أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المجرب لا يجرب .. حَمَّال أوْجه














المزيد.....

المجرب لا يجرب .. حَمَّال أوْجه


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5865 - 2018 / 5 / 5 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا ما توقعته .. لم ينتظر نوري المالكي طويلا, وهو المسؤول الأول عن ما آل إليه الوضع العراقي المتردي, إذ قدم دون تردد تفسيرا معقولا لفتوى المرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني الذي قال فيها أن (المجرب لا يجرب). وبالتأكيد فإن المالكي لم يجد صعوبة تذكر في تجيير القول للصالحه, وهو على حق في ذلك لأن قول المرجع ترك للمرء نفسه تحديد فيما إذا كان قد حُسب على المجربين الجيدين أم على السيئين منهم, وبما ان نوري المالكي قد جيء به نائبا لرئيس الجمهورية وظل على رئاسة حزب الدعوة وهو الآن يتقدم بصفته رئيسا لقائمة دولة القانون ويتطلع لأن يكون رئيس الوزراء القادم, فإن من العدالة أن لا يُحمل الشعب في ظل نظام كهذا المسؤولية الحقيقية عن الأخطاء القادمة, وحتى أنه سيكون صعبا على المرجعية في حالة كهذه أن تعلن أنها قد ادت واجبها الحقيقي وأراحت ضميرها بكل تأكيد, لأن راحة الضمير الحقيقية لا تكمن في إطلاق التصريحات العائمة وإنما في تحديد مفاصل الخطأ الحقيقية, ويوم تتفرغ المرجعية ليوم واحد فقط للبحث عن اسباب الفساد الحالي, على ان يكون البحث صادرا عن ضمير حي وإيمان حقيقي لا يشوبه عيب مذهبي, فسأكون واثقا عندها أن المرجع لن يغير قولته (المجرب لا يجرب) وإنما يضيف عليها كلمة واحدة فقط حتى يصبح قوله على الشكل التالي (النظام المُجرب لا يجرب). بعدها يبرئ ذمته ويخلص رقبته من السياسة والسياسيين, ويترك الشعب امام فرص مفتوحة لإختيار شكل النظام الذي يريد.
لنتذكر أن القرآن نفسه حمال أوجه, أو هكذا يقولون, وقول المرجع هنا قد يأتي في نفس السياق, وإن عليك, بما تبقى لك من عقل, أن تأخذ بالوجه الذي يعجبك, وربما تتبحر طويلا في محاولة العثور على الوجه المقصود فتفيق لتجد صناديق الإقتراع وقد أغلقت أقفالها, أو قد تجد نفسك كالمعتاد جزءا من أمة ما زالت منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وهي تبحث عن الوجه المقصود فلا تجده لكي تجتمع عليه, فتظل تبحث وتبحث دون فائدة, فلا تجد ما تقوله سوى أن تكرر ما قاله المرحوم سعد زغلول ( ما فيش فايدة .. غطيني يا صفيه), لتأتي بعدها السيدة صفيه وتخبر زوجها اليائس (ما فيش فايدة يا سعد .. حتى الغطاء سرقوه) ثم تطلب منه أن يتغطى بخيبته وإحباطه.
إن كثيرا من الذين يعتقدون أن المالكي يجب ان ينصب له تمثالا في مدخل الكرادة بديلا لتمثال الأربعين حرامي, لم يكن صعبا عليهم ابدا تفسير قول المرجع, فالرجل يعني بقوله لا تنتخبوا الحرامية, ولأن العراقي (مفتح باللبن) فسوف لن يكون صعبا عليه التمييز بين الحرامي والشريف. فإذا ما أتت نتيجة الإنتخابات وهي تحمل على ظهرها عناصر الفساد ذاتها فإن الشعب هو الذي يجب ان يلوم نفسه, لأن المرجعية كانت أنذرته, والخيار كان خياره, لذلك فإن عليه أن يتحمل النتائج.

إن الأمر لا شك يذكرني بقصة عادل إمام حينما سأله القاضي لماذا إرتضى لنفسه أن يسكن في نفس البناية التي ضمت أيضا الرقاصة القتيلة فأجاب ( يا بيه لو كل واحد عزل عشان تحتُ رقاصة البلد كلها حتنام في الشارع). أما علاقة هذا بذاك فهي تعني أن فرص حصول الشعب على مجلس نيابي نزيه هي نفس فرص عادل إمام بالحصول على شقة في بناية لا تحتلها الراقصات).
مع الإعتذار لراقصات عادل إمام فهن أشرف بكثير من راقصات السياسة العراقية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القابضون على الجمر
- ثلاثة إسلامات ... الإسلام السياسي العربي السني
- خذوا كل ما تريدون وغادروا
- التاسع من نيسان .. حتى كأن الحرب لم تضع أوزارها بعد.
- العراق وإشكالية الديمقراطية
- العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد
- الحسناء والوحش .. جارتي الجميلة روبن* ورئيس جامعة ليبرتي
- وبمقياس الجمال
- النظام العابر للطائفية والكتلة العابرة للطائفية.
- كيف نراجع وكيف نتراجع
- خيط بيط, يا محلى صوت التعفيط : بالوثيقة... مجلس الوزراء يواف ...
- مزرعة الخنازير
- ثنائية البدائل المجحفة
- ثلاثة قرود
- عرب فرس ترك دين سياسة
- ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير
- ثلاثة إسلامات .. سرقة العصر*
- ثلاثة إسلامات ..
- في بيتنا فريال الكليدار
- العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المجرب لا يجرب .. حَمَّال أوْجه