أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الحالة العراقية : الى اين ... ؟















المزيد.....

الحالة العراقية : الى اين ... ؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امريكا دفعت بصدام حسين ونظامه البعثي الى مرحلة احترق فيها محلياً واقليمياً وعالمياً’ واصبحت قضية ازاحته لا تثير الأستغراب وردود الأفعال الا ضمن نطاق ضيق من المرتزقة والمنتفعين’ فأستبدلته بالأحتلال’ وحتى لا يفلت العراق من قبضتها احتفضت بحزب البعث ككيان دون ان تلحق اضراراً كبيرة بمؤسساته واجهزته واسلحته وثرواته وامتداداته الأقليمية والدولية’ومن اجل تهيئة الحالة العراقية بما يتناسب ومشروعها الأكبر قامت بتدمير الدولة وعلى جميع المستويات محتفظة بالبعث كدولة في الظل كما اسلفت .
ان لعبة التوازنات الحاصلة يجب ان تمر عبر الفوضى والأرباك العام دون النظر الى حجم الثمن الذي سيدفعه العراق حتى يحقق المشروع كامل اهدافه ’ كان على قوى الأحتلال ان تمسك بيدها جميع الأوراق المؤثرة في اللعبة التي يطلق عليها ــ العملية السياسية ــ ’ فاشرفت على خلق طبقة من السياسيين منزوعي الأرادة فاقدي الهوية عبر تشكيلة مجلس الحكم الموقت وحكومتي الياورــ علاوي وامام جلال ــ الجعفري تدور بشكل وآخر في فلكها وداخل محيط مشروعها’ فكان نهج المحاصصة الطائفية والقومية وحالات الفساد والأختلاس والفرهود والمحسوبية ومظاهر السقوط الآخلاقي الآخرى المصيدة التي وقعت فيها النخب التي استورثت نضالات وتضحيات ومآساة الشعب العراقي’ واصبحت اسيرة للأرادة الأمريكية رغم افتعال بعض ردود الأفعال والأرهاصات واحياناً الشطحات المسموح بها بغية الحفاظ كل على قطيعه الطائفي والقومي والفئوي حتى لايصبح ذلك القطيع بتأثير ضغط المعاناة جزاءً من حركة جماهيرية مستقلة لها وعيها وارادتها ومصالحها تسير بطريق اهدافها حتى تبلغ مرحلة البديل الوطني .
امريكا لها مصالحها واجندتها واهداف مخططاتها’ اصدقائها وحلفائها كل من يتجند بأخلاص لخدمة مشروعها الأكبر بعد ان يخلع جلده العراقي ويمزق هويته الوطنية’ وحتى ديمقراطيتها وتحريرها ودعمها مشروطاً بدخول ثمارها في جيب مصالحها .
هذا الأمر يجعلها غير صادقة اطلاقاً بوعودها وعلاقاتها وصداقاتها ’ لكنها وبحكم ثقلها يكون سراب وعودها مفروضاً ومقبولاً ومغرياً احياناً ويجعل الأخرين يهرولون لاهثون حتى يسقطون على صحراء عطش خيبتهم .
الطبقة السياسية التي تشكلت امريكياً والفاسدة بكل المقاييس تمارس دور الأفيون لتخدير وتجهيل واسغفال الشعب العراقي والهائه عن رؤية واقعة واسباب ازمته ومآساته .
امريكا غير مستعدة اطلاقاً للتضحية بروابطها التاريخية مع تركيا ومصر والسعودية مثلاً من اجل الطموحات الكردية ــ جغرافية و سياسية ــ ’ انه امر لا تسمح به المصالح العليا للنفوذ الأمريكي المنفلت ’ كذلك ان مصالحها الحيوية في منطقة الخليج والمحيطين العروبي والأسلامي لا تسمح بأقليم جنوبي يصبح جسراً لعبور المصالح الأيرانية المقلقة ’ والديموقراطية كذلك يجب الا تتجاوز حدود اللسان والقلم او ان يكون لها دوراً وفعلاً قد يؤثر على ما هو مرسوم مسبقاً ومفسداً للنوايا الخلفية .
الطبقة السياسية التي نزعت تاريخها المعارض ولبست الثوب الجديد للموازنة الأمريكية وتوظفت في مؤسسة العملية السياسية ’ تعرف تلك الحقائق اكثر من غيرها لكنها حريصة راضية او مضطرة على اكمال دورها حتى نهايته ’ وهذا الأمر لا يمكن انجازه من دون ان يكون لها قطيعها الطائفي والعنصري والفئوي الذي تقايض على حجمه من اجل استمرارها طرفاً مغرياً منتفعاً من لعبة الموازنات وحارساً لا يمكن الأستغناء عنه لحماية المشروع من عبث الهزات الجماهيرية المحتملة دائماً .
الدوائر الأمريكية ( الأحتلال ) يدرك حقيقة آخرى يجب التوقف عندها ومعالجتها تتمثل في ورقة الشعب العراقي وصعوبة الأمساك بها والأطمئنان الى امكانية انسجامها مع الأوراق الآخرى للعبة التوازنات .
الأنسان العراقي كالزئبق ’ لايمكن احتوائه في كف واحدة ’ انه حالة فكرية وحضارية واجتماعية وجغرافية لا تشبه غيرها ’ انه كالصحراء صبراً وغموضاً ومفآجاة ’ قد يسحقه الغرباء والطغات والغزات والخونة ايضاً ’ لكنهم ينسخقون عليه في نهاية الأمر ’ ويخرج من المحن دائماً ذاك العراق .
الأمريكان يدركون وادركوا حقيقة الشعب العراقي وصعوبة التعاطي خطاءً معه على اساس الألتفاف على قضيته ’ لكنهم يجربون عملية انهاكه واذلاله وتمزيق ارادته عبر نزيف دماءه وارواحه وافقاره وتدمير ركائز امنه واستقراره ومواصلة تعذيبه اليومي عبر المفخخات والمتفجرات والعبوات والأحزمة الناسفة والخطف والأغتصاب والذبح والتهجير ومخاطر الفتنة البعثية .
الشعب العراقي مصراً على تجاوز الأنتكاسة والعثرات والمصائد اليومية مواصلاً خطواته ينجز ما ينبغي عليه انجازه ويرمي الكرة دائماً بوجه اللأعبين غير الأمناء محليين او مستوردين .
الشعب العراقي لم يتجاوز ازمته بعد ولم يتحرر من ضغط حالة الأرباك والفوضى المفروضة عليه’ ولم يخرج من شرنقة الولاءات الطائفية والعنصرية’ ولا زال منشغلاً حد المستوى المؤسف بفورة الأحقاد والعداوات والصراعات والتصفيات بين ابناء الوطن الواحد بعيداً عن الهم والمصير المشتركين .
الخلافات والصراعات والأتهامات والأستقطابات المضحكة وغيرها من الهلوسات المفبركة’ ما هي الا ادواراً تؤديها تلك الطبقة السياسية المنتفعة’ لا تستند الى ايةَ دوافع وطنية او خلفيات صادقة انسانياً واجتماعياً’ لهذا لا يؤلمها الوجع العراقي الكبير ولا يحزنها مآساة ومعانات الناس خاصة بعد ان تحولت ضمائرها الى منافع قذرة تتضخم في حساباتها المصرفية .
العملية السياسية والحالة العراقية بمجملها وكما هو مخططاً لها ’ والصيغة التي ستنتهي اليها وكلفتها والثمن الذي على العراق شعباً ووطناً ان يدفعه والضريبة المفروضة دماءً وارواحاً ومعاناة مقرونة بخطوات الموت العراقي المتواصلة قد تستمر اعواماً او عقوداً اضافية وبثمنها المحسوب مسبقاً وقد يستمر العراق غارقاً بمآساته ’ الا في حالة واحدة قادرة على اختصار طريق المحنة ’ هي عندما تخرج بذور البديل الوطني كيانات تنظيمية وفعلاً معرفياً ومواجهة فكرية وردود افعال سلمية مؤثرة ورفضاً حازماً متحضراً وفرض واقعاً اجتماعياً وسياسياً وثقافياً بعيداً عن عدوى الخراب الأخلاقي والفساد الأجتماعي المتدفق من مستنقع الأنحطاط الطائفي والعنصري والفئوي والشخصي داخل المنطقة الخضراء .
متى ينجذب ويتجمع البديل الوطني حول ذاته ’ وتتكون له ارادة قادرة على حمل معاول تغيير الحاضر وبناء المستقبل ودفن التاريخ البغيض للأنحرافات القاتلة .
متى سيكون هذا البديل قادماً ... متى ... متى ... ؟



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة
- في بيتكم ملثم ...
- يعينك الله يا عراق
- عبد الكريم كل القلوب تهواك
- ديموقراطية بيان رقم 1
- الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.
- الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا
- اعترافات عراقيي الخارج
- حصار الأحتلال والموت والقوائم الفائزة
- من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة
- هل من شك ... ؟
- شكراً للرئيس مام جلال
- الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية
- مرام : قطارٌ للكذب والرصاص
- دعونا نفرح بأنجازاتنا
- هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الحالة العراقية : الى اين ... ؟