أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - أخطاء و جرائم .. نظرة للواقع العراقي .














المزيد.....

أخطاء و جرائم .. نظرة للواقع العراقي .


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 09:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس من العجيب أن يبقى العراق يعيش ظروفا صعبة و مضطربا كالبحــر الهائج ، فمنذ التحرير الذي تحقق في 9 – 4 – 2003 م و هناك أكثر من طرف يتسبب في إضرام النار ، و أكاد أجزم أن جميع مكونات الخريطة السياسية العراقية تسببت في ذلك ، مع ملاحظة الفارق بين أخطاء طرف ما ، و إجرام و خبث الطرف الآخر الذي ربما يصل أحيانا إلى حد السبق و الإصرار و الترصد ، إن العراق بلد متعدد الانتماءات المذهبية و القومية ، لذلك ليس للعراق طريق إلا "العلمانية ـ الإنسانية ، اللبرالية" فهي وحدها الحل الوسط بين النزاع الطائفي "السني ـ الشيعي" و النزاع القومي "الكردي ـ العربي ـ التركماني" ، و لكن المصيبة أن لا أحد يتبنى المشروع الوطني حسب هذا التفسير ، فحتى اؤلئك ((العلمانيون)) من أمثال الحزبين الكرديين و جماعة "علاوي" الذي لا زال يؤمن بالقومية بل و يؤكد عليها و "التوافق ـ مجموعة البعث الجديدة" تؤمن بعلمانية مشوهة و مزيفة و غير حقيقية ، فالعلمانية الفعلية لا تفصل بين الدين و السياسة فقط ، بل و الفصل بين القومية و الدولة .
فالقومية كآيدولوجيا لم تعد تختلف عن "التعصب الديني"!! إن لم تكن أشد خطرا و فتكا ، بل إن الحرب الأهلية إذا اندلعت ـ لا سامح الله ـ فلن تقتصر على الشيعة و السنة ، بل ستكون مذابح أكثر بشاعة بين العرب و الأكــراد و التركمــان ، لا بد إذا من جعل الهوية الوطنية فوق كل الانتماءات الجانبية ، إن العراق الآن مهدد بخطرين حقيقيين ، الأول هو حلم الأقلية السنية المخلوعة بالعودة إلى الحكم ، فنجد وجوها معروفة بانتمائها إلى نهج "البعــث" كطــارق الهــاشمي و مـــشعان الجبوري و ظافر العاني و غيرها ، تعتبر كل حكومة يديرها أكثرية "شيعية" ، يطلقون عليها صفة "الطــائفية" ، إما حينما يتحدثون عن نظام "البعــث" المعروف بطائفيته و حقده لا يحتاج إلى استدلال بدليل ، نراهم يراوغون كما يراوغ الثعلب المــاكر ، فيصفون النظام المنحل بأنه كان "دكتاتوريا" و ظالما للجميع ، و كأن الحرس الجمهوري و الحرس الخاص و فدائيو صدام و الأمن و المخابرات و حراس السجون و المختصون بالتعذيب و ..الخ ، كل هؤلاء هم من ســكان القمــر أو المريخ ، لا أنكر أن بين هؤلاء منتمون إلى الطائفة الشيعية ـ كونهم أغلبية العراقيين ـ و من الأكراد و التركمان و سائر قطاعات الشعب ، لكن المعروف أن المحافظات "السنية العربية" كانوا من المفضلين ، درجة أولى ، لدى النظام ، ثم يأتي الأكراد مباشرة ـ كونهم سنيين في الأغلبية ـ مما يعني بوضوح أن بعض الحذر ، بل الكثير منه ، ضروري للأغلبية الشيعية ، فالتــاريخ الســني الأســود مــليء ببقع الدم و الحقد الذي لا حدود له .
لكن هذا أيضا لا يعني أن الطــرف الشيعي بريء من الأخطاء ، فمن الواضح أن التعصب الديني هو صفة تكاد تكون ملازمة لأغلبية "الإسلاميين الشيــعة" ، خصوصا و أنهم يفهمون الدين أحيانا بعــاطفة مفرطة قد تهدد مشروع بناء النظام الديمقراطي العراقي ، كطرح نظريات هي أقرب إلى أطروحات الأنظمة العربية التي تؤمن بنظريات المؤامرة ، و من ذلك مصطلح "الأمة الإسلامية" الذي لا يعني إلا الانتماء إلى أمة أكبر من حدود العراق و هويته الوطنية ، و الأمر نفسه يتكرر مع الأكراد و خرافة "الأمة الكردستانية" و العرب و "الأمة العربية" و الأتراك و "الأمة التركية" .
إن الانتماء إلى حزب ديني ليس محط اعتراض من أحد ، لكن عندما يبدأ الحزب الديني ، و الأحزاب القومية تفعل الشيء ذاته ، بالحديث عن "هويتنا" و "خصوصياتنا" و أن لكل "أمة" هويتها الخاصة بها ، عندها تبدأ خطوات التملص من "الديمقراطية" ، و هنا لا بد لنا من التأكيد أن الديمقراطية حالها حال الدين ، إما أن تكفر بكلها أو تؤمن بكلها ، إذ لا يوجد خط أو حل وســط ، لأننا إذا بدأنا بوضع الشروط المسبقة و التعديلات المزاجية ، فإن المشروع الديمقراطي سيستمر بصيرورة تجعله في النهــاية حبرا على ورق .
فلنأخذ النموذج الإيراني ، فهو خير مثال للتخبط ، فقد حظرت جهات القرار السياسي العلوي و النظام ، أي ترويج للفكر القومي "الفارسي" باعتباره مناقضا لروح النظام الإسلامي و بحجة أنه ترويج لتقسيم الإيرانيين باعتبار أن إيران تحوي عربا و أكرادا و أتراكا و بلوشا و ..الخ ، لكن النظام الإيراني "الذي يزعم انتماءه للتشيع" يتبنى "القومية العربية"!! و الذود عن حياض "القدس العربية"!! و "فلسطين العرب"!! ، فالأولى بالإيرانيين ، إذا كانوا مصرّين على تبني القومية ، أن يتبنوا قومياتهم ، أو الأفضل إلغاء جميع المشاريع القومية ، إن المسألة واضحة و هي أن كل "الخصوصيات" و "الهــويات" هي مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي ، و الغرب الآن يفهم هذه الشعارات الكاذبة لذلك استطاع الغربيون تجاوزها بعد أن ذاقوا منها المرّ و لكنهم الآن أدركوا أن هوية الإنسان ك "إنسان" أهم من كل شيء



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواد المالكي و ((البصاق على الذات أو .. الكوميديا المبكية)) ...
- العراق .. و الأحزاب المفخخة !!
- متى نتعامل .. -بالمنطق العراقي-؟!!
- حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الرابع و الأخير
- حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الثالث
- حياتي و 11 من سبتمبر
- حياتي و 11 من سبتمبر
- القلم -يذبح- أحيانا..!!
- كوميديا -العقل العراقي-!!
- كاريكاتير العالم -الإسلامي-!!
- هل أصبح -العراقيون- غرباء في بلدهم ؟!!
- ترشيح الجعفري .. خطوة ديمقراطية -
- وزارة التقوى و تبديد المال العراقي
- حكومة جديدة !! أم حديقة -عشائر-؟!!.
- من يعاقب العالم -الظلامي-!!
- كاتب قومجي و موقع طائفي !!
- محاكمة -صدام- تحت المجهر..
- ماذا سيحدث .. لو انتصر -الإرهاب-؟!!.
- أوهام السيد قادر .. من صنعها !!
- ماذا يريد -الرئيس-!! .. الطالباني ؟!!


المزيد.....




- هل دخل الشرق الأوسط في عصر جديد فعلًا؟.. ولي نصر وناداف إيال ...
- السفارة الأمريكية في قطر تنصح مواطنيها بالبقاء في أماكنهم.. ...
- مركز يٌحتجز فيه نشطاء وصحفيون.. فيديو متداول يظهر لحظة قصف إ ...
- لماذا حظرت بريطانيا حركة -فلسطين أكشن-؟
- إيران: من يحكمها فعليا؟
- أهداف إسرائيل تغيرت في إيران.. ماذا عن موقف المعارضة الإيران ...
- غزة.. مكان -دائم- للموت والدمار والانتظار
- ضربات إسرائيلية -مكثفة- على إيران.. ماذا استهدفت؟
- في سوريا -المجزأة- بعد سقوط الأسد.. مبادرات لتعزيز التماسك ا ...
- مسؤول إيراني: الحرب قد تستمر عامين ومستعدون لذلك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - أخطاء و جرائم .. نظرة للواقع العراقي .