سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 07:48
المحور:
حقوق الانسان
من الضروري بمكان ، و نحن نشهد محاكمة أقذر طاغية شهده التاريخ ، أن ننظر بعين الناقد المُتفحص للمحاكمة ، و بالأخص "القاضي ريزكار محمد أمين" الّذي قدّم استقالته و الذي كان له دور ، ليس بالهــزيل و حسب ، بل سيئا و مشوّها لأصول المحاكمات ، لست قانونيا أو قاضيا ، لكنني أعتقد أنني أمتلك ما يكفي من الاطلاع للنقد ، و أرجو أن يكون نقدي "جارحا" إذ لا يعتبر عندي النقد ناجحا بدون ذلك .
نحن لا نطلب من السّيّد القاضي "ريزكار" أن يقوم بإلقاء محاضرة مليئة بالشّتائم و السباب تجاه الطاغية و أعوانه المحبوسين في قفص ، لكن كان عليه ـ على الأقل ـ أن لا يميز بين "المتهمين" و "المشتكين" في الخطاب و التعامل ، فبينما يُغدق "القاضي" عبارات المديح كقوله :ـ سيد صدّام .." و "نعم .. نعم.. تفضل" ، خاطب المشتكين بعبارات و أسلوب غير "لائق" أو فيه غلظة ، و كأنّ المشتكين هم "المتهمون"!! ، و أحيانا أُخرى كنا نرى المتهم "بارزان" يوزع شتائمه يمينا و يسارا ، بدءا من المدعين و مرورا بالمشتكين و الشهود ، و انتهاء بالشرطة و الحراس ، دون أن يأمره القاضي على الأقل بوجوب "احترام" الآخرين .
من الواضح أن القاضي "و هو كردي ينتمي لأحد الحزبين الكرديين الرئيسين" لا يتحرك من قناعته الذاتية ، بل هو ينطلق من خلال مواقف سياسية تبناها غيره .
من لا يعرف الموقع السيء للقضاء و القانون في شمال العراق ((كردستــان)) ، لا يمكنه أن يكتشف مواطن الخلل في عقل و ثقافة هذا القاضي ، فالقضاء عندنا هو "ملكية حزبية" فترى قاضيا "من الإتحاد" و آخر من "البارتي" و ثالثا "إسلاميا سلفيا إرهابيا" ربما !! ، بالتالي فإن العدالة لا تتحقق في ظل ثقافة و عقلية متخلفة إلى هذا الحد ، و من أسباب تردّد الأمريكيين في تسلم ملف "محاكمة صدام و جوقته" أنهم يدركون حقيقة أن القضاء العراقي ليس في مستوى هذه المحاكمة التاريخية .
لا زلنا نذكر ذلك الأمس القريب ، حين صرّح الرئيس العراقي الجديد ((جلال الطالباني)) أنه سيرفض التوقيع على إعدام "دراكولا بن العوجة" ، و كرر تصريحه ذلك عدة مرات ، ليطمئن البعث الإرهابي إلى صحة الخبر ، بالتالي كان لفتوى الطالباني ، كمرجع سياسي للقاضي ريزكار ، أثر غير قليل على المحكمة ، و من ثم حصول مأساة و مهزلة القضاء "الناعم" بل إن فتاة ناعسة و مدللة كانت لتدير القضاء بشكل أفضل ، أو لنقل أنه لو كان الفنان المصري المرحوم "نظيم شعراوي ـ و الذي جسد دور القاضي في مسرحية شــاهد ما شفش حاجة" قام بإدارة هذه المحاكمة ، لكان أفضل .
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟