أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - القابضون على الجمر














المزيد.....

القابضون على الجمر


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القابضون على الجمر
جعفر المظفر
إن كثيرا من الذين تراكمت تجاربهم السياسية خلال العقود السابقة كانوا أقدر على تحديد الرؤى وتأسيس الأحكام, لا لكونهم كانوا أذكى من أقرانهم في الوقت الحاضر, وإنما لأن خارطة تصنيف خانات الأعداء والأصدقاء كانت أكثر وضوحا مما هي عليه الآن.
كان العدو القومي والوطني المتمثل بإسرائيل والغرب الإستعماري قد جمع في مقابله الوطنيين والقوميين والماركسيين في جبهة واحدة كتلك التي شاهدناها قبل إنهيار الحكم الملكي في العراق وفي تجارب الشام المتفرقة. وقد قُدِر لذلك التجمع السياسي أن يخلق وعيا واسعا وحركة جماهيرية عريضة تلتقي على أساسيات المواجهة على الأقل.
في تلك المرحلة يمكن القول تحديدا أن المساحة الزمنية للمواجهة بين الحركة الوطنية العريضة من جهة وبين التحالف الصهيوني الإستعماري الرجعي من جهة أخرى كانت كافية لإنتاج خطاب وطني مشترك وهوية وطنية جماهيرية جامعة, وقد ظلت الخلافات بين القوى محصورة في مستوياتها البينية سياسيا ولم تتركب بعد او تنزل إلى العمق الإجتماعي, وظل الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي في اثناء الحرب الباردة يؤثر بشكل كبير في تقسيم الساحة السياسية العربية بعناوين تناسب مفردات تلك المرحلة. وبإمتداد زمن ذلك الصراع لأكثر من سبعين عاما فإن الخطاب السياسي والإجتماعي الوطني كان إمتلك المساحة الزمنية الكافية لإنتاج ثقافة سياسية كافية لتحديد من هو العدو ومن هو الصديق..
في عقد السبعينات صارت المنطقة في مواجهة حدثين أديا بدورهما إلى إحداث إرتباك خطير على صعيد تحديد قوى المواجهة وعلى توزيع هذه القوى وترتيبها. الحدث الأول كان تمثل بتنازل مصر عن دورها الريادي في جبهة المواجهة العربية مع إسرئيل بعد الزيارة التي قام بها السادات إلى القدس في19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1977 وإعلانه أن حرب إكتوبر عام 1973 هي آخر الحروب, وبيعته لواشنطن بإعتبارها حسب وصفه تملك كل أوراق الحل. وكان هذا الدور قد تراجع أصلا بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967 التي أكلت كثيرا من الزعامة الناصرية وأدخلت الساحة العربية في مرحلة سميت حينها بالحقبة السعودية.
وكان ثاني الحدثين هو إنهيار النظام الشاهنشاهي الإيراني عام1979 الذي أدى بدوره إلى صعود حكم الإسلام السياسي في طهران, والتي كان من تأثيراته المباشرة إنهاك النظام البعثي في العراق في حرب طاحنة إستمرت لثمان سنوات, ثم جَعْلِه عرضة للدخول في مغامرة كسر الظهر في الكويت, التي أدت بدورها إلى إحتلال العراق من قبل أمريكا وصعود الإسلام السياسي الشيعي التابع إلى إيران بديلا لنظام صدام حسين مسجلة بذلك إنتهاء الحقبة القومية ودخول المنطقة العربية في عصر التجاذبات السعودية الإيرانية.
لقد جابهت المنطقة العربية نوعين من الإحتلال, أولهما إحتلال الأرض على يد إسرائيل وثانيهما إحتلال الإنسان على يد إيران. وبينما كان إحتلال الأرض على يد الإسرائيليين كافيا لتعريف المرحلة وتحديد هويتها السياسية وهوية قواها الفاعلة فإن أبرز ما جاءت به مرحلة إحتلال الإنسان أنها أدخلت هذه القوى في مرحلة تشرذم وإنقسام ذاتي وضياع سياسي يمكن تبين ملامحه من خلال سيادة الأحكام الإزدواجية وتناقض المواقف بشكل كاريكتيري مثير للسخرية, حتى وكأنك صرت ترى إنسانين في إنسان واحد.
كان السياسيون لهم من وضوح المواقف ما يكفي لمعرف درجة القربى أو درجة الخصومة مع غيرهم من القوى. أما الآن فلقد كان لطبيعة المتغيرات السياسية السريعة والمركبة دورا في إحداث الإرتباك سواء ذلك الذي يتعلق بنوعية القوى المقررة الجديدة أو بنوعية الإصطفافات بينها أو بطبيعة الأحكام العامة أو الفردية. وما نواجهه هنا أن المتغيرات السياسية كانت كبيرة وسريعة في حين أن الثقافة السياسية والخطاب الوطني الذي يلاحقها, أو يتكون منها, كان بطيئ التكوين: أي أن الثقافة الوطنية المشتركة لم تملك بعد الفرص الكافية لكي تتكون بسبب زحمة وكثافة ونوعية المتغيرات الإستراتيجية الهامة, ولهذا فإن الخطاب الوطني المشترك لم يتكون بعد, وقد نقول أنه ما زال في دوره الجنيني ولم يولد بعد.
أما نحن أصحاب التجارب السياسية السابقة فقد أضفنا إلى سوء الحشف كيلات. قسم منا وجد نفسه على سبيل المثال قوميا أو بعثيا سنيا, وقسم منا, وعلى سبيل المثال أيضا, وجد نفسه شيوعيا شيعيا. من الناحية السياسية دخل الموقف في مساحة من الإرتباكات الكبيرة أهمها تلك التي جعلت البعض على أهبة أن يكون حليفا ومحبا لإسرائيل لأنه متضرر من الأطماع الإيرانية, وتجد من بين أولئك الذين قاتلوا ضد إيران لثمانية سنوات كاملة وقد تحول إلى نصير لإيران.
إن الذي يحافظ على ولاءاته الوطنيه وعلى علاقاته القومية والإقليمية بشكل لا يتقاطع مع تلك الولاءات بات الآن كالقابض بيده على جمرة من نار.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة إسلامات ... الإسلام السياسي العربي السني
- خذوا كل ما تريدون وغادروا
- التاسع من نيسان .. حتى كأن الحرب لم تضع أوزارها بعد.
- العراق وإشكالية الديمقراطية
- العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد
- الحسناء والوحش .. جارتي الجميلة روبن* ورئيس جامعة ليبرتي
- وبمقياس الجمال
- النظام العابر للطائفية والكتلة العابرة للطائفية.
- كيف نراجع وكيف نتراجع
- خيط بيط, يا محلى صوت التعفيط : بالوثيقة... مجلس الوزراء يواف ...
- مزرعة الخنازير
- ثنائية البدائل المجحفة
- ثلاثة قرود
- عرب فرس ترك دين سياسة
- ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير
- ثلاثة إسلامات .. سرقة العصر*
- ثلاثة إسلامات ..
- في بيتنا فريال الكليدار
- العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟
- أخا وطن


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - القابضون على الجمر