أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مظهر محمد صالح - تأملات في البداوة السياسية: ثرثرة فوق النيل/الجزء ٢














المزيد.....

تأملات في البداوة السياسية: ثرثرة فوق النيل/الجزء ٢


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 04:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تأملات في البداوة السياسية:
ثرثرة فوق النيل/الجزء ٢
                                        د.مظهر محمد صالح


يا لها من مفارقات مؤلمة في ليلتي الاولى ، انها الليلة التي سيمضي فيها الرئيس حسني مبارك يومه الاخر في سجنه ( الثابت ) غير المتحرك في طرة وهو خارج النيل حتماً ويصارع من اجل البقاء بلا امل وهو يشترك هنا سوية مع عوائل مصر الفقيرة التي تمضي ايامها ولياليها في سجونها ( المتحركة ) او قواربها التي افترشت سطح النهر بأفق مفقود. وفي ثرثرتي وانا اتحرى البداوة السياسية فوق النيل ، قلت في نفسي بأي حال سأقضي ليلة مختلفة عن هؤلاء جميعاً ؟ انها غرفة فارهة حقا في فندقي المطل على وسط النيل وحافات جزيرة القاهرة !  انها مفارقات اثارت في نفسي ثرثرة التي لم يحض بها في تاريخ مصر الحديث الا الروائي الراحل نجيب محفوظ في رائعته ثرثرة فوق النيل !
لقد اصابني شيء عظيم من الحزن في ليلتي الاولى وانا في فراشي الوثير ونافذتي المطلة على ضفتي النهر ، وقد تسائلت في نفسي ماذا يعتمر صدرك في هذه اللحظات ؟ اجبتها بهدوء وغضب النيل الصامت نفسه هو حزني على فقراء مصر وكل الاسر الموعزة الهائمة على سطح نهرها العظيم ، وتفترش قواربها امواجه وهي تقضي ايامها ولياليها متحركة او ثابتة بلاهدف تبحث عن الامل المفقود !
فالكل يقضي ايامه ولياليه على طريقته الخاصة في صراعه من اجل البقاء ويحدوها شيء من الامل الا تلك الاسر البدوية الهائمة فوق المياه فأنها تكابد الحياة في طريقة عيشها  تبحث فيها عن اليابسة التي لم تجدها الا في معاقلها او قواربها التي هي اشبه ما تكون بالسجون  ولكن سجون(متحركة) .
  انهم فقراء مصر ( البدو الرحل في قواربهم ) تحركهم المياه ذات الشمال وذات اليمين بعد ان تركهم طغاتها ليقبعوا اليوم في سجونهم ( الثابتة ) في طرة خارج النيل بلا وفاء . في وقت مازلت اقض ايامي في فندق رائع امام النيل ولكن احمل هموماً وخواطر هما حبيسان سجن كبير في نفسي ( ثابت اومتحرك )  في آن واحد اسمه الانسانية المعذبة .
لم اجد في همومي وخواطري الا ان ابحث عن سبيل كي انتصر لفقراء مصر الذين اهدتهم ثورتهم في 25 يناير كانون الثاني 2011 رئيساً مسجوناً مدى الحياة في سجن (ثابت) ولكن ابقت لهم سجونهم (المتحركة) عائمة فوق النيل بلا امل. فالقوة التي تسخرهم للاشيء هي اقوى من القوة التي تسخرهم لأشياء !.
انها ثورة مصر ، فهي ليست الثورة الفرنسية كي تأكل رجالها ، بل انها الثورة في عصر الديمقراطيات البدوية السائبة، فهي تأكل فقرائها قبل ان يلتهما رجالها : انك ستسمع وعلى الدوام من يصرخ في تلك القوارب، وحتى قبل ان يصرخ الرئيس في سجنه صرخته المدوية المشهودة، قائلين:
نحن نستمر في قواربنا المتحركة حتى يسحقنا اللاشيء !انه غياب في انسجام شامل وان الخوف الحقيقي هو الخوف من الحياة لا الموت!انها ثرثرة اخرى فوق النيل .



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في البداوة السياسية: الكعكة المنقوصة
- نساء على سقوف من زجاج.
- الإغتراب الصناعي والتقسيم الدولي الجديد للعمل
- علم الاقتصاد الطبيعي :بين دارون و آدم سمث
- تاريخ الكلام: بين دارون وتشومسكي
- التاريخ والمستقبل الغامض للكتابة الخطية
- أسماك ساحل الذهب
- الثورة التكنولوجية الثالثة
- الثورة التكنولوجية الثانية والعصر الفكتوري
- الثورة التكنولوجية الأولى ... بداية التحول!
- الطرق الناعم على الجدران الرقمية .
- نساء في مشاغل العمل
- ركود الاجور في العصر الرقمي/الجزء(٣)
- ركود الاجور في العصر الرقمي /الجزء(٢)
- ركود الاجور في العصر الرقمي/الجزء(١)
- عصر الماركنتالية المالية
- الانسان والآلة
- الآلة وأجر العمل
- بيوتات المتاجرة لاتنام
- عصر اللامساواة


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مظهر محمد صالح - تأملات في البداوة السياسية: ثرثرة فوق النيل/الجزء ٢