أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد نوير - رسالة بطريق الخطأ














المزيد.....

رسالة بطريق الخطأ


عماد نوير

الحوار المتمدن-العدد: 5932 - 2018 / 7 / 13 - 00:34
المحور: الادب والفن
    


رسالة بطريق الخطأ
__________________
احتجتُ إلى وقت طويل جدا كي ألملم أشتاتي، و أقنع كبريائي أنّي تلقيت دعوة من سيد أحلامي، و فارس أنوثتي و شاعر وجداني، أقنع حيائي أنّي لن أطيل الهمس بأذن الشّوق حتى تحملني النسمات إلى أرض لم تطأها قدم إلّا إيّايّ، قلب حبيبي المتصحّر ينتظر أمطاري و سيولي و غمائم حبي و دلالي.!
هذا الوقت يا سيد يرتجف و تصطك أسنانه و هناك دموع متحجّرة في طرف عينه، ينتظر أن تَمسح يدك الدافئة على كتفه الباردة جدا من خوف من مجهول و أمل بدأ ضوءه يتباعد و تخطفه عوالم ليست واضحة الرؤية.
أنا أعرف يا سيد أن الرجل يتغابى أحيانا، لا بل كثيرا ما يتغابى، فطول الوقت الذي كانت فيه أسرار المرأة تتكشف بين يديه، ينكره فجأة، و ينظرها ككيان مجهول مرعب، حين تخطأ كالعادة، و تصرّ على أن الأقدار تظلمها دوما تحت تفاهة و قبح الملكية المبتذلة، و هي تعلم أن كل سلطاته شكلية، لكن هكذا تحاول أن تسلب باسم الرّقة و النعومة و المظلومية كل كلمة عليا منحتها له الموروثات دون أن يمارسها بصدق!
أنت تعلم كل ذلك، يقينا تعلم أكثر من ذلك، فلماذا تنسى أو تتناسى؟
بين يديّ الآن يا سيد رسالة كتبتَها لامرأة يوما، أهدتني إيّاها حين أحسّتْ بأن الموت صار يدغدغ أصابع قدميها، قرأتها لي وأنا أمرّضُها من حمى مجنونة، كانت تقرأها عن ظهر قلب و الورقة أمامها معطّرة و مهابة، قالت و هي تحاول أن تقبّل بسمتها، هو يحترم المرأة جدا، و يعرف أنها تنّور سرعان ما يهدأ ليمنحنا كثيرا من الإيجابيات، فالمرأة لا يمكن أن تكره حين تحب، رغم ما يشاع عن انتقامها و خرافات ليست من قوانين العشق لديها، حين تحب رجلا تنسى أن هناك رجالا، الرجل منّا يمكن أن يكذب حين يحب، يقنع نفسه إنه في حضرة العشق، و سرعان ما ينهار و يظلم شخصا معه، لكنها أبدا لا تخطأ في الحب و اختيار المحبوب، قالت لي مرة: قد يحب المرءحبيبا حبا جمّا، لكن قد لا يجد رغبة في مواصلة الحب إلى الأبد، و أدارت وجهها نحو السّماء، فتّشتُ عن عيوبي و عرفت بأني لست أطاق على الدوام، ربما لأنني رجل شرقي، و ثقافته ذكوريّة تسلطية، تستهلك المرأة من وجدانها كثيرا لتتقبلها مضضا.!
كنت أتكأ على شذراتك التي كنت تصوغها لي في الليالي الباردة، أجعلها تعويذة تحميني من جنوني و هبلي، جنوني الذي لا يعرفه غيرك، حتما تذكر يوم أكلتُ أقراطي من فرط الغيظ، و كيف طلّقتكَ و أنا لا أملك عصمة، و كيف اتصلتُ بالشرطة أخبرهم إنك تخطفني و تحاول أن تغتصبني، كانت شذراتك درع يجعلني في مأمن، في كتفي الأيمن كنت أحمل حرزا كُتب فيه"سأتحمّلكِ رغما عنكِ"...
مازلت أذكر يا سيد إصرارك بأنك تختلف عن كل الرّجال، و أنا أستغرب بالظاهر و أصدّق في سرّي، كنت أقرأ في عينيك الاطمئنان في تصديقي كل ما تنطق، تعويذاتك يا سيد مازالت سارية المفعول، رغم إني قد حرقتها جميعا و حرقت معها كل صورك و كل هداياك، مازلت أحس بحصن يحميني في الشارع، في العمل، في كل مكان، فيه عطرك و جنونك و غيرتك و رجولتك و عصاميتك...
مازلت أنتظر يا سيد طرقة باب تمزق صمتي، و تعلن عن خَمرة الحب، عيشة لا حب فيها، جدولا لا ماء فيه.
تحياتي ....
ساندي.....

عقد حاجبيه، مطّ شفتيه، و كتبَ ردّا سريعا:
- عذرا سيدتي، لابد أنكِ أخطأتِ، لستُ الشخص المعني!
لم يتأخر الردّ غير ثوان:
- كثيرا ما أُخطئ يا سيدي، لكن قلبي لا يُخطئ أبدا...!
عماد نوير ...



#عماد_نوير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحظّ المفقود
- لقاء عند الباب
- التّيّار الصّدري و ثقافة الحوار العنيف.!
- الصدر يُقلق المشروع السعودي
- انتظار
- هل كان السبهانُ عراقياً... أم إنَّ العراق سبهانيٌّ؟؟؟
- (العرس) الانتخابي و المقاطعة (المذمومة)
- قصة قصيرة (طيف ساندريلا)
- قراءة نقدية في نص ومضي (غربة) للكاتب مجدي أحمد
- قصة قصيرة بعنوان ((موسوبي))
- قراءة في نصّ ومضيّ
- دردشة على سيجارة افتراضية
- مقاربة نقدية بنص ومضي للقاص حازم الشرباتي
- قصة قصيرة/ ذات الرّداء الأسود
- قصة قصيرة/ عماد نوير
- الاختزال و التّكثيف في القص إلى أين؟
- قصة قصيرة مع مداخلة شعرية خلّابة للدكتورة الشّاعرة فاطمة الز ...
- قصة قصيرة بعنوان من مذكرات ميت
- قراءة في نص ومضي بعنوان ((خيبة)) للدكتورة الشّاعرة فاطمة الز ...
- ققج بعنوان ((انقلاب))


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد نوير - رسالة بطريق الخطأ