أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - عرض العصبجية العربية














المزيد.....

عرض العصبجية العربية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء فترة الاحتلال الانجليزي لمصر أواخر القرن التاسع عشر، كان كل من أحمد عرابي وأدهم الشرقاوي يشغلان مساحة غير قليلة في الوجدان الشعبي المصري لسببين رئيسيين: (1) الوقوف بجرأة وتلقائية في وجه الاحتلال والظلم ومقاومتهما، و(2) التعبير بصراحة عن تطلعات وهموم البسطاء والفقراء. ثم بعد ثورة 23 يوليو 1952 مباشرة، ورغم محدودية ورمزية أثره فيما سبق، تحول عرابي في الوجدان الثوري الناصري وبقدرة الآلة الدعائية إلى بطل قومي فاقت سمعته مكانة الحاكم الرسمي حينئذ- الخديوي توفيق، ابن الخديوي إسماعيل وحفيد محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة. كما وصل الأمر بالدعاية الثورية الناصرية إلى حد تتويج أدهم الشرقاوي، لمجرد كونه قد سرق البعض وقتل الآخرين من أغنياء المصريين والمتعاونين مع الإنجليز، سمعة ورفعة تخطت بكثير مقام مناضل وطني لكنه متعاون مع الأغنياء المصريين والمحتلين الإنجليز- سعد باشا زغلول، رئيس وزراء مصر وزعيم ثورة 1919. ربما تكون 1952 هي البداية الحقيقية لانتشار أعراض العصبجية العربية على الجسد السياسي العربي في العصر الحديث.

في السنة الأخيرة من القرن الفائت، كان الزعيم اللبناني السيد حسن نصر الله في أحسن حالاته إذ كانت مقاومته المسلحة الباسلة طوال عقدين متصلين من الزمن قد أجبرت للتو العدو الإسرائيلي على الانسحاب بطريقة مذلة ومهينة من جنوب لبنان. الوجدان الشعبي العربي كله يهنئه ويكاد يحلق به عنان السماء؛ لكن لابد وأن الوجدان الرسمي العربي كانت تتنازعه هواجس وحسابات أخرى. هذا الرجل، هذا البطل، استطاع أن يهزم العدو المتغطرس، وينصر المظلومين والمستضعفين، أو هكذا قد هللت له الشعوب العربية والإسلامية. في المقابل، السلاح القادر على قتل الأعداء الخارجيين قادر أيضاً على تصفية الخصوم المحليين، أو هكذا ربما فكر الرسميون اللبنانيون على الأقل. فإذا نحينا العواطف والحسابات جانباً، من يكون الرجل؟ بخلاف مقاومة المعتدي ونصرة المظلوم، ما هي مؤهلاته الرسمية داخل الحكومة والدولة؟ هذا الرجل، رغم كل بطولاته، لا زال ليس هو من يتولى منصب رئيس الحكومة أو الدولة اللبنانية- الشخص الوحيد المخول دستورياً بتشكيل وصيانة قوة مسلحة (جيش) تحتكر وحدها حمل السلاح واستخدامه دفاعاً التراب والشعب اللبناني كله دون استثناء. هكذا يكون نصر الله مجرد مغتصب لسلاح كان ينبغي أن يكون وطنياً، ومنفرد بقرار هو في الأصل القرار الوطني اللبناني.

وقبل أيام قليلة، وقف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، يهدد ويتوعد من وراء الكاميرات بالعاصمة القطرية الدوحة وكله نشوة وثقة في النصر على العدو الإسرائيلي، والانتصار للمظلومين والمستضعفين والمحاصرين في القطاع. قال كلام كثير جميل عن بطولات سرايا القدس، الذراع المسلح للحركة، فضلاً عن بقية الفصائل والكتائب الفلسطينية الكثيرة المسلحة الأخرى. وأثنى بالشكر والعرفان على الصبر والتحمل والمؤازرة من كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات ومن الأشقاء والأصدقاء حول العالم، معاهداً لهم بأنه قد صدق الأمانة بألا يقبل ما دون فك الحصار وإنهاء الاحتلال عن الشعب الفلسطيني. إذا كان مشعل يخطب الفلسطينيين عبر الشاشات ويتحدث عنهم مع العالم بهذا الشكل، فلا يمكن أن يكون أقل من رئيس هذا الشعب بالداخل، أو زعيمهم بالمنفى.

لا هذا ولا ذاك. في الحقيقة خالد مشعل لا يشغل أي منصب رسمي على صعيد الرئاسة والحكومة الفلسطينية. إذن لماذا هو يؤدي نفس الدور الذي كان ينبغي أن يؤديه محمود عباس، الرئيس الفلسطيني الرسمي، والمفوض الوحيد بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني داخلياً وخارجياً، والمفاوضة أو المقاومة باسمه؟ هل فوضه عباس رسمياً في بعض من مهامه، أم أن مشعل اغتصب لنفسه هذه الزعامة بذريعة مقاومة العدو ونصرة الضعفاء، نفس التي تسلح بها قبله أحمد عرابي ضد الملك الرسمي، وأدهم الشرقاوي ضد زعيم الأغلبية النيابية الحقيقية، سعد زغلول.

في الواقع، حين يتبوأ أسامة بن لادن في الوجدان الشعبي السعودي والإسلامي شهرة ومكانة ربما تتجاوز ما يناله خادم الحرمين الشريفين والعائلة المالكة الشرعية كلها، هذا لا يكون له تشخيص آخر غير عرض لمرض خطير يعاني منه الجسد السياسي السعودي والإسلامي. بالفعل كان أسامة بن لادن أكثر جرأة في مقاومة وملاحقة الغطرسة الأمريكية حتى ديارها، وأكثر صراحة وتلقائية في مناصرة أحلام البسطاء عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة مجتمع الخلافة الفاضل. لكنه، رغم ذلك، لا يشغل أي منصب رسمي لا في السعودية أو غيرها يعطيه التفويض للتحدث إلى السعوديين أو بالنيابة عنهم، أو المسلمين الآخرين. مثل أحمد عرابي وأدهم الشرقاوي والسيد حسن نصر الله وخالد مشعل، في أحسن الأحوال بن لادن ليس أكثر من بطل شعبي ينتصر لمظالم الضعفاء من ظالمين أقوياء، وفي أسوأها زعيم عصابة مسلحة.

السؤال: لماذا يعجز شاغلو المناصب الرسمية عن تلبية الحد الأدنى من تطلعات وآمال واحتياجات الوجدان الشعبي العربي، بما يشبع جوع هذه القواعد ويملئ عيونها عن رؤية المزايدين من أسفل والالتفاف حولهم؟ هل العلة في المناصب الرسمية، أم في البنية التحتية المجتمعية ذاتها؟! وهل يمكن التخفيف من حدة أعراض هذا المرض السياسي الخطير عبر جسر الهوة بين الطرفين، حتى يلتقي فاروق بعرابي، الشرقاوي بزغلول، وعباس بمشعل عند نقطة وسط ما تضفي على الجموح العاطفي الشعبي بعض من انضباط ورصانة القواعد الشكلية وسيادة القانون، وعلى الجمود والإفلاس الرسمي العربي بعض من حيوية وابتكارية الشعوب؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل فعلاً ثورة 23 يوليو أقامت عدالة اجتماعية؟
- اللادولاتيون العرب
- ماذا يريد الفلسطينيون؟
- علوم الإنسان والأديان
- تبضيع الأنثى
- لعبة الثعبان والفأر
- سويسرا الشرق؟!
- جمهورية كردستان الديمقراطية
- آفاق الديمقراطية في البيئة الصراعية العربية
- العلمانية في الإسلام
- هل صليت على النبي اليوم؟
- المرأة والأقليات العربية بين التحرير والتمكين
- ديمقراطية التوحيد الإسلامية
- جدلية الوحي والتاريخ (10)
- جدلية الوحي والتاريخ (9)
- جدلية الوحي والتاريخ (8)
- جدلية الوحي والتاريخ (7)
- جدلية الوحي والتاريخ (6)
- جدلية الوحي والتاريخ (5)
- جدلية الوحي والتاريخ (4)


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - عرض العصبجية العربية