أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول المقاطعة المغربية















المزيد.....

حول المقاطعة المغربية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض الناس يحبون الصيد في الماء العكر، بعض اليسارويين أقصد، أما "اليمنويين" (على وزن اليسرويين) فنقدهم مردود إليهم، بعض اليسار مثلا، في العالم المشرقي، ممن انصاعوا لهرولة الجمعات الشعبية القطرية الوهابية في سوريا، كانوا يعتقدون ان مناهضة نظام سياسي معين، فاشي بعثي إلخ... يلزم الانخراط في تأييد أيديولوجيات لا تميز في الولاء لأنظمة هي احقر الأنظمة على وجه الأرض إضافة إلى أنها أكثر الأنظمة سلفية وراديكالية، في واقع الحال، في سوريا مثلا، هل النصرة أو داعش او رديفاتهما هي المطلوبة بديلا لنظام بعثي ؟؟ هذه هي الإشكالية بالنسبة لي من خارج سوريا والمشرق العربي، ولي كل الحق كيساري أن اضعها بهذا الشكل بشكل يحفظ لي في نفس الوقت انتقاد نظام الأسد.. لست مع سياسة البعث لكن في نفس الوقت، لست مع سياسات البعث الإخواني القطري التركي ولا مع سياسة البعث السلفي الوهابي السعودي، هل رأيتم النظام السعودي الآن كيف يضحك؟ كيف يتبرأ؟
في اعتقادي الشخصي، لا السعودية ولا قطر تستطيع أن ترسل قوات للعراق، وإن أرسلتها افتراضا، فتلك اكبر حماقة ترتكب في حق جيوشها ولن أسترسل في الأمر، وربما بعض مظاهر فهم الرسالة واضحة في سلوك رد فعل الدولتين على تغريدات ترامب.
في المغرب حصل نفس الشيء، بشكل مختلف تماما، حتى انتفاضة عشرين فبراير في المغرب لم تغرد اكثر من التفسير حول مضامين بعض الشأن بخصوص نصوص الدستور، بخصوص الملكية، بخصوص القضايا الإجتماعية والغقتصادية بشكل عام .. كانت رزينة وغير مندفعة، وفي ظروف خاصة، انسحبت بعض القوى منها حتى لا تتورط وهي القوى الإسلامية الأردوغانية بالتحديد، تونس كانت حالة متميزة لأنها أساس عرفت كيف تأكل من الكتف، وانا كشاهد عيان، كان لي أخ في تونس يحدثني يوميا عما يقع ويسألني هل نحن لا نعرف ماذا يقع واجيبه بأن الأمر عادي وهو يلح على انه ليس عادي، هو يؤطد ان الأمور خرجت عن سياقها، وأنا اؤكد أن بن علي هو تلميذ إدريس البصري في المغرب، أكلت تونس الكتف، وصاغت فرنسا الامر على انه حكاية قطف الزهور: الياسمين التونسي، وبعده جاءت خرافة الربيع العربي برغم أن وقائع تونس تختلف كثيرا عما هو عربي، يعني كانت أقرب بكثير لما هو إفريقي امازيغي، وطبعا، معروفة فرنسا بروادها الرومانسيين وأبو القاسم الشابي، برغم مناهضته لهم، كان شعره ابنا رومانسيا شرعيا للرومانسية الفرنسية عملا بتلك الفكرة الرأئعة، الإنسانية احيانا: "حاربهم بأسلحتهم".
أحسد التونسيون لبراعتهم السياسية في استثمار الحركات الإجتماعية لأسباب موضوعية: يعتبر انتحار شخص تونسي تلقى إهانة من رجل أمن (هي امرأة أعتقد) موقد للحراك الإجتماعي.
هذه الحالات سجلت في المغرب بسنوات قبل حدوثها في تونس ولم تحرك ساكنا، ونحن على هذه الأهبة من تلقين كرامتنا، انطلاقا من تقبيل حذاء وكيل بميدلت مرورا بطحن شاب في شاحنة المزبلة وصولا إلى اختطاف واغتصاب سجناء، كل هذه الامور الطاعنة في الكرامة لم تأخذ منا سبيلا، والحقيقة أن المغاربة يحبون اكثر نضالا مسالما، نضال حر وموجع في نفس الوقت، وأنا صراحة، برغم راديكاليتي بدأت أتفهم الأمر، امس فقط، نشرت في الفضاءات الإجتماعية زغاريد لمقاطعة منتوجات معينة، تلقيتها شخصيا على اساس أن عناصر من الحزب الحاكم ، لظروف خاصة في المغرب، بسبب حكامة معينة، يسمونها الحكامة الملكية، اخترق مبدأ خاص، منافي للديموقراطية اساسا، اعتبر شخص ما ليس هو رئيس حزب هو رئيس الحكومة، ليس بقرار قاعدة الحزب بل بقرار قوة خارجة عن نطاق الحزب، بقرار من الله سبحانه في المغرب ( لفهم الأمر يجب أن نخضع في المغرب لهذه القاعدة: كل الأحزاب، يسارية كانت أم يمينية هي أحزاب ملكية، نتيجة لذلك يمكن ان نستخلص بانه ليس في المغرب حزب يمثل الجماهير). ولان الأمر على هذه الشاكلة، اعتقدت حسب ما وصلني من التغريدات، ان جناح معين من الحزب الحاكم ضد جناح آخر من الحزب المحكوم، مع مرور الوقت بدات تظهر بوادر أخرى: بعض فصائل اليسار هي من طالبت بالمقاطعة!!
والحقيقة كانت فرجة رائعة في ردود الفعل من الشركات التي مست بالمقاطعة: أنا واحد ممن انتقد المقاطعة، ليس على مبدأ المقاطعة في حد ذاته وانا واحد من المتشبعين بالممانعة نحو سياسة الإستهلاك، بل على مبدإ اختيار شركات بعينها، على أساس التساؤل حول منتوج الشركات التي ليست، لست مستعدا على الإطلاق على مساندة شركة على حساب أخرى، في المطاف الأخير، نحن لسنا بصدد مناقشة التسويق والمنافسة بين المنتوجات، بعض الرفاق أثاروا استحواذ شركات على منشآت عامة، وأنا هنا تحضرني واقعة ماء سيديا حرازم وماء والماس الغازي ، فهي قبلا كانت منشآت عامة، أكثر من ذلك، لم تكن في ملكية أحد، الأمر مثير حقا، يجب أن نعيد الامور إلى نصابها، يجب بالفعل أن نطرح كيف صار ماء سيدي احرازم وولماس شركة خاصة (يمكن ان نتفهم بعض الامور، ليس المشكل فقط مشكل توزيع على أساسه يمكن تحديد سعر هذا المنتوج، ليس أيضا مشكل صناعة ماء، بل هو ماء طبيعي استحوذ عليه وهذا مهم لفهم القضية).
في إنتاج الحليب بالمغرب يمكن أن نستنبط من عدة عوامل تدخل في الإنتاج، على الطريقة المثلى حين يتعلق الامر بمقاطعة منتوج امريكي ك كوكا كولا، والحقيقة هي ان الأمر مدهش تماما، هل مثلا، يوما ما ، أضرب عامل كوكا كولا على جمود اجوره في المغرب، قد أكون مخطئا، لكن بالتاكيد لم أسمع يوما بإضراب عمال شركة كوكاكولا بالمغرب (تضامنت شخصيا مع عمالها في إسبانيا) ، أليس الامر مصادفة غريبة من قبيل محمية؟؟
تعتبر السويد، الدانمارك، النرويج ودول أخرى لا أذكرها الآن، أن أكلات ماكدونالد الأمريكية غير صحية، في المغرب هي أجمل هدية لحبيب !
طبعا لاتستحق المقاطعة لانها امريكية !
في الاخير ، وانا جدير لأحد الرفاق المعتقين في تفسير مشكل مقاطعات منتوجات مغربية، أمدني بتبيان إحصائي يشرح فيه لماذا هذه الشركات وليست أخرى وهو الرفيق، البيان يظهر أن هذه الشركات لها اليد الطولى في اقتصاد المغرب برغم اني متحفظ تجاهه برغم كل المعطيات، مثلا لماذا لا نقاطع كل منتوجات شركات أومينيوم شمال إفريقيا، بالتجربة، في شقها المنجمي، هذه الشركة لا تحترم لا حقوق العمال ولا أجورهم، وأنا شخصيا عملت بها، على سبيل الذكر عملت بشركة "أكا جولد ماينين، طاطا"، هي شركة لا تتوفر حتى على أدني التأمينات على حيات الفرد العامل من قبيل أن يكون حريصا على سلامته الجسدية: وللأسف كان لي صديق فيها رائع في الدراسات العلمية خسرنا صداقتنا منذ صادفته بالمنطقة، هو حاول أن يظهر بانه لا يعرفني وانا حاولت ان أفضح بانه يعرفني، في الأخير خصرت العمل بسببه وبسبب أني لم أقبل شروط السلامة بالمنجم لانها شروط انتحار (بالمناسبة، هذه الشركة تنتمي إلى أومنيوم شمال إفريقيا، وهي شركة ملكية)، لا تحترم حتى أدنى شروط السلامة وانا مسؤول عن قولي هذا لاني عملت هناك وأستطيع أن اثير قضايا أخرى حولها.
بالتراتب النثري لا أستطيع حتى الآن أن اصل إلى المشكلة في قضية المقاطعة، استطيع ان أقول بانها مقاطعة خلقت شرخا سياسيا وصل إلى حد التراجيديا: ردا على المقاطعة ، انتج فيديو جميل، رومانسي على الطريقة المتسائلة، لها بعد فلسفي، أغنية تناشد الأطفال في براءتهم لتناول الحليب، لكن في صورة الفيديو ليس هناك اطفال بل قرود آدمية طاعنة في السن والمشكلة هي انها ليست، برغم انها تتناول وجبة حليب، قرود حليب نوسترال، بل هي على أكثر تقدير تنتمي إلى مؤسسة "أمينيوم سمال أفريقيا"، با للمصادفة ! تنتمي إلى مؤسسة ملكية، في الشريط، يمكن ان نعتبر الأمور بريئة إلى حد اقتحام رموز ملكية( إلى حد الآن لا نفهم الرابط، لعل القائمون على الامر سيشرحون لنا الأمر ) هل مثلا حيلب سنترال مؤسسة ملكية؟ على الأقل يجب ربط الأمور، ماالعلاقة؟؟
في بعض التخريجات، ردا على المقاطعة، هناك تصريحات مثيرة للسخرية من قبيل : من يناهض شركة سنطرال ليس وطني ، وانا طبعا أسال بشكل بريء: متى كان للإقتصاد في المغرب حس وطني؟ وهل انتزاع املاك السلالات لصالح الإستثمار الدولي هو حس وطني؟؟ أقصد بالتحديد ما سيدي علي و والماس، هل هذه المنابع هي صناعة إمبريالية؟ إنها مصادر طبيعية، يمكن استثمار توزيعها بشكل مناسب متفهما لقضية التعليب، النقل، التوزيع، يعني بلغة اقتصادية خدمات، يجب وطنيا تقديم سعر هذه الخدمات بفائدة وطنية، تدخل ضمن الخدمات التي تقدمها الدولة في مرافق عامة هذا مستبعد، يجب فقط أن نعرف ما فائدة فاس من سيدي احرازم على اعتباره منتوج وطني؟؟؟ هل هناك شفافية في المطيات؟؟ هل نحن بالفعل دولة مدنية؟؟؟
لي انتقادات صارمة حول المقاطعة، هي أولا قبل تبنيها كان من المفروض وضع بيانات حول تلك الشركات وهو مالم يكن إلا بعد تفاقم النقد حول المقاطعة.
كانت مقاطعة ارتجالية بسبب غياب كنه مصدرها، وأعتقد أن مواقف تبيررها أنتجت فيما بعد. أومن حقا بان المنتديات الإجتماعية لها أهلية أكثر من المنتديات الحزبية وعليه فالمقاطعة لم تكن حزبية بل هي قوة متسترة فضحت مواقف الجمعيات الاهلية في شؤون الإستهلاك، وهنا يمكن طرح موضوعات اخرى، سأكتفي !



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم يمضي يكتشف ترامب أنه ليس وحده الحاكم
- المعايير الدولية!؟
- الفرجة الدبلوماسية من خلال صدام قوى وازنة
- إذا تهت فاقبض على الأرض
- الكوارث المضحكة
- الله عاهر
- أزرو وحدها الشاهدة!
- إضرابات -القفاز- بمناجم جبل عوام
- عودة إلى أزمنة مهدي عامل الرائع
- التجمع الوطني الكاتالاني
- تحية خالصة للحوار المتمدن في ذكراه 16
- الزفت وقانون تغريم الراجلين
- إلى الجحيم من لا يتضامن مع فلسطين
- هل يجب أن نستغل الإنسان كما نستغل البغال
- فلسطين، المغرب ومهدي عامل
- رجلين لحمامة، فين خدامة
- أزوفري
- مشكلة الحسيمة بالريف شمال المغربي .
- الديموقراطية
- الأمازيغية: قضية أم مسألة؟


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول المقاطعة المغربية