عماد نوير
الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 16:12
المحور:
الادب والفن
انتظار
أيّها الوحش الكاسر
هذا ليلكَ و هذا أنا
الليل ميدان انتصاراتك
و أنا أُضْحيتكَ بكل قناعاتي
مذ سَمِعَ اللّيلُ اعترافات ماكرة
على صحائف الوجد
مذ عرفَ إنك تهوى الزحف
بين أبرته البيضاء و خيوط سوداء
تركب سمرته المرصّعة لؤلؤا
يشبه ضحكة حورية
الكل صار يعرفها
لا أحد يتقن فن النكران
و يفخر بسلطان النسيان
يُخفي قصة شهرزادي المشهورة
حيث الحورية تتحوَّل نجمة
و تسقط في حضني ليلا
تحكي لي عن موطنها الأصلي
جَنَّات الفردوس الأعلى
و الملائكة تغلق كل سماء
و الرب يضحك في سرَّه
و يشير لنفاذ الأمر
العفو عن هرب الحورية
و ينتظر حمد العبد الشاكر!
أيها الوحش الكاسر
أين أنت؟
مذ عرف الليل أنك تختاره
ليلمع فيه نصلك و رماحك
صار يتطاول، يمتد إلى نهارات بيضاء
عشق كل نزالاتك
عشق وحشيتك و جنونك
و أنا أشي للّيلِ كلما لاح الغبش
أركع للجلاد
ألتذُّ بقسوته
أطيلُ النظر إليه كلما هوت سياطه
و استقبلتها لهفتي المحمومة
أينك أيها الوحش الكاسر؟
أينك أيها الشّوق الذي يستقوي
بأجنحة الليل!
أينك فقد طال انتظاري..!
عماد نوير
#عماد_نوير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟