|
إذا تهت فاقبض على الأرض
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 5829 - 2018 / 3 / 28 - 20:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على غفلة من العالم، تحركت تونس في حراك اجتماعي رائع وحققت تحولا، قد لا يكون كبيرا كما يريد المرء، لكن وبكل بساطة حققت ما يمكن أن نعتبره جوا عاما من الإمكان، كسرت روتين الحكم، وامتحنت الجيش الذي كانت مواقفه رائعة وبذلك أسست بشكل حقيقي نسبي مفهوم التناوب . لم يكن أحد في العالم الغربي ينتظر انهيار حكم بن علي بتلك الصورة، والحاصل أن التونسيون يمكنهم من الآن أن ينتخبوا ما شاؤوا ليحكمهم، قد اعادوا في الإنتخابات الماضية نظام بورقيبة، ذلك أيضا كان رائعا بغض النظر ما إذا كان المرء يتفق معه أو لا، فهو بكل تأكيد أحسن نظام في تلك الانظمة التي للديكتاتوريات العربية والمشرقية وكذا في الشمال الإفريقي، الآن التونسيون في جدال إيجابي محض حول الحقوق الوطنية وهم أيضا في مخاض ثقافي حقوقي، سياسي، سوسيولوجي رائع ونحن بالتأكيد نحسدهم إجابيا على ذلك، بمعنى يستحقون كل السلام والحب في طفرتهم الكبيرة نحو آفاق جديدة.. انتفاضة مصر تختلف كثيرا، فهي لم تحظى ب"غفلة العالم" كما أوردت في حالة تونس، بل مباشرة بعد تمثل الجماهير المصرية بكسرة تونس، أي أنها خرجت لتعلن ان أبدية حاكم عليها هو أمر لا ينزل على جماهير مصر، وهي بالفعل كسرة العادة وازاحت صنمها العنيد، والجيش المصري وقف نفس الموقف، اعيد تقريبا نفس سيناريو تونس ولكن... كانت الأمور فيها تسير بما لا تشتهيه السفن، موقع مصر الإستراتيجي يختلف عن موقع تونس، والتدخل الغربي فيها أصبح مثيرا للتساؤل ووثيرة تسارع مواقف دولة الإخوان فيها كانت قوية جدا خصوصا أنها نحت المنحى التركي في تأبيد هيمنتها، نسيت فجأة الطموح الجماهيري وبدأت تؤسس تشريعات تؤسس لهيمنتها، بشكل كانت تشريعات لاتؤسس للاختلاف والتناوب بل للهيمنة المطلقة ولن ادخل هنا في تفاصيل التشريعات التي بداها مورسي ولا المواقف التي يتحتم على دولة مثل مصر أن تكون فيها رزينة اكثر احتراما لبعدها الإستراتيجي العميق .. انتفضت الجماهير مرة اخرى، وقد يقال انها كانت بإيحاء من الجيش وما إلى ذلك، كان لاول مرة تنتفض جماهير عارمة ضد سياسة معينة تنهجها دولة الإخوان في مصر ونرى أن كل التكتل الرأسمالي الغربي يقف إلى جانب الدولة ضد الجماهير باسم الديموقراطية، كم هو شاسع الموقف الغربي في انتفاضة مصر ضد حسني مبارك وبين موقفه في انتفاضة الشعب ضد مورسي، وطبعا مواقف الجيش المصري هي أيضا شاسعة في الموقفين، الموقف الاول له كان ضد عسكري سابق والموقف الثاني له كان مع عسكري لاحق، أي ان الجيش انحاز أكثر لما لا يتفق مع الغرب، ما يريده الغرب هو حكومة تتوافق مع دور المهرجين في السرك، في كل هذا لم تحصل ثورة وإن كنت هنا أميز بين مصر وتونس وأؤكد: في تونس حصل تحول رائع، في مصر لا والتحول هذا في كلا الحالتين ليس ثورة، ولكي نجزم ، نقول بأن الثورة هي تغيير في النمط الإنتاجي، هي تطور، هي بمفهوم مهدي عامل انتقال من طور تاريخي إلى طور تاريخي آخر ، هي التحول من نمط إنتاج معين إلى نمط إنتاج مغاير. ما حصل في البلدين ليس ثورة، وعليه يجب أن نغذي المواقف الثورية، والسؤال المطروح هو: ما هو موقف الشيوعي من الأمرين؟ أعتقد أني في حالة تونس اجبت عن جزء من السؤال، فالموقف استراتيجي في أن نكون مع "ظروف الإحتمال" رهانا على حصول قفزة نوعية في وعي الجماهير انطلاقا من مبدأ أنها هي من بيدها التحول (أعني الجماهير) (مع ان الامر في نقاش كبير مقارنة بالغرب الذي فيه نظام "الديموقراطية" لا يتيح أصلا لتحول حقيقي ، في الظروف الحالية من هيمنة الغرب على شعوب العالم، حيث الإستفادة من العلاقة التفاوتية في الإقتصاد العالمي ، تتيح فائض ريع يحل مشاكل سكان وفقراء الغرب من خلال اساليب التكافل، يمكن للمرإ في الغرب أن يعيش على هامش فائض الإنتاج الحاصل من هذه العلاقة التفاوتية بإيعانات من الدولة (يمكن لسويسري ان يتلقى اجرا ملائما حتى وهو لا يعمل، وهذا بالتأكيد صادق عليه البرلمان السويسري في السنة الماضية). في حالة مصر، نجاح مورسي ألهم الغرب بتكرار التجربة في اليمن وليبا ثم سوريا حيث انعدمت "غفلة الغرب الراسمالي "، يقول الكثير من المتثورين في ليبيا وسوريا واليمن: الثورة سرقت منا ! وهو على كل حال هو موقف صحيح، وعليه فالموقف هو نفسه المثل الشعبي: "إذا تهت فاقبض على الأرض". نعم أؤيد نظام بائد ديكتاتوري يضمن حدودا دنيا في العيش على حرب تأتي على الأخضر واليابس، انا مع النظام السوري وروسيا والصين ضد باكتيريا الغرب ، وهذا الموقف هو ما نراه حاليا في سوريا، منظمات كانت ضد النظام في سوريا التحمت به أخيرا. وأنا أعيش في الغرب واعرف جيدا انه لا ديموقراطي ولا هم يحزنون، بل هي دول تحكمها ولاية فقيه آخر هو المال . أعرف أن هذا الرأي هو رأيي ولا يلزم احد، لكن لنفتح النقاش صاخبا
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكوارث المضحكة
-
الله عاهر
-
أزرو وحدها الشاهدة!
-
إضرابات -القفاز- بمناجم جبل عوام
-
عودة إلى أزمنة مهدي عامل الرائع
-
التجمع الوطني الكاتالاني
-
تحية خالصة للحوار المتمدن في ذكراه 16
-
الزفت وقانون تغريم الراجلين
-
إلى الجحيم من لا يتضامن مع فلسطين
-
هل يجب أن نستغل الإنسان كما نستغل البغال
-
فلسطين، المغرب ومهدي عامل
-
رجلين لحمامة، فين خدامة
-
أزوفري
-
مشكلة الحسيمة بالريف شمال المغربي .
-
الديموقراطية
-
الأمازيغية: قضية أم مسألة؟
-
جبل عوام: الثعلب لذي انتقل من مجرد عامل تقني إلى مالك راسمال
...
-
مرثية لروح والدي الطاهرة
-
جينيالوجيا الشيوعية (2)
-
شذرات أمازيغية: الأمازيغي و الهوية!
المزيد.....
-
كأنّه -فرن-.. -وادي الموت- في أمريكا يشهد أحر صيف على الإطلا
...
-
فيديو مزعوم لمسلح يمشي في موقع حادثة معبر اللنبي بينما يمكن
...
-
حماس وفصائل فلسطينية تعلق على عملية معبر الكرامة
-
ترامب يراقب ويتوعد: سأسجن كل من مارس الغش في الانتخابات!
-
روسيا تكثف ضرباتها: مقتل شخصين وإصابة 4 في غارات ليلية على س
...
-
حرب غزة: قصف يتجه لطي عامه الأول دونه هدنة بعيدة المنال وإطل
...
-
واشنطن تتهم إيران بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا وطهران تنفي
...
-
-حماس-: محمد الضيف بخير ولا زال على رأس عمله
-
الدفاع الروسية: تحييد 2075 جنديا أوكرانيا خلال يوم وضرب مركز
...
-
لافروف: الأوكرانيون يظلون شعبا شقيقا للروس
المزيد.....
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
المزيد.....
|