أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - أوهام السيد قادر .. من صنعها !!














المزيد.....

أوهام السيد قادر .. من صنعها !!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل الثقافة القومية ، أحد أبرز أسباب التخلف و الدكتاتورية و التفكير ألذرائعي التبريري لكل ما هو مشين ، و العراق يعاني من هذه الثقافة و تداعياتها منذ تأسيسه في العشرينات من القرن الماضي ، و حينما نتكلم هنا عن هذه الثقافة "الإجرامية" ، لا نحصر النقد على الثقافة القومية العربية ـ كون هذه تمثل أغلبية العراق العرقية ـ بل إن الأمر يتعداه إلى القومية "الكردية ـ اخترعوا أخيرا مصطلح الكوردستانية لإثارة المزيد من الحقد القومي" و القومية التركمانية ، فنظام البعث المندحر كان قمة أو نتيجة لتداعيات أُخرى كانت مغروزة في المجتمع ، فمن يراجع أدبيات و خطابات ما يسمى "ثورة العشرين" سيرى أن الثقافة السائدة آنذاك كانت خليطا من "الدين" و "القومية" و أنه حتى الشيعة ، الذين اكتشفوا بعد عقود من تأسيس الدولة العراقية بشاعة هذه الثقافة ، كانوا يعتقدون بشيء اسمه "أمة عربية" أو "أمة العرب" و "الحمية العربية" مع جوانب دينية استغلت في "ثورة العشرين" للتحريض على القتل و المواجهة ، كان الجمع بين الدين و الشعور القومي أشبه بزواج الماء من النار ، بمعنى أنه كان جمعا بين نقيضين .
فالدين ، في حقيقته ، أممي و عالمي ينمي الحس الإنساني ، بينما القومية شعور غريزي حيواني بالانتماء إلى القطيع أو جماعة يجمعها "أب" واحد هو "الأب القائد"!! الذي يعرف مكامن العشب و المراعي التي تتوفر على الطعام ، لذلك نجد أن الهوية "العراقية" مغيبة و مشتتة بين هويات قومية تتنازع الأرض ـ أو بهذه الحجة ـ يقتلون الإنسان من أجل حفنة من التراب ، و الغاية الحقيقية هي حفنة من الطغيان ، من هنا أبضا على الجميع ، ممن يؤمنون بالعراق وطنا للأحرار و الديمقراطية ، أن يقضوا على مصطلحات القومية .
ليس عبر المنع و إزهاق الأنفس، لكن عبر خلق مناهج دراسية سليمة و عصرية و أن نتقبل الثقافة العالمية الجديدة و بدون إثارة المخاوف و التظاهر على مسائل قومية و عشائرية تحت شعار أو بحجة "الحرص على الدين"!! فالدين ، و للأسف ، تحول إلى مجرد طقوس و فرائض و أحكام عرفية عشائرية مخيفة و ستار يختبئ تحته أصحاب الحقد القومي ، و أنصح المتدينين بالقول : إن الإسلام الحقيقي ، و الذي أرجو أن شيعة العراق بالذات يفهمونه الآن أكثر من غيرهم ، هذا الإسلام سوف يتقوى و يظهر جليا كلما طبقنا الآليات الديمقراطية و أعطينا الناس كل الحريات التي يحتاجها أي مجتمع ديمقراطي سليم ، و كنت أود أن أتحدث هنا عن تحاجج البعض بالخوف على "الإسلام" من الحرية "المفلتة" أو غير المنضبطة ، لكن الاعتراض المنطقي الأكبر الذي يجب أن يفهمه هؤلاء هو أن عليهم أن يمتلـــكــوا الحرية "أولا" ثم فليفكر المجتمع مستقبلا في ضبطها .
و من هنا يتبين لنا أن الدين يلعب دورا في منع القضاء على الفكر القومي ، خصوصا و أن هذا الفكر يستند كثيرا على مسائل دينية ، و هذا الأمر يظهر بشكل واضح للعيان في مذهب "أهل السنة" حيث نجد رجل الدين يرتدي الثوب "القومي" ، فالسني العربي ـ مثلا ـ يعظ مرتديا "العقال العربي" و السني الكردي "اللفة و الشلوشابك" و هو اسم الزي القومي الكردي ، و السني التركي يرتدي "الطربوش" ، من هنا نجد أن للدين علاقة متلازمة مع الشعور القومي .
الأمر المهم الآخر الذي يجب أن يلتفت إليه العراقيون ، أن بعض الأحزاب و كتل "التوافقات" و التي هي من مخلفات حزب البعث الإرهابي ، تتقبل ما يسمى بالفدرالية الكردية ، لأنهم يؤمنون بالصراع القومي ، أما فدرالية الوسط و الجنوب ، و هي كما هو واضح فدرالية لا قومية أو حتى دينية ، فهم يرفضونها .
من هنا لا بد أن نعرف أن الفدرالية الكردية تشكل لغما خطيرا في وجه المشروع العراقي الديمقراطي ، و سببا في مواجهة مــستقبلية ستحصل ، و هذا ما أتوقعه ، بين الزعامات الكردية و الولايات المتحدة الأمريكية التي تمقت القومية "كمفهوم سياسي و آيديولوجيا" لا كانتماء بشري و نفسي و ثقافي ، و هي تسعى إلى القضاء على العرقلة القومية للديمقراطية منذ أيام الحرب العالمية الثانية .
على الزعامات الكردية أن تكف عن احتجاز الشعب العراقي الكردي كــرهائن مهددين بالقتل ، و من البديهي أن "العفلقية الكردية" و "البعث الكـــردي" مصيره السقوط و الانقراض ، لكن يراد منا القليل من الصبر لأن الصورة لساحة المعركة بين "الديمقراطية و معسكرها الكبير" و "معسكر القوميين القروسطيين" لم تكتمل بعد ، و أعتقد أنه لم يعد خافيا على أحد أنه لم يعد ينفع الزعامات الكردية و مافياتها اللعب بالعقول ، بالتظاهر بأنهم حــــــلفاء الولايات المتحدة التي يشــــــتمونها في اجتماعاتهم الحزبية ، كما أن قضية الكاتب كـــمال السيد قادر هي أيضا قصة محبوكة من قبل الزعامات الكردية لأنهم يريدون أن يصدق الناس أنهم "فعلا عملاء"!! و الحقيقة أنهم يضطهدون من يدافع عن المشروع الأمـــريـــكي الديمقراطي في العراق و يكرهون الشيعة و كل ثقافة أخرى تحرر الناس من الأوهام ، الولايات المتحدة لا تحتاج أحدا غير الأحرار المؤمنين باللـــه و الإنســان .
E-mail: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد -الرئيس-!! .. الطالباني ؟!!
- مهزلة العقل الإيراني
- ماذا بعد .. الانتخابات !!
- الأمة العراقية .. المشروع الحقيقي للبناء
- طريق الحُرية .. من العراق إلى لبنان
- هل تنكر الحكومة الإيرانية غدا .. مأساة الطّف !!
- مؤتمر الوفاق الوطني العراقي .. الضّحايا و الجلاّدون !!
- كيف غرق - الحكيم - في وحل .. نجاد !!
- سُنّة معاوية !! .. شيعة معاوية !!!
- دعوة إلى المفكّرين و الكُتّاب و الصّحفيين العراقيين
- مُفكّرون و مخرّبون .. و .. خفافيش الظّلام
- سقوط (( الثّقافات )) الانحطاطية ..-
- التاريخ : عندما يكتبه .. الإرهابيّون
- (( الإخوان المسلمون ... و التدمير المزدوج )) !!
- المواطن العراقي .. أم ال(( الطفل )) العراقي ...-
- كيف تصبب الجعفريّ عرقا .. خجلا من أفعال حثالة العراق !!
- هل فقد العراقيون عقولهم ..-!!
- العقل .. و العقل المزيف - على هامش محاكمة الطاغية و أذنابه) ...
- الحديقة الخلفية للإرهاب
- شمـال العراق و ثقافة الصّــــــنم


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - أوهام السيد قادر .. من صنعها !!