|
سابيكا الشيخ ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 14:17
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
في زحمة الأحداث على الصعيد العالمي والمحلي ، زواج الأمير البريطاني وأحكام الصوم التي تبثها وسائل الإعلام وقنوات التلفزيون ، في هذه الزحمة ،ضاعت سابيكا .. لكن من هي سابيكا ؟ لم أسمع بهذا الإسم قبل اليوم ، لكنني علمتُ من بناتي بأن طالبة باكستانية ، تدرس ضمن مشروع”YES “ في أمريكا قد قُتلت هي وعشرة آخرون من طلاب مدرسة ثانوية في مدينة سانتا- في ، تكساس، إثر هجوم بالسلاح نفذه فتى في السابعة عشرة من عمره . وهذا الصباح ، تلقيتُ رسالة صوتية من صغيرتي ، والتي تدرس ضمن نفس المشروع ، تُخبرنا فيها بأنها وعند وصولها الى واشنطن ، وقبل توزيع الطلاب والطالبات على العائلات في مختلف ولايات أمريكا ، قد زاملت هذه الشهيدة في السكن ، واحتلت صغيرتي السرير العلوي ،بينما كانت سابيكا في السرير السُفلي . كانت صوت صغيرتي متهدجا وغُصت بالبكاء ، "إنه أمرٌ حزين وحزينٌ جدا"، هكذا قالت صغيرتي قبل ان تجهش بالبكاء . فاعتصرني الألم ، ألم فقدان عزيز ... فقدان صبية في السابعة عشرة من عمرها ، ربطتها بفرد من أسرتي الصغيرة ،علاقة دامت أياما معدودة فقط ، لكنها أيامٌ ذات أهمية . ذهبتُ ، وبعد سماع الرسالة ، إلى غوغل ، علّي أتعرف على سابيكا وأرى صورة لها .. لم أجد سوى صور وزير الخارجية الأمريكي الذي ينقل تعازيه لأسرة سابيكا .. أما هي فبقيت مجهولة . لقد تألمتُ أشد الألم لألم صغيرتي ، التي تذكر سابيكا وتتذكر أيامها الأولى في واشنطن بصحبتها وصحبة المجموعة المكونة من عشرة طلاب أجانب ، جاءوا الى الولايات المتحدة للدراسة سنة كاملة في المدارس الثانوية ، وليعيشوا مع عائلات أمريكية ويتعرفوا على ثقافة هذا البلد . وفي تصريحات لوالد سابيكا ، قال بأنها كانت الشريان الرئيسي للعائلة ، وهذا ما أفهمه حق الفهم ، فصغيرتي المتواجدة هناك ، هي شريان عائلتي الصغيرة .. وقال أيضا بأنها كانت تتناول قضايا أكبر من جيلها ، ويا لصدق العبارة ، فصغيرتي تُعنى بقضايا كبرى ، أكبر بكثير من عمرها ، وتتجاوز هموم المراهقين .. وأضاف بأنها ، أي سابيكا ، كانت ذكية ، وهذا أمرٌ لا شك فيه ، فمن خلال معرفتي الشخصية مع البرنامج الأمريكي ، والذي تُديره وزارة الخارجية عبر سفاراتها وملحقياتها الثقافية ، والذي يحظى بتنافس شديد ، ومعرفتي بعملية الاختيار ، بدءاً بالامتحانات الكتابية وانتهاء بالمقابلات الشخصية ، اعرفُ بأن من يُقبل لهذا المشروع هو من صفوة الصفوة ، ذكاءً ومهارات شخصية وقدرات على التواصل الذكي . لن أُبالغ ،إذا قلتُ بأن خسارة عائلة سابيكا لا تُعوض ، وسيبقى الجرح نازفا ولن يلتئم . ومع أن العنفَ مستشرٍ في المجتمعات البشرية ، فإن وِزر دم سابيكا وغيرها من الشباب والصبايا في الولايات المتحدة ، الذين يدفعون حيواتهم ثمنا ، لفوضى السلام ، وزر دمائهم جميعا ، هو في رقبة لوبيات السلاح وفي رقبة الإدارات الأمريكية المتعاقبة . أما أنتِ يا صغيرتي ، فليس بيدي سوى مواساتك .. وها أنتِ تتعرفين باكراً في حياتك ، على جشع تجار الأسلحة ، الذين لا تهمهم حياة البشر بقدر اهتمامهم برصيدهم في البنوك .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعماق ..!!
-
سر إعجابي بمحمد بن سلمان ....
-
إنها حقاً مؤامرة ..!!
-
نساءٌ في قائمة العشرة المُبشرين ؟!
-
التحرش والقمع الجِندري ..
-
لو أنّ..؟!
-
لحظاتٌ لا تُنسى .
-
جان الساخر ..!!
-
وين العرب وين ..؟
-
فُخّار يكسر بعضه ..
-
كثيبا مهيلا ..
-
هل كسبتُ الرِهان؟!
-
هرم ماسلو والوهابية .
-
ذاكرة الروح
-
عُنصرية وأفتخر ..
-
الشعرة التي لم تهتز ..
-
ليسوا لكم ..
-
إنكار أم مُكابرة ؟!
-
المثلية والأيديولوجيا ..
-
اللي بطلع من داره بقِّل مقداره ..!!
المزيد.....
-
بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا
...
-
تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
-
شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
-
الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
-
الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
-
تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس
...
-
البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية
...
-
احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا
...
-
الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال
...
-
إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|