، ولتنصب قوى الفساد السياسي بديلا لراس النظام.
وفي ذروة النشوة الثورية لم يتمكن الخليجيون من فرض إرادتهم فكان مؤتمر الحوار، وكان لا بد من التنصل منه بأي شكل من الأشكال.
هنا جاء دور الحوثيين. الحوثيون الذين نكل بهم نظام علي صالح وحشرهم في جبال صعدة باتوا اليوم حلفاءه. تخلوا عن الثورة شانهم شأن الاخوان المسلمين في مصر وسواها، وتحالفوا مع من نكل بهم، على وعد الدعم الايراني اللامحدود كما يحدث في سوريا. كانت الواجهة حوثية، والصلب علي ناصر محمد وابنه احمد الذي يرى له حقا (وراثيا) في السلطة كما بشار الأسد (!).
أما النظام الايراني فوجد في الحوثيين وفي حليفهم علي عبدالله صالح الذي يسيطر على قطاع واسع من الجيش، مفتاحا للهيمنة على اليمن واستخدامه ورقة للتفاوض على الهيمنة في الشرق، في ظل المفاوضات على الملف النووي مع الغرب. هذا الملف النووي الذي لم يكن الا ورقة ابتزاز للحصول على مفاتيح العراق وسوريا ولبنان.
تركت عصابات الخليج الحوثيين، ومن ورائهم علي عبدالله صالح، يتمددون في اليمن. يستولون على المدن والمؤسسات وينهبون المراكز الادارية والعسكرية والأمنية.. ويختطفون المسؤولين الحكوميين والاداريين... كان حكام الخليج يدركون تماما أن الحوثيين أغبياء وأن ايران لن تتمكن من إنقاذهم حين تحين الساعة، وأن اليمن لن يتحمل سلوكهم الأرعن الفارغ. وأن اليمن الذي يرزح تحت أوضاع اقتصادية وشعبه الذي يعاني الفقر لن يجد من الحوثيين وممن وراءهم أي حلول لمشاكله. اي ان الحوثيين لن يستطيعوا حكم اليمن، بينما علي عبدالله صالح وابنه أحمد ومن حولهما هم من يحاول استعادة السيطرة بواسطة الحوثيين.
هكذا ترك الحكام الخليجيون الشعب اليمني يعاني أشهرا طوال كي يأتي تدخلهم "منقذين" من الغول الحوثي، مرحّبا به، وبالتالي يمكنهم فرض أجندتهم كما يتمنون.
وبهذا ينجحون في طي صفحة الثورة. الثورة التي وحدها ترعبهم.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، حازم العظمة وهجاء الأيديولوج ...
- أربع سنوات، وتستمر الثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: أربع سنوات من ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، مع فاروق مردم بيك: -اسئلة وم ...
- لبنان: حين يتوحد الآذاريان
- اليسار في الثورة السورية
- الأحزاب الشيوعية و-نهاية عصر الثورات-
- الاقتصاد الروسي: أزمة بنيوية
- تونس: أربع سنوات على شعلة البوعزيزي
- في التضامن مع سعدي يوسف
- القدس والمقدسيون: يتمٌ في مواجهة جرائم الاحتلال
- التمييز ضد الطلاب السوريين في لبنان
- أبعد من داعش
- باستيل دموي بمقاس غزة!
- حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!
- ماء الوجه ولا الكرسي!
- الجهاديون فك الكماشة الثاني
- اغتصاب وإعادة اغتصاب السلطة في لبنان!
- فيكتوريوس بيان شمس والجديد في قراءة مهدي عامل للطائفية
- ردا على فيكتوريوس بيان شمس


المزيد.....




- نصائح لتنسيق إطلالات خريف وشتاء 2025 بأسلوب عصري
- مشاهد -مُشينة-.. لصوص يسرقون آلاف الأطنان من الملابس المُتبر ...
- ما هي الديانة البهائية ومن هم البهائيون؟
- ترامب: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ما زال قائماً
- ويتكوف وكوشنر وصلا إسرائيل وإعادة فتح معبر كرم أبو سالم مع غ ...
- بوليفيا: السيناتور الوسطي رودريغو باز يفوز بالانتخابات الرئا ...
- مصر.. شاب يتقدم لخطبة فتاة أمام مدرستها
- غزة.. ترامب يؤكد استمرار وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل غ ...
- عملية سطو تعرض لها متحف اللوفر بباريس.. عناوين نشرات الأخبار ...
- سرقة في اللوفر: نحو 60 محققا يلاحقون اللصوص والمتحف يمدد إغل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الثورة وحدها ترعبهم!