أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .















المزيد.....

الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك ازمة عراقية خانقة حد الموت ’ وازمات العراقيين لا تشبه غيرها ’ فأزمة التسلط البعثي الفاشي لا مثيل لها ’ وازمة ثلاثة حروب وحصار مدمر هي الأخرى لا مثيل لها ’ وازمته الراهنة بكل بشاعاتها ودمويتها ورعبها هي ايضاً لا سابق لها ’ ازمات العراق تبداء دائماً بمجزرة تتواصل وقبل ان تنتهي بآخرى تهيء له مستلزمات مجزرة جديدة ’ انها ازمات مسلسل المجازر .
يعتقد البعض ان ثروات العراق وجغرافيته وتاريخه وحضاراته وخصوصياته وتراكمات الوعي المعرفي فيه ’ تلك هي اهم اسباب ازماته ’ ويعتقد البعض الآخر ان الأسباب في اهله وتكوينهم الأجتماعي والقومي والطائفي والمذهبي وامتداداته الخارجية وبشكل خاص جواره الجغرافي ’ وهناك اجتهادات عديدة مما جعل الآمر معقداً بالنسبة لبسطاء الناس وانصاف المتعلمين وانا واحد منهم’ وفي هذه الحالة نترك التفلسف في الآمر الى المتخصصين في علوم التاريخ والمجتمعات ’ لكن هذا لا يمنعنا اطلاقاً من تناول الأزمة من زاويتها الأقرب الى متناول البصيرة والأسهل للرؤيا ’ ونبداءها من الأزمة التي تفجرت بعد ثورة 14/تموز/58 الوطنية وتواصلت وعلى مراحل والى يومنا هذا .
قبل ثورة 14/تموز تشكلت جبهة الأتحاد الوطني بين بعض الأحزاب وكانت شعاراتها واهدافها وطنية وقومية واجتماعية وسياسية محددة ’ فجاءت ثورة 14/تموز’ انجزتها وتجاوزت افقها بأنجازات وطنية على اصعدة الأستقلال الوطني والتحرر والديموقراطية وحققت مكاسب اجتماعية واقتصادية وكانت تسابق الزمن من اجل تحقيق المزيد وفي جميع المجالات ’ وفي هذه الحالة وفي حينه كان مفروضاً من القوى التي كانت مؤتلفة في جبهة الأتحاد الوطني وكذلك الحركة الكردية التي كانت آنذاك خارج الجبهة وضمن تحالف ثنائي مع الحزب الشيوعي العراقي ’ ان تلتف متحدة حول قيادة الثورة متصدرة نضالات جماهيرية موحدة وبأرادة الناس ومن اجل مصالحهم وضمان مستقبلهم تدفع بالأوضاع سلمياً نحو افاق افضل .
الأمر كان معكوساً تماماً’ تمزقت جبهة الأتحاد الوطني بحكم ولاءاتها غير الوطنية ومزقت معها صفوف الحركة الجماهيرية وادخلتها في عتمة من الصراعات العبثية واشغلتها عن اهدافها وابعدتها عن دورها في دعم الثورة الوطنية وحماية انجازاتها الفتية ’ ودخل بعضها طرفاً موتوراً في المؤامرة الدموية ضد العراق واهله ’ حتى وجدت ثورة 14/تموز نفسها مخذولة تواجه عنف المؤامرة لوحدها واستمرت صابرة تواكح وتتحدى حتى استشهادها في الأنقلاب الدموي المشبوه صبيحة 08/شباط /63 ’ حيث تفجرت الأزمة وكبرت تشرب من دم العراقيين وتتغذى على مآساتهم .
ثورة 14/تموز بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم كانت ثورة طنية نقية وزعيمها وطنياً لا غبار عليه ’اذن اين تكمن اسباب الأنتكاسة ومن المسؤول عن مصائب العراق ومعاناة العراقيين على امتداد(44) عاناً..؟
هنا يجب ان نقول الحقيقة الممنوعة ... ومن المعيب ان لا نقولها .
كانت الأطراف السياسية بمجملها مصابة بفقر الوطنية وداء البتعية وبعضها بوباء الخيانة الصريحة .
البعثيون والقوميون وبعض القيادات الأسلامية ( شيعة وسنة ) ورغم تناقضاتهم تجمعوا خلف غجرية ابواق القومجي المبتذل جمال عبد الناصر’ صعدوا القطار الأمريكي للمؤامرة القذرة ودخلوا العراق جرائم وابادات وتصفيات بشعة استمرت بدمويتها الى يومنا هذا ’ وبعد ان ابتلعوا بعضهم صدروا جرائمهم حروباً رعناء دفع العراق وجيرانه ثمنها دماءً وارواحاً وثروات وعاهات اجتماعية خطيرة ثم استقروا في العراق طاعوناً تحت الطلب ’ وهم الآن وبعد سقوطهم الأفتراضي يمارسون الدور الأقذر في تكريس الأزمة العراقية وبواجهات قد تتعدد اشكالها لكنها بمجملها من مستنقع الفكر والتنظيم البعثي العنصري الشوفيني .
القيادات الكردية : وبحكم العطب التاريخي لبصيرتهم التحموا انذاك جنباً الى جنب مع عنصريي وشوفينيي وعروبيي المد الناصري المشبوه وفتحوا ابواب كردستان العراق لعناصر الردة والمؤامرة الوافدة دون مراعاة للأضرار التي ستلحق بذات الشعب الكردستاني وبدون مبررات اطلقوا رصاصة الفتنة على ثورة 14/تموز وقياداتها الوطنية ’ حيث فتحوا لاحقاً نار الجحيم على شعبهم بعد سقوط العراق في قبضة المؤامرة’ والقيادات الكردية ظلت والى يومنا هذا الأبعد عن التعلم والعضة من تجارب الأنتكاسات حيث لا يمكن لمن يجعل مدينة اربيل سجناً ومقبرة جماعية لأهل السليمانية وبالعكس ان يحس ويتألم لأوجاع المخاطر التي تهدد شعبه ناهيك عن العراق بكامل اهله ’ وبنفس البصيرة المعطوبة يمارسون الآن دورهم في تعقيد الأزمة العراقية .
الحزب الشيوعي العراقي ( وهنا اقف اجلالاً لضحاياه والمواقف الوطنية لأمجاده ) استمر اسيراً لتبعية دوره كمؤسسات ثقافية واعلامية وحتى استخبارية للدبلوماسية السوفيتية انذاك’ واستمر يراوح بين اخلاصه للوطن والشعب والثورة وبين تبعيته التي فرضت عليه نهجاً غريباً من الأنتهازية والذيلية والأزدواجية’ وترسخت في مسيرته مباديء واعتقادات بأن الوطنية تمر عبر الأخلاص للأممية ’ فأوقعته تلك المفاهيم والقناعات في مطبات خط / آب / 64 ومستنقع الأشتراكية الرشيدة لعبد السلام عارف ثم جبهة 1973 مع حزب البعث ’ والتبعية لأهواء القيادات الكردية ’ وقد بلغ به الصلف حد الأشتراك في رقصة الموت مع البعثيين على نزيف رفاقهم اعضاء الحزب الشيوعي ( القيادة المركزية ) والآن يضعون كل بضاعة تاريخ وامجاد غيرهم في مزاد المنطقة الخضراء بأشراف ووصاية الدلالة (مرام ) وكطرف في الأزمة العراقية الراهنة .
تلك القيادات ... النخب الرئيسية للعملية السياسية القائمة ’ سليلة الأزمة التاريخية للعراق والعراقيين وسبب من اسبابها’ هي الآن الرموز المؤهلة لتصدر مسيرة عنف المؤامرة الدموية على العراق وشعبه.
وجوهاً لم تستنفذ بريقها بعد’ ولم يُرفع الغطاء عن حقيقة ادوارها كاملاً كمؤسسات تاريخية لتكريس بشاعة الأزمة العراقية الراهنة .
تلك الطبقة السياسية وللأسباب التي ذكرناها واسباب آخرى كثيرة ولواقعها الراهن اصبح من العبث التعويل عليها ولا جدوى من العتب على ممارساتها او مطالبتها بما لا تملك من مواقف ورحمة بهذا الشعب المنكوب بها وبمن يصمم ادوارها .
ان من يحاول ان يرى الأمر من زاوية مقتضيات العملية السياسية الراهنة ( وهذا من حقه ) لكن من حقنا ايضاً ان ننصحه ونقول له لاتربط نفسك حول الجرباء ’ سواءً ان كنت كاتباً او اعلامياً ’ صحفياً سياسياً او مسؤولاً عن صحيفة او موقعاً الكترونياً او اي شياً آخراً ’ ان الأمرفي افضل حالاته صدى لجوقة خداع الشعب وتضليله وتعبيداً لطريق المؤامرة التي تستبيح الآن بلا رحمة حاضر ومستقبل العراق وتسحق بهمجية دماء وارواح اهله في بيوتهم وشوارعهم ومؤسساتهم ومراكز عبادتهم .
صحصح ان قول الحقيقة وبمثل تلك الأجواء المنفلته فساداً تكلف ثمناً وقد يكون باهظاً’ لكن ثقل العار سيكون الأسواء اذا ما تركنا الحقيقة تقاتل لوحدها وتجنبنا رؤية موت اهلنا وسماع صراخ دمائهم ومعاناتهم ’ انها مواجهة حاسمة مع الضمير لا تقبل المساومة والنوم على وسادة خداع الذات وتضليل الرؤيا .
ان شعبنا يقاتل اعزلاً .. ويموت وحيداً ’ وضباع العملية السياسية تشفط دمه وثرواته وتتاجر بعافيته والتحمت اخيراً مع صفوف مجرمي الأمس رافعين راية المؤامرة مخضبة بدم العراقيين .
هناك اكثر من يد تعبث في المصير العراقي وتعطي زخماً لأزمة العراق ’ يد عروبية شوفينية عنصرية’ ويد ايرانية طائفية ظلامية ’ واياد اطماع دولية جميعها تبحث في عتمة الأزمة العراقية عن حصة من كتف العراق القتيل ’ الأرادة الأمريكية قادرة على قطع تلك الأيادي العابثة لكنها حذرة حتى لا يكتسب العراق حريته وقدرته على الأفلات من قبضة الجميع ’ ومنها قبضة المشروع الأمريكي الأكبر.
سماسرة الطبقة السياسية الراهنة اكتسبت تبعيتها وذيليتها وارتزاقها فوة العادة ’ واصبحت ركيزة من ركائز الأزمة العراقية وعبئاً على حاضر العراق ومستقبله ’ ويجب ولمصلحة العراق ومستقبل العراقيين التخلص من تلك الطبقة الرثة وتجاوز دورها .
دور من هذه المهمة التاريخية الحاسمة ... ؟
انت ايها البديل .. القريب البعيد .. الواقع والحلم ..الجراءة والتردد .. الى متى تبتلع صراخك.. ؟ وتحبس كلمة الحق فيك ..؟ وتقيد تمردك بحبال خوفك .. ؟ وتنتظر عبثاً عودة الروح الى فطائس العملية السياسية او تحاول استحلاب بعوضها ... ؟.
دليلك مآساة العراق ودم العراقيين فأعلن ادانتك لرموز الأزمة ’ واجهم بالحق والفكر والمعرفة وبوعي وارادة الناس ارميهم خارج جدار الزمن العراقي القادم .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة
- في بيتكم ملثم ...
- يعينك الله يا عراق
- عبد الكريم كل القلوب تهواك
- ديموقراطية بيان رقم 1
- الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.
- الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا
- اعترافات عراقيي الخارج
- حصار الأحتلال والموت والقوائم الفائزة
- من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة
- هل من شك ... ؟
- شكراً للرئيس مام جلال


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .