أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العراق الذي يبعث من جديد














المزيد.....

العراق الذي يبعث من جديد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق الذي يبعث من جديد
جعفر المظفر
لغرض ان لا نصاب بالإحباط إذا لم تستمر التظاهرات وتفلح في تحقيق الهدف الأساسي والمركزي الذي بات في حكم الأمل المرئي الذي يتمناه جميع من لهم غيرة على هذا الوطن العراقي المستباح فإن علينا منذ البداية ان نستوعب حقيقة أن نجاح التظاهرات الحالية قد تحقق فعليا لأنه دفع إلى العلن الحًكْمَ بموت هذه العملية السياسية من خلال الإعلان الجنوبي عن هذا الموت.
وما أقصده بهذا العنوان, الموت الجنوبي, ليس التقليل من أهمية الإنتفاضات العراقية المتنوعة المشاهد والمستويات التي حدثت في بقية مناطق العراق عبر السنوات الخمسة عشر من هذا النظام, وإنما الوقوف أمام معنى أن ينتفض الجنوب نفسه ويعلن برائته بشكل قاطع من الحكام الذين مسخوا إرادته وإمتهنوا طيلة السنوات الخمسة عشر تمثيلية التعبير عنه من خلال العناوين الطائفية التي لا يملكون غيرها.
إن العالم برمته بات يعلم الآن أن العنوان الوطني العراقي قد أعلن نفسه بشكل صريح, اما أولئك العراقيون الذين وصلوا إلى حالة اليأس وكادوا أن يلقوا بمنشفة الإستسلام على حلبة الصراع ويتخلوا عن إمكانات بقاء الوطن العراقي وإنبعاثه بشكل جديد فإنهم رجعوا عن إحباطاتهم وبان لهم بشكل واضح أن موت العراق هو صعب للغاية وحتى أنه بحكم المستحيل, وإن ما كنا نقوله عن عودة العنقاء وعثور العراق على سر الخلود لم يكن من باب الخطب والأناشيد, وإنما هو كان قد أتى من خلال إستبصار تاريخي بقدرة هذا الوطن العراقي على الإنبعاث كلما حاولت جيوش الغزو تدميره.
إن إنتفاضة العراق الجديدة التي بدأت وتصاعدت في الجنوب قد حققت هدفها الأخلاقي المركزي حينما أفلحت بشكل واضح صريح عن السقوط النهائي لمسرحية قوى النظام السياسي الحالي القائمة على زعم التمثيل الطائفي لشيعة العراق, أما أولئك الذين يتذكرون جيدا ذلك (الإعلان الشيعي) الذين وقعه وعملت تحت رايته مخلوقات بائسة مثل موفق الربيعي وأمثاله والذي صدر في لندن قبل أكثر من خمسة عشر عاما فقد باتوا يشهدون بأم أعينهم سقوط ذلك الإعلان البائس من خلال إعلان شيعة العراق أنهم عراقيون وعرب أقحاح, وأن كل أولئك الذين شوهوا إرادتهم تحت عناوين (المظلومية الشيعية) قد بانوا وإنكشفوا بشكل أسرع مما تصوره الجميع.
إن إنتفاضة الجنوب وعناوينها الوطنية والإعلام العراقية التي حرص المنتفضون على أن تظل خفاقة على رؤوسهم هي بمثابة الإطاحة بما تبقى من تلك الدعامات الرخوة والبائسة التي كان يستند عليها هذا النظام البائس. وبدون هذه الدعامات فإن النظام السياسي الحالي بات معلقا في الهواء بمناطيد لا تملك قدرة المحافظة على خزين الهواء الذي سيفرغ لا محالة.
أن من المهم الإعتراف أن العملية السياسية الحالية التي أتاحت لقوى سياسية الهيمنة على السلطة في العراق قد نجحت بفعل وجود عاملين أساسيين هما القبول المحلي بالتغيير وتوفر الإرادة الدولية التي اسقطت النظام, وهي ستسقط وتنتهي سياسيا وقانونيا ويعلن عن موتها السريري حينما ينتهي مفعول هذين العاملين الأساسيين اللذين كانا قد أتيا بها, أما القوى السياسية العراقية التي جاءت بصحبة المتغير الدولي الذي قرر وعمل على إسقاط نظام صدام حسين فهي نفسها لم تكن مقتنعة بالعناوين التي عملت تحت أغطيتها, إذ سرعان ما تبين للجميع, ولقياداتها بالذات, أنها لا تمثل إرادة إحياء الدولة العراقية من جديد لأن مبادئها الأساسية كانت قد تأسست على حالة خصام وعداء لأساسيات الدولة الوطنية, وسرعان ما أدت بها الحال إلى الشروع في عملية تصفية الدولة لا عملية تصفية النظام, وإجتثاث الدولة لا إجتثاث النظام, وتحولت بشكل سريع إلى ميليشيات وعصابات هدفها تقاسم السلطة, وقد ظلت تدور في مساحة ذلك الصراع دون أن تمتلك قدرة الخروج من مساحته إلى مساحة بناء الدولة وذلك لأنها لم تكن تمتلك بالأساس مشاريع لبناء دولة عراقية جديدة وإنما كانت منذ البداية مشاريع لتهديمها



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول العلمانية
- السعودية وإيران .. الأخطر والأشد خطرا !
- مرة أخرى .. الشعب, ما هو الشعب
- العراقيون .. هل هم شعب لا يستحي ؟
- نعم .. الفقر رجل وبالإمكان قتله .. بمناسبة إستشهاد الأمام عل ...
- السباحة مشيا على الأقدام
- أول الغيث .. (بَيْدَ أن) .. ثم ينهمر
- تزوير التزوير
- نهاية عصر القمامة
- الإنتحابات العراقية .. النقطة الغائبة.
- عن إسرائيل وعن إيران وعن : عنا
- المالكي .. موناليزا العراق
- المجرب لا يجرب .. حَمَّال أوْجه
- القابضون على الجمر
- ثلاثة إسلامات ... الإسلام السياسي العربي السني
- خذوا كل ما تريدون وغادروا
- التاسع من نيسان .. حتى كأن الحرب لم تضع أوزارها بعد.
- العراق وإشكالية الديمقراطية
- العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد
- الحسناء والوحش .. جارتي الجميلة روبن* ورئيس جامعة ليبرتي


المزيد.....




- أين نقف بسباق السيطرة على مجلس النواب الأمريكي بعد سيطرة الج ...
- إسرائيل عن ولاية ترامب الثانية: -أعظم عودة في التاريخ-.. ومخ ...
- قبل تولي ترامب السلطة.. حملة تطهير واسعة في كييف لإزالة الأد ...
- ما كمية الماء التي تحتاجها أجسامنا؟
- لماذا أوروبا خائفة من عودة ترامب؟
- ماذا سيفعل ترامب بأوكرانيا؟
- خبير أميركي: إضعاف حماس لا يكفي.. وغياب قوة بديلة يطيل الصرا ...
- بايدن يستقبل ترامب في البيت الأبيض الأربعاء
- إيران: لا نسعى للحصول على أسلحة نووية
- بعد الانتخابات.. -رسائل عنصرية- تصل لهواتف السود في أميركا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العراق الذي يبعث من جديد