عماد نوير
الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 15:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التيار الصدري حركة عجيبة الأهواء غريبة الأطوار، ثوابتها ليست ثوابت أبداً، و القيم متأرجحة و قابلة للتغيير في أي لحظة، التيار بوليسي النزعة و لا نقول مفردة أعمق من ذلك، فهم الحركة (السياسية) الوحيدة في البلد التي لا تقبل أي نقد من قلم محايد و لا فكر محقق و لا رأي معارض، تيار عاطفي يطيع دون تريّث أو تدقيق، طاعة و موالاة تشبه إلى حد بعيد (نفّذ و لا تناقش)، أتباع سلّموا أمرهم إلى قائد ضخّمه منافسوه في الساحة، حتى صدّق هو و أنصاره بأنه الصائح المحكي و الآخر الصدى، فتغريدة القائد الأولى هزّت التواصل الاجتماعي و الساحة العراقية فضلا عن تلاقفها من قبل جيران السوء، و قد صدعت رؤوسنا بالتغريدات المتعاقبة، و التشفّي من تراجع القوائم المنافسة لهم، مما جعل التيار يعتقد بأن المنافسين قد أفلَ حظهم السياسي ليتبنوا هم مشروع الإصلاح المزعوم من دون منافسين أوجعوهم في وقت مضى!!!
التّيار اليوم يعيش حالة النشوة و محاولة إضفاء روح الأبوّة على كل القوائم، مشروطة بالخروج من التبعية الإيرانية و التّحرّر من نير و هيمنة سليماني، و التّغزّل بالقومية العربية و لعق صفائح خادم الحرمين و التّبرّك بمبادرات محمد بن سلمان و السّبهان..
و لن يتفاجأ المراقب لسياسة التّيار و لكن يتفاجأ من أندفع كثيرا من داخل التيار نفسه للعن إيران و وصف كل مناهض لفكرهم بالذّيل و العمالة، لن نتفاجأ أن يتحالف السيد مقتدى مع عبد إيران و خادمهم، و لن يفاجأنا أن نرى السيد مقتدى يجلس مع سليماني خدمة (لمصلحة البلد)، و سوف يصعق أتباع التيار قليلا و تخفّ مواقع التواصل و تلتقط أنفاسها، للمعاودة من جديد في افتداء السيد و الإشادة بحكمته و حنكته و قدرته على إداراة الأزمات...
و خلاصة القول
يبدو أن الحكومة الأبوية على استعداد لتقبّل كل الأذناب و العملاء و المفسدين، و لا حاجة في التدقيق بمفردة التغيير و إنقاذ البلاد، فالمُلك عقيم و الشعارات سهلة، و الوطنية مطية الأذكياء...
عماد نوير...
#عماد_نوير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟