أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد نوير - الحكومة الشّاملة و ضياع الحقوق الشّعبية














المزيد.....

الحكومة الشّاملة و ضياع الحقوق الشّعبية


عماد نوير

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومة الشّاملة و ضياع الحقوق الشّعبية
___________________________________

منذ ثلاث دورات انتخابية، و منذ أن أطاحت أمريكا بالدّكتاتورية المقيتة و نحن نفخر بديمقراطيتنا الحديثة، و ضرورة تصديرها لكل العالم المتحضّر، تلك الديمقراطية التي وجدت تكيّفا سريعا لدى المواطن العراقي، و ممارسته إبداء الرأي الصريح بعد أن كان محروما من مجرّد التّلميح إليه و لو بعيد.!
الديمقراطية وِلدت عرجاء عمياء مختلة العقل، لم يجني من منافعها الشعب غير مُنح استثنائية في التهجّم المبرر و اللامبرر، التّهجّم على كل ما لا يلاقي هواه دون رادع، فصار يتمادى و يكيل الشّتم و السب دون ضوابط، و لم تكن تلك الحرية المنفلته لتمر بلا مقابل، فالمسؤول و المتنفّذ في الحكومة كان يتقاضى أجرها انتقاما من الشعب، و التمادي من جانبه في نهب و سرقة خيرات البلد و المواطن فَرِح بقدرته على شتمه دون ملاحقته كما يحدث عند جيراننا في حال غرّد أحدهم بتويتر بما يخل بنظام البلد و يدفع إلى فوضى لا أخلاقية.
النتيجة التي استفادها الناشط العراقي هي القدرة على تشخيص صريح للخطأ الحكومي و مواصلة الحكومة من جانبها بالفساد متشدقة بالديمقراطية و المساحة الكبيرة من الحرية بانتقادها من قِبَل المواطن المنهوب علنا.
في مسيرتنا الديمقراطية المشؤومة حصلنا على حكومات متجانسة في كل دورة، حكومات من كل الأطياف بطريقة تحاصصية لا تدع مسؤولا واضحا لإدارة البلد و آخر معارض له و محاسب لكل تعثّر أو تلكأ عمدا أو ضعفا، و لكن أنتجت لنا حكومات ضعيفة فاسدة تعرف فقط كيف تتقاسم حصصها من خيرات العراق، و دفعه إلى الخلف في كل دورة جديدة، لنجد أنفسنا مفلسين بعد الدورة الانتخابية العشرين، إذ لن نجد ما يكفي في الخزينة العراقية ما يكفي لسد رواتب و امتيازات المتقاعدين و الحاليين في مراكز الحكم من مؤسستي التشريع و التّنفيذ!

لم يفكّر الحاكم الديمقراطي العراقي في حكومة ظل، و النأي بعيدا عن الاشتراك بالحكومة خدمة للشعب العراقي، و ما كان شعار الإصلاح الذي ينادي به الجميع إلّا مناورة لكسب الأرض و التغرير بالفرد اللاهي وراء امتيازات الحرية الزائفة على حساب مص دمه و ابتلاع خيراته.
فلو كان هناك من أخذ على جانبه خدمة البلد و الوقوف في خانة المعارضة بعيدا عن الانجرار وراء الاشتراك في حكومة توافقية أو وطنية أو أبوية، و تنازل عن المشاركة الفاعلة في السرقة العلنية للبلد، لكان اليوم هو من يقود المظاهرات تحت غطاء دستوري و قانوني يحاسب الحكومة و يطبّق بحق الجناة القصاص العادل، و ليس كما نرى من تسويف و تهريب للفاسدين السارقين ثم تبرأتهم و عودتهم بصفقات سياسية مشبوهة، يتحمّل المواطن أوزارها وحده.

الشعب اليوم ينتفض لوحده بطريقة عفوية دونما قيادة تأخذ بيده نحو نيل حقوقه بطرق قانوية دولية عادلة، و لتبقى كل الأحزاب و التّيارات تتابع عن بعد و تدفع إلى إنهاء الأزمة بالتسويف و المماطلة و الوعود الكاذبة، لأن الجميع طرفا رئيسيا بالحكومة، و سوف يلحقهم الضرر إن أصاب الحكومة أي ضرر مستحق.
لم نشهد محبي الشعب، لم نشهد دعاة الإصلاح إلّا قوة ضاربة شاركت بمحاولة إقصاء المتظاهرين و إلحاق الأذى بهم، و متابعتهم و اعتقالهم، كأنهم يحافظون على امتيازاتهم العظيمة التي يأخذونها من الدولة بطرق مافيوية، بجلد المتظاهر و قمع ثورته الشريفة.
عماد نوير.



#عماد_نوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة بطريق الخطأ
- الحظّ المفقود
- لقاء عند الباب
- التّيّار الصّدري و ثقافة الحوار العنيف.!
- الصدر يُقلق المشروع السعودي
- انتظار
- هل كان السبهانُ عراقياً... أم إنَّ العراق سبهانيٌّ؟؟؟
- (العرس) الانتخابي و المقاطعة (المذمومة)
- قصة قصيرة (طيف ساندريلا)
- قراءة نقدية في نص ومضي (غربة) للكاتب مجدي أحمد
- قصة قصيرة بعنوان ((موسوبي))
- قراءة في نصّ ومضيّ
- دردشة على سيجارة افتراضية
- مقاربة نقدية بنص ومضي للقاص حازم الشرباتي
- قصة قصيرة/ ذات الرّداء الأسود
- قصة قصيرة/ عماد نوير
- الاختزال و التّكثيف في القص إلى أين؟
- قصة قصيرة مع مداخلة شعرية خلّابة للدكتورة الشّاعرة فاطمة الز ...
- قصة قصيرة بعنوان من مذكرات ميت
- قراءة في نص ومضي بعنوان ((خيبة)) للدكتورة الشّاعرة فاطمة الز ...


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعود إلى القاهرة بعد عقد اجتماعات مع مس ...
- إسرائيل تهاجم وزيرا إسبانيا حذر من الإبادة الجماعية في فلسطي ...
- تكريما لهما.. موكب أمام منزلي محاربين قديمين في الحرب الوطني ...
- بريطانيا تقرر طرد الملحق العسكر الروسي رداً على -الأنشطة الخ ...
- في يوم تحتفل فيه فرنسا بيوم النصر.. الجزائر تطالب بالعدالة ع ...
- معارك في شرق رفح تزامناً مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو س ...
- لماذا لجأت إدارة بايدن لخيار تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل؟
- بوتين يشيد بقدرة الاتحاد الأوراسي على مجابهة العقوبات الغربي ...
- كشف من خلاله تفاصيل مهمة.. قناة عبرية تنشر تسجيلا صوتيا لرئي ...
- معلمة الرئيس الروسي تحكي عن بوتين خلال سنوات دراسته


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد نوير - الحكومة الشّاملة و ضياع الحقوق الشّعبية