أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - موسم التهجير إلى الشمال ونصيحة قلم














المزيد.....

موسم التهجير إلى الشمال ونصيحة قلم


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موسم التهجير إلى الشمال ونصيحة قلم
د.محمد أحمد الزعبي
08.05.2018
أفقت صبيحة هذا اليوم على وقع أقدام النساء والرجال الألمان ، الذين كانوا يهرولون في الشارع المجاور لغرفة نومي وهم مسرعون إلى أعمالهم كعادتهم ( التي كنت أتمنى أن تكون عادتنا في بلادنا العربية مثلهم ) في كل يوم عمل من أيام الأسبوع . بادرت أيضا كعادتي ، مسرعاً إلى التلفاز علني أجد في أخباره الصباحية نصراً أو بعض نصر لثورة آذار 2011 السورية على نظام ذلك الديكتاتورالطائفي والفاسد بشارالأسد ، عدو الحرية والكرامة والعدالة وحقوق الإنسان ، والمتحالف حتى القتل والتدميروالتهجير مع أمثاله من الطغاة الفاسدين في موسكو ومن الطائفيين في طهران و لبنان . لقد خيب التلفاز أملي ، وكان كل ماسمعته وما رأيته فيه هو ( التهجير ، ثم التهجير ، ثم التهجير ) تهجير أكثر من 80%من الشعب السوري إلى الشمال (!!) ، ولكن أي شمال هذا ؟! ، إنه ليس شمال الطيب صالح ، في روايته ( موسم الهجرة إلى الشمال ) ، إنه شمال حسن نصر الله ، وشمال شماله ، بل وربما شمال شمال شماله أيضاً (!!) ، فيالعار تلك العمائم واللحى التي لاتخاف الله . أغلقت التلفاز ، وعدت مكسوفاً ويائساً الى جمجمتي أبحث داخلها عن طبيعة وعن أبعاد هذا الشمال ، بل هذه الهجرة القسرية إلى الشمال . لقد كان تساؤلي الكبير هنا : ولماذا إلى الشمال وليس إلى الجنوب أو الشرق أو الغرب؟ ، بل ولماذا هذا التهجيرأصلاً (!!) ؟ ، ومن هو المهجّر ( بفتح الجيم ) ومن هو المهجّر( بكسر الجيم )؟ ، وهل يمكن لهؤلاء المهجرين قسرياً أن يعودواإلى قراهم ومدنهم وبيوتهم التي هجروا منها ذات يوم ؟ ومتى ؟ ، وهل يمكن أن يكون المحتلون الروس مدمري حلب الشهباء والغوطة الشرقية الشماء هم الخصم والحكم في آن واحد على قاعدة ( حاميها حراميها )؟! ، وهل ستحقق هذه الهجرة القسرية لهؤلاءالمهجرين ، من جهة ، الأمن والأمان اللذين افتقدوهما في مقارهم الأصلية التي اقتلعتهم منها جيوش بشارالأسد وحلفائه الروس والطائفيين بقوة السلاح ؟، ومن جهة أخرى ،جرعة ماء نظيف وكسرة خبزغيرمغمسة بالدماء طالما افتقدوهما طوال سنين الحصار التي لاأعرف من جهتي عددها ؟ .
أسئلة صعبة ، بل وعصية على الإجابة الصادقة ، الموضوعية والعلمية والأخلاقية ، ولا سيما أننا في عصر ( المجرم والكذابين الأربعة ، إن لم اقل أكثر ) ، الأمر الذي معه نصحني قلمي أن أرحمه وأن أغلق فمي وفمه معاً ، وأن أكتفي بقلقي وأخزنه في جمجمتي إلى جانب قلق بان كيمون ، فلعل المستقبل القريب أو المتوسط أو البعيد ،يحمل لنا نحن أبناء ثورة آذار المجيدة مفاجأة الخلاص من أسطورة التهجيرإلى الشمال ، بل من " أصحاب الشمال " أنفسهم وكلهم . لقد استمعت إلى نصيحة قلمي ،وأغلقت فمي وفمه . ولكن قبل أن اغلق عيني استعداداً للنوم بعد أن عدت إلى الفراش ، رن جرس الهاتف ، وإذ بصديق يقول لي ، إ سمع يافلان ماذا يحدث الآن في لبنان . سمعت ( عبر الهاتف ) "حشداً شعبياً " لبنانياً يهتف بصوت جهوري:" بيروت صارت شيعية " تمتمت بقول " لاحول ولا قوة إلا بالله " ثم أغلقت عيني قبل أن تبدأ دموعهما بالصراخ ، لمتابعة النوم ، عسى أن تتحقق أمنيتي في نجاح الثورة وهزيمة أعدائهافي النوم ، بعد أن خذلني التلفاز والهاتف في اليقظة . بيد أن جرس هاتفي اللعين رن من جديد ليسمعني صديق آخريهمس في أذني قائلاً: يا فلان ألست أنت من كتب ذات يوم ( وما النصر إلا ّصبر ساعة ) ؟، قلت نعم ، قال أنصحك إذن أن تعود إلى قلمك ،وتصبرتلك الساعة.
نعم لقد أطعت نصيحة صديقي وخالفت نصيحة قلمي .




#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بين القاتل والمقتول شعرة معاوية
- الثورة السورية والثلاثيات الثلاثة
- الغوطة الشرقية بين الموت والتهجير
- الضربة الثلاثية -أما بعد
- مؤتمر أنقرة الثلاثي والأيادي الستة
- الدول الكبرى وأكذوبة داعش
- عيونهم تسأل ودموعهم تجيب
- الثورة العصية على السقوط والقنوط السبع العجاف
- الثورة السورية بين السقوط والقنوط
- مخواطر من وحي اليوم العالمي للمرأة
- خواط من وحي اليوم العالمي للمرأة
- الغوطة الشرقية بين مجرم وأربعة كذابين
- في سوشي ابحث عن الدور الأمريكي
- الثورة السورية بين الأمس واليوم
- الإسلام السياسي ، محاولة في تحديد المفهوم
- خاطرتان حول الثورة السورية
- الهجرة الإضطرارية ، الأسباب والنتائج
- مؤتمر الرياض وتعويم بشار
- الأزمة اللبنانية المتجددة
- لغز استقالة سعد الحريري من السعودية


المزيد.....




- حلم كل مسافر.. هذا المطار لم يفقد قطعة واحدة من الأمتعة منذ ...
- الإعلام الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويقلب الطاولة عليه: لن نلعب ...
- عنف المستوطنين يضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ...
- نتنياهو يريد بقاء حماس في السلطة، -ودوافعه الخفية كُشفت- - ج ...
- الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث تشديد إجراءا ...
- مصرع سائق بعد اصطدام سيارته بإحدى بوابات البيت الأبيض (صور) ...
- كل مرة بمليون..الحظ يحالف أمريكية مرتين في أقل من 3 أشهر (ص ...
- عبد اللهيان: احتمالات توقف الحرب في غزة باتت أكثر من السابق ...
- صفقة التبادل تعمّق أزمة نتنياهو وتبدد شعار -النصر المطلق-
- ترقب لمباحثات القاهرة وحماس تتمسك بدور تركي روسي ضامن


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - موسم التهجير إلى الشمال ونصيحة قلم