أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - كل شيء هادئ على البر الغربي للأحمر














المزيد.....

كل شيء هادئ على البر الغربي للأحمر


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذات يوم حذرنا السياسي الأول بنبرة حازمة جازمة وغير سياسية بالمرة من عدم كونه "سياسياً". لكن الواقع غير الكلام، يكذبه تماماً. سواء بالسياسة أو بغيرها من الوسائل، قد نجح السياسي الأول بالفعل من تهدئة وتسكين كل حراك سياسي، وغير سياسي، على البر الغربي للبحر الأحمر. هذا إنجاز سياسي بامتياز، بعد نجاحه في إبعاد أو تحييد كل الخصوم والمنافسين الفعليين والمحتملين، ليصبح هو اللاعب الواحد الأحد على البر الغربي. ثمة حلم يراوده، وهو يريد لحلمه، حلمه هو فقط، للبر الغربي أن يتحقق!

هذا السياسي الأوحد الخارق ليس ولن يكون هو الأول أو الأخير أو الفريد من نوعه كما قد يعتقد البعض. قد سبقه السياسي الأوحد المؤسس والملهم محمد علي باشا، كان حلمه أكبر وأوسع، وقدراته ومقدراته أعظم؛ رغم ذلك انقلب حلمه، في حياته، إلى نقمة عليه وعلى بلده بعدما تحالفت ضده القوى الغربية وسلبته كل مكتسباته، لتنتهي إمبراطورتيه المترامية الأطراف إلى حدود مملكة مصر والسودان فقط، فضلاً عن إذلاله بتحميله كافة نفقات تحقيق حلمه الجامح في شكل ديون وامتيازات للدول المنتصرة. ثم كانت وفاة ابنه وذراعه العسكري العبقري والباطش إبراهيم باشا في حياته ضربة قاصمة له، لينهي بقية حياته فيما يشبه الجنون والخبل. يرحمه الله!

بعد 1952، انتقل البر الغربي لحكم من نوع جديد، حكم الجنرالات أو الرتب العسكرية؛ وكان حلم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليس بأقل من حلم محمد علي باشا. عبد الناصر ورفاقه الضباط الأحرار في 23 يوليو 1953 هم من وضعوا اللبنات التأسيسية لنظام الحكم والمجتمع المستمر بتعديلات وملاحق حتى اليوم في 23 يوليو 2018. ثمة اختلافات في الدرجة والظهور والخفاء بين أنظمة عبد الناصر والسادات وحسني مبارك، لكن هناك امتداد واستمرارية مؤكدة في الأسس الجوهرية: أغلب خيوط وأركان تنظيم الحكم والمجتمع تتلاقى في نهاية المطاف، علانية أو من تحت ستار معتم أو شفاف، في يد نخبة منتقاة بعناية وذات امتيازات واسعة من الرتب العسكرية. إذا كنا نبحث عن مفتاح البر الغربي، هو بالتأكد احتكار الضباط- لا أي أحد غيرهم- منذ 1952.

حلم الزعيم الخالد للبر الغربي لم يكن بدرجة خلوده هو نفسه ذكرى مدوية ومثيرة للجدل والنقاش حتى اليوم. زعيم ثورة التحرر من الاستعمار رأى بأم عينيه في حياته، جراء سياساته وحماقاته هو نفسه، ما يقرب من ثلث تراب وطنه تدوسه بيادات ألد أعدائه، الإسرائيليين. كان الزعيم قد ورث من سلفه نصف امبراطورية، ليورث هو خلفه نصف دولة. هل كان ذلك هو حلم الزعيم، أم هكذا انتهى به المآل رغم نبل الأماني الشخصية، المطلقة والمستبدة؟! هل مجرد القدرة على الحلم كافية لصواب الحلم في ذاته، وإمكانية تحقيقه؟! أين هي النقطة على حبل الخيال التي بعدها يتحول الحلم إلى وهم، ضرب من الشطط وجنون العظمة؟!

هؤلاء كانوا ساسة أوائل مطلقين، مستبدين، لم يفقدوا يوماً القدرة على تهدئة وتسكين كل حراك على البر الغربي، ولا على مفاجأة رعاياهم الهادئين، الساكنين، المطيعين والمهللين بين الفنية والأخرى بأحلام يقظة وردية، لتستحيل بعد فترة إلى واقع مأسوي أشد مرارة من الحنظل في حلق الجميع بلا استثناء. يرحمنا ويرحمكم الله من الساسة الأوائل العظماء وأحلامهم العظيمة!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة جديدة إلى النكبة الفلسطينية في ذكراها السبعون
- الانتحار العربي في سماء نيويورك
- صراع السيسي وأردوغان على المنطقة
- القائد عبد الفتاح السيسي
- أسلمة السياسة، وتسييس الإسلام
- من يحمل وزر الدماء في رابعة؟
- الكائنات العلائقية
- الكائن العلائقي
- المكتفي بذاته النسبي
- المكتفي بذاته المطلق
- الكلمة الناقصة
- إنها يد الله أيضاً
- ماذا أنت فاعل بنا؟!
- ارسم إلهك بنفسك
- الفاشية الدينية والفاشية العلمانية لا تستويان
- حرية التعبير لمحمد وتشارلي
- الإسلام الأزلي وإشكالية الصراع المحتوم
- عرض العصبجية العربية
- وهل فعلاً ثورة 23 يوليو أقامت عدالة اجتماعية؟
- اللادولاتيون العرب


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - كل شيء هادئ على البر الغربي للأحمر