أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - حلبجة : شهيدة المدن العراقية














المزيد.....

حلبجة : شهيدة المدن العراقية


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 08:44
المحور: حقوق الانسان
    


كان يوماً اسوداً من ذلك الزمن العفلقي الأكثر سواداُ ’ حلقت غربان البعث واختطفت سماء حلبجة واغتصبت ارضها ’ ثم بسملت وكبرت وبسيوف غازاتها السامة ذبحت حلبجة ومثلت بجسدها الطاهر وتركت موت العقيدة البعثية تبحث في زواياها المرتعبة عن بقايا حياة في اجساد اهلها .
في 18 /اذار ـ 1988 انتحر العدل الكوني وتكشفت عورة منظمات حقوق الأنسان وعهر المباديء الدولية وكثر الذين اشرفوا على تنظيف مخالب وانياب الزمر البعثية من نزيف ابنة المدن العراقية وشهيدتها ومنبع حزنها وعروسها التي استقرت مخضبة بمصائب العراق في عمق الضمير العراقي.
لا تحزني حلبجة : اذا ما شاهدتي من يتباكون نفاقاً على محنتك ويدعون كذباً تمثيلك او ناطقين بأسمك وهم يعيدون قتلك ثم دفنك في مقبرة المساومات والأبتزازات وانتزاع المكاسب الحزبية والعشائرية والفئوية على حساب ثأرك وكرامة الوطن والأنسان .
لاتحزني فجميعهم ليس بمقدورهم الألتفاف على ثأرك ’ انه مزروع في قلوب ووجدان ثكالى وارامل وايتام المقابر الجماعية على امتداد الوطن .
سوف لن يصدقوا ضحاياك وضحايا الأنفال والكرد الفيلية وعرب الأهوار والدجيل وهم يرون الصلف وقد طفح خزياً وعاراً ومذلة في احتفالات ودية بين مجرمي ومعارضي الأمس ’ يتصافحون ويتعانقون ويلتسقون ببعضهم على سرير محنتك ومعاناتك وثأرك .. لا تصدقي المفردات الجافة من الحزن لخطبهم وتصريحاتهم ودموعهم الأكثر تزلفاً من دموع التماسيح ’ انهم بلا خجل ولا ذمة ولا وفاء ركبوا سفينة المنطقة الخضراء واجتمعوا حول طاولة الفرهود يحتفلون ويتصارعون ويتهمون بعضهم ويتراشقون بعيوبهم وفضائحهم ثم يتقاسمون الغنائم مكاسباً حزبية وطائفية وقومية ’ متفقون على مواصلة رحلتهم داخل سفينة المنطقة الخضراء جتى الطرف الأكثر سؤً من المآساة العراقية ’ انهم خذلوك مثلما خذلونا .
يا ابنة المدن العراقية ورمز مآساتها وام مجازرها لا تطوي صفحة مجزرتك ومآساتك وثأرك واتركي الجرح مفتوحاً بأنتضار مجازر بعثية آخرى’ لقد استطاع قبطان السفينة السفير السلفي زلماي خليلزاده ان يخلط في طبخته الغريبة المريبة جلادي ومعارضي الأمس ويضع اوراق مسلمي وعلمانيي وسلفيي وبعثيي وشيوعيي وديموقاطيي وتقدميي وقوميي العملية السياسية في قدر واحد وجعل من النزيف العراقي وقوداً حتى تنضج وتكتمل تلك الطبخة ويتذوق الناس الطعم القاتل لجمهورية البعث الثالثة .
حبيبتنا .. شهيدتنا .. هويتنا حلبجة : فقط ’ وبصدق ولوعة سترتدي قلوب بسطاء العراق وفقراءه سواد الحزن الموروث’ سيبكونك ابناء العراق’ المستضعفين المخدوعين المستغفلين الطيبين حد السذاجة والذين انجزت ثقتهم واصواتهم وعفوية ارادتهم ملحمتي الأنتخابات والأستفتاء على دستورهم الدائم .
سيحتفلون حزناً بذكرى مصائبك وفي دموعهم وبقايا املهم ورفضهم التاريخي سيسقون الثأر المقدس لمجزرتك ويعيدون فرح رفع الحيف الى عيون اهلك .
يا صبية المدن العراقية وام مصائبها ومهما واصل الزمن الفاجر اعادة قتلك وجلد عراقك وتعذيب ابناء وطنك’ فأن دموع الفقراء والمعذبين والضحايا ستسقي العافية لشتلات بدائل الثأر الوطني ... انها ابتداءت تتشكل فعلاً وتكبر وتتحدى فعلاً .
حلبجة ... هوية حزن الأنسان العراقي ’ اطأنك ’ ان ثأرك لا زال حياً في ضمائر ابناء كردستان وابناء الجنوب والوسط العراقي وابناء المكونات المضطهدة الآخرى ’ وان مآساتهم المتواصلة ستزيدهم قناعة وايماناً بأنهم هم وحدهم العراق’ وهم الأنسان التاريخي لهذه الأمة الخالدة بحضارتها وجغرافيتها وتراثها وثرواتها وذاتها وحزنها ’ وان الوعي الجمعي بداء يشرق صبحاً يزيل ويتجاوز ضبابية وتضليل مرتزقة النخب السياسية الطارئة .
حلبجة العزيزة ’ يا مدللة المدن العراقية وضحيتها ’ بدموع حزن العراقيين لمصيبتك اغتسلي من اكاذيب وتشويهات المدعين ... استمعي فط للتأبين الصامت لأبناء العراق ’ والدموع الصارخة المحتجة عل المجازر الوحشية للنظام البعثي الشوفيني العنصري ... توسدي حزنك وانتظري ’ فأبناء كردستان والجنوب العراقي ووسطه سيجتثون بمعاول الوعي والمعرفة والتلاحم المصيري عاهات التطفل والتضليل والخداع والأنتحال عن حقيقتهم ’ ويغسلون حاضرهم من سباخ واشواك الطائفية والعنصرية وضيق الأفق الحزبي ’ ويعيدون زراعة فسائل الأخاء والمودة والتسامح والأنسجام تحت شمس الهوية العراقية المشتركة ... ويهتفون بصوت واحد : نحن العراق ... والعراق لنا وحدنا ... وعاشت حلبجة رمزاً وهوية مشتركة لنا ... وعاش حلمنا العراقي الخالد .
17/03/2006 برلين [email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة
- في بيتكم ملثم ...
- يعينك الله يا عراق
- عبد الكريم كل القلوب تهواك
- ديموقراطية بيان رقم 1
- الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.
- الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا
- اعترافات عراقيي الخارج
- حصار الأحتلال والموت والقوائم الفائزة
- من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة
- هل من شك ... ؟
- شكراً للرئيس مام جلال
- الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - حلبجة : شهيدة المدن العراقية