أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الثورة العصية على السقوط والقنوط السبع العجاف















المزيد.....

الثورة العصية على السقوط والقنوط السبع العجاف


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لابد من الإشارة بداية الى أن الثورة السورية هي جزؤ عضوي من ثورة / ثورات ( الربيع العربي ) ، التي كانت في بعدها القومي والوطني ، ثورات ( الحق على القوة ) و ( الخير على الشر ) و ( الإنسان على التكنولوجيا ) ، إنها ثورات الجماهير العربية على حكام سايكس ـ بيكو الذين نصبهم وسلطهم المستعمرالمتفوق تكنولوجيا على رقاب الشعب العربي منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا ، وذلك بواسطة ( جيوش !!) شكلها ودربها وسلحها هذا المستعمر، ثم سلطها على رقاب هذه الجماهير، بعيدا عن الديموقراطية التي يمكن أن تفتح عيون هذه الجماهير على واقعها الأسود تحت عباءة هؤلاء الحكام ، وتقربها بالتالي من صندوق الإقتراع ( الحقيقي وليس القائم على التدليس والكذب ) ، بوصفه السبيل الصحيح الى الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والاقتصادية والسياسية .
واقع الحال ، لم يكن عام 2011 هو عام ثورات الربيع العربي وحسب ، وإنما كان أيضاً عام انطلاق الثورة / الثورات المضادة لثورات هذا الربيع ، حيث تحالف وتكاتف في إطار هذه الثورات المضادة لثورات الربيع العربي كل من الحكام العرب المستهدفين من الربيع العربي ، وجيوشهم الجرارة ( أو المجرورة ) ، والقوى الإمبريالية والاستعمارية التي اعتبرت أن استهداف عملائها إنما هو استهداف مباشر لها أيضاً . إن الانتصارات السريعة لثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن ، أقض مضاجع القوى الاستعمارية ومضاجع الحكام العرب المرتبطين بها ومن بينهم نظام عائلة الأسد ، فتسارع الطرفان الى التكاتف والتحالف ، وكان عليهم أن يوقفوا ( دومينو ) هذا الربيع على الفور ، وكانت سوريا ـ مع الأسف ـ هي نقطة تلاقي وتحالف هذين الطرفين ، الأمر الذي أسعد عائلة الأسد ، وسمح لها بأن ترفض اليد الممدودة التي قدمها لها ثوار ربيع دمشق وثوار آذار 2011 , بإجراء تغييرات دستورية وقانونية تعطي للشعب بعضا من حقوقه الديموقراطية المسلوبة ، ولا سيما حقه في الحرية والكرامة والعدالة ، ولكن هيهات ، فكيف تقدم هذه العائلة قيد أنملة من التنازل لصالح الشعب السوري ، طالما أنها ( عائلة الأسد ) قادرة على الإستمرار في السلطة دونما أي تنازل للشعب السوري الذي أطلق عليه بشار الأسد منذ يومه الأول إسم ( العصابات المسلحة ) وحدد عددهم ب 640000 قبل أن يغيّر ( هو وحلفاؤه الأقربون والأبعدون ) هذا الإسم إلى ( الإرهابيين ) ويرفعون عددهم من 64 ألفاً إلى الملايين ، وذلك فقط لأنهم يطالبون بالديموقراطية وحقوق الإنسان .

إن سكوت القوى العظمى ( المتفوقة عالمياً عدداً وعدة ) و هي المالكة والصانعة والمستخدمة الأول لتكنولوجيا القتل والدمارالعسكرية ( بدءاً بصناعة الكلاشنكوف ، وانتهاء بتصنيع غاز السارين الذي ضربت به الغوطة الشرقية مرات ومرات ، وأودى بحياة الآلاف من كل الأعمار، مروراً بالقنبلة الهيدروجينية والأسلحة النووية التي قضت على مئات الألوف في ناغازاكي وهوروشيما ) أقول ، إن سكوت القوى العظمى ، على كل ماجرى ويجري في سوريا منذ 18.03.2011 وحتى اليوم ، إنما هو موافقة صامتة مؤلمة ومؤسفة من تلك القوى على تدمير سوريا وإبادة وتهجيرسكانها ، وعن اعتقال مئات الألوف وتغييبهم في أفران سجن صيدنايا وسجن تدمر وغيرهما من السجون الأسدية ،والذين من بينهم عشرات آلاف الأطفال القصر والنساء اللائي مارس شبيحة نظام الأسد ومرتزقته معهن أبشع أنواع انتهاك القيم الإنسانية والأخلاقية وحقوق الإنسان، والتي يخجلني هنا حتى الإشارة إليها .
إن مارأيناه بالأمس في كل مدن وقرى سوريا ، وما نراه اليوم في الغوطة الشرقية ، انما يمثل - من وجهة نظر الكاتب - التحضيرات المسبقة التي كانت تقوم بها عائلة الأسد وشبيحتها منذ عام 1963 ، استعدادا لمواجهة الشعب السوري ، الذي كانت تعرف أنه لن يسكت على ظلمها وديكتاتوريتها ، والذي يعرف لونها وطعمها ورائحتها ، ولا سيما بعد استيلاء ضباطها المحسوبين على حزب البعث ، على ثورة الثامن من آذار1963 (بعد تصفية الضباط الوحدويين و الناصريين والبعثيين الشرفاء وإعلان حالة الطوارئ المستمرة حتى اليوم ) ، ومن ثم على حزب البعث (بعد انقلاب 23 شباط 1966 على القيادة القومية للحزب ) ومن خلاله على الجيش ،( بعد استلام حافظ الأسد لوزارة الدفاع ) وأخيرا استيلاء حافظ الأسد على الحكم عام 1970 (بعد أن تخلص من أكبر خصمين عسكريين له هما المرحومان صلاح جديد ومحمد عمران ) ، والذي ورّثه لابنه بشار عام 2000 م . وكما يعرف القاصي والداني فإن هذا الإبن الوريث قد تنازل ( طوعا أو كرها !!) عن هذه ( الورثة ) الطائفية ( الحكم ) بعد اندلاع ثورة الشعب السوري في آذار عام 2011 ، بداية لآية الله خامنئي و تابعه حسن نصر الله ، ولاحقاً لفلادمير بوتن ، وفتح هذا الثلاثي غير المقدس ( بشار بوتن الخامنئي ) معركتهم المستمرة حتى اليوم ، مع ثورة آذار 2011 السورية ، حيث بلغ عدد ضحايا آلتهم العسكرية ، البرية والبحرية والجوية ، ( حتى يوم أمس فقط ) ماسبق أن أشرنا إليه أعلاه من الضحايا الذين كان أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء .
لاننكر أن هذا التحالف الثلاثي للثورة المضادة للربيع العربي عامة ، وللثورة السورية خاصة ، قد سجل بعض الإنتصارات العسكرية (!!) على الشعب السوري الأعزل وثورته الوطنية هذه الأيام ، وبالذات على المدنيين عامة وعلى الأطفال والنساء والشيوخ خاصة ، ولكن ما ننكره هو أن يسمى البعض ذلك انتصارا لنظام الأسد الوراثي على ثورة آذار 2011 السورية الوطنية ، التي تلخصت مطالبها ( من نظام عائلة الأسد ) منذ البداية وحتى اليوم بالحرية والكرامة ، أي عمليا وتطبيقيا ب ( الديموقراطية وحقوق الإنسان ) ، وهي مطالب شعبية مشروعة ، لايمكن لأية تكنولوجيا ، ولا لأية أيديلوجيا , أن تهزمها أو تنتصر عليها .
إن من يستعين بالقوى الأجنبية على شعبه لابد أن يفقد شرعيته يابشار،ويتحول بالتالي اسمه من رئيس (الجمهورية العربية السورية) الى خائن الوطن ،ألم تسمع الجماهير الثائرة يابن حافظ وهي تهدر ( إللي بيقتل شعبو خاين ) . والخائن يابشار لن تستطيع لا (سوخوي ) بوتن ولا (ياحسين ) الخامنئي وحسن نصر الله ، أن ينتشلاه من مستنقع الخيانة الذي وضع نفسه فيه ، ولا من أن يكون مصيره الحتمي ( مزبلة التاريخ)، إن لم يكن اليوم فغدا ، وإن غداً لناظره قريب .
الثورة لم ولن تسقط أو تقنط يابشار ويا بوتن ويا خامنئي ويا حسن نصر الله ، ذلك أن إرادة الشعب من إرادة الله ، و أن الحق أقوى من الباطل . ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا - الإسراء 81 )، وأنه : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر .ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ، ( صدق أبو القاسم الشابي ) .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية بين السقوط والقنوط
- مخواطر من وحي اليوم العالمي للمرأة
- خواط من وحي اليوم العالمي للمرأة
- الغوطة الشرقية بين مجرم وأربعة كذابين
- في سوشي ابحث عن الدور الأمريكي
- الثورة السورية بين الأمس واليوم
- الإسلام السياسي ، محاولة في تحديد المفهوم
- خاطرتان حول الثورة السورية
- الهجرة الإضطرارية ، الأسباب والنتائج
- مؤتمر الرياض وتعويم بشار
- الأزمة اللبنانية المتجددة
- لغز استقالة سعد الحريري من السعودية
- دور داعش في دعم بشار
- وجهة نظر حول مؤتمر ماسوتشي
- خواط حول الثورة السورية وشلة الكذابين
- قراءة نقدية لكتاب فلينت ليفريت وراثة سوريا
- حكاية خرائب أندرين
- نظام الأسد بين الإنكسار والإنتصار
- خواطر على هامش الأضحى
- وجهة نظر في حل الدولتين


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الثورة العصية على السقوط والقنوط السبع العجاف