جبل عوام: الثعلب لذي انتقل من مجرد عامل تقني إلى مالك راسمالي .

عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5532 - 2017 / 5 / 26 - 22:22
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

لو سألني أحدهم عن عمال مناجم جبل عوام الآن انطلاقا من تجربتي الشخصية في النضال المنجمي بالمنطقة لسلمت أمري لله في ثقافتي المنجمية، لا أعرف بالتحديد مالمشكلة هناك؟، أن أكون متابعا هذا صحيح، لكن لو وضعت فقرات مما ينشر في المواقع المحلية بناء عليها في وضع مقال يتوخى التعريف بقضيتهم لكانت ثرثرة فارغة، اعرف أن هناك حركة جليلة مفعمة بالحيوية النضالية أدت في مرات عديدة إلى تحقيقي بعض المكاسب، لكن ما هي هذه المكاسب؟
سأضطر بسببها لوضع ما نشر في المواقع المحلية:
على خلفية فك اعتصام بطولي لعمال احتلوا موقعا منجميا (منجم سيدي احمد بالتحديد) بعد أكثر من شهر من الإعتصام بالأنفاق المنجمية، توصلت بعض الهيآت لتناقش الأمر : الإتحاد العام للشغالين (ممثل العمال)، السلطة المحلية في شخص ممثلها الإقليمي، مدير الشركة المنجمية تويست وبعض المهرولين الآخرين ممن ينتسبون، في الثقافة الرسمية لبلاد المخزن، إلى "التنمية المستدامة".. أسفر اللقاء على نقط عامة هي بالتحديد كما نشرت في موقع محلي فزاز24
:
- الحرص على تطبيق قانون الشغل و قانون المناجم؛
- دراسة الاختلالات القانونية من طرف اللجنة المحدثة لهذا الغرض في إطار اجتماعات دورية؛
- التزام إدارة الشركة بإعداد نظام داخلي طبقا للمقتضيات القانونية في هذا المجال؛
- احترام الحق في الإضراب و الحق في العمل.
هل فهمتم شيئا؟
شخصيا لم أفهم شيئا، ولا فهمت لماذا العمال اكتفوا بهذه العريضة العامة لكسر اعتصامهم؟
بداية هل هذه كانت مطالب العمال ؟ يعني كانت مطالب معممة بهذا الشكل، "احترام قانون الشغل وقانون المناجم"
هل اللقاء هذا أسفر عن تشكيل لجنة (اللجنة المحدثة؟؟) إذا كان الأمر كذلك فمن هم عناصر هذه اللجنة؟ الله أعلم!!
التزام الشركة بإعداد نظام داخلي..!! هل هذا مطلب عمالي في غياب أن يكون العامل واحدا ممن يشرف على صياغة هذا النظام؟ وهل الشركة ليس لها نظام داخلي ؟ إذا كان الأمر بالإيجاب فهذه مهزلة حقيقية تعبر عن فوضى خلاقة وتعبر تاليا عن تخلف نقابي في الأمر، فتجربتي الشخصية بنفس المنجم تؤكد أنه كان لدينا نظام داخلي وقعنا (بسكون القاف ورفع العين) فيه كعمال كان ندا لممثلي الشركة، مثلا كانت لنا الكلمة الأخير حول نفق معين بخصوص التأمين الصحي، معنى هذا أنه كانت لنا القدرة على إبطال وتجميد العمل في نفق يهدد حياة العمال، وطبيعي جدا، في علاقته بالتأمين الصحي كما أفترض أو على الأقل في جانب من هذا النظام المطلب يبدو ضروريا تمثيل العمال فيه بشكل يتنافى مع " أن تشرف الشركة".. على وضع هذا النظام. أما إضافة تلك الجملة المائعة.. (في إطار اجتماعات دورية!!) فهي لا تمثل إلا إطار مصرحي على أقل تقدير توحي بأن هناك ممثلين للعمال يجتمع معهم دوريا. وحتى لو افترضنا وجوب هذه "الإجتماعات الدورية" فهي لا تشكل سوى عملية إخبار، وربما على أساسها يتصرف الآن المدير الغر"بويفيداحن" المعروف بالتشطاب أو اسم على مسمى، أوشطوبان.
جدير بالذكر أن هذا الثعلب الوارزازاتي (نسبة إلى مدينة وارزازات) كان تملص شخصية الثعلب الذي يظهر ويختفي، في مسرح سيناريو الإفلاس المزعوم (قلب أسماء لنفس الشركة التي بها تحولت مناجم جبل عوام إلى مناجم تويست الإبنة الشاذة لجبل عوام، كان هذا المدير يظهر للعمال أنه شخصية تقنية، كان في الحقيقة هو الشخصية النافذة في تشغيل العمال وفقا لنمطية أمراضه السيكولوجية. هو من عزل لائحة المناضلين العماليين الحقيقيين (الذين ضحوا بكل شيء ليعود هو للعمل كواحد ممن فقدوا الشغل إبان سيناريو الإفلاس المعروف إبان التسعينات)
كان يظهر نفسه إبان إعادة تشغيل العمال وفق السيناريو الجديد في اسم تويسنت على أنه محض تقني إداري، وكان ينسب مصائب عدم تشغيل الكثير من العمال إلى تقنيي تويستن، هؤلاء الذين لا يعرفون شيئا عن جبل عوام ولا هم كانوا يملكون أحقادا على مناضلين منجميين، في الوقت الذي كان هو المشرف الحقيقي على تشغيل العمال الأكثر أمية في الفقه النقابي . إنه أفقر مهندس عمل على تحقير الطبقة العاملة المناضلة، أكبر أصولي على الإطلاق ، انتقل بسبب تضحيات العمال المنجميين من اعدم شخص (الكثير من العمال القدامى يعرفون كيف كان يتسلل من موقع إلى آخر، من أحقر موظف بالشركة يتوسل إبقاءه إلى مدير عام إلى مالك لعقارات بإمغاسن الغنية موظفا في حقولها التي استولى عليها التقنيات المنجمية نفسها في حفر آبار الماء بوسائل وأدوات حفر هي من المنجم نفسه.
هذه الشخصية "الثعلب" هي المحور الرئيسي التي يتفاوض معها العمال المعتصمون، هي شخصية لا مصداقية لها على الإطلاق فكيف يثقون بلجن وب "إشرافات على..”
إنكم تحاورون ثعلبا، أما قبيل أن "الشخصية الإعتبارية" عامل الإقليم بالتحديد "أشرف على..!” فهذا تصريف لتجرع السم.
لم أفهم حتى الآن مشكلة العمال المعتصمين، وعليه أبني أن شكلنا النضالي في التسعينات والثمانينات كان أقوى بكثير ، كنا نعرف ونشهر الأمر في نفس الوقت، ماذا ننتج؟ سعره في السوق الدولية، نعرف إمكانياتنا وقدرتنا على النضال، وكنا في عهد الديكتاتورية الحسنية بقيادة إدريس البصري أول عمال العالم ممن طلب بتملك المنجم من طرف العمال بناء على سيناريو الإفلاس : الشركة تبيع المنجم بدرهم رمزي، نحن قبلنا الأمر ، لنعطيك درهم رمزي! الأمر كان سيناريو كما أسلفت ، ليس تشافيز الفينزويلي كما يعتقد الكثير، عمال مناجم جبل عوام، بحسهم النضالي توصلوا إلى هذا الأمر قبل تشافيز.
إني أؤيد أي عمل نضالي في جبل عوام حتى لو كان قوميا. أحب أن يكون قومي، سكان المنطقة هم اولى بالشغل (التنمية المحلية المستدامة بحسب الفكر المخزني..!) وسأذكر مهرولي التنمية المستدامة أن شروطها لا تتم حين يهمش العامل المحلي .
جبل عوام يمثل دم في عروقي، هو من الهمني أن أكون مناضلا لا يساوم، هو ايضا من الهمني أن أقرأ ماركس برغم الكثير من الإكراهات.
حسب ماركس ، يحتسب أجر العامل بالساعات الضرورية، أي كل ما يمنح له أن يعيش، يتناسل، ينتج خلفا، حسب أجور مناجم جبل عوام، هي لا تكفي حتى لعلف جحش صغير فكيف تتناسلون؟
كنت في الحقيقة أنتظر ملفا مطلبيا من المعتصمين، وشخصيا أعد أني سأحرج الأسرة المالكة للمنجم في أوربا، أحدهم سائق طائرة مبتهج كالطاووس .
كم جميل أن نحرجه بأجر عمال أحد مناجمه!!
الأمر الآخر هو ما أثارته الكتابات المحلية: شركة مناولة! في تقديري ليست أكثر من طلسم ثعلب . (وهو أصلا موضوع يحتاج بحثا آخر )
من القوانين العامة في المناجم هو انه حين تمضي فترة معينة في الأغوار (18 يوم حسب القانون عندما كنت عاملا) يجب ترسيم العامل الذي أمضى هذا الوقت، حسب القانون الجديد، "قانون المناولة"، أعتقد أنه يجب أن نحاكمهم بالقانون الجنائي في غياب قانون واضح.
الشكل الآخر لاعتصام العمال هو الشكل القبلي، بغض النظر عن الموقف من القبيلة، عند تأسيس الشركة المنجمية لجبل عوام روعي الشكل المحلي للمنطقة، عندما اتهمني أوشطوبان ، المدير الثعلب ، بأني تسببت في 20 مليون سن خصارة بسبب توقف المنجم حين اعتصمت واربعة رفاق آخرين، عند المدعي العام (وكيل الملك) طرحت الإتفاقيات الفرنسية في استغلال المنجم وكانت قائمة حتى ذلك الوقت، تنتمي شركة المناجم إلى أراضي جماعية لقبيلتين هما إرشكيكن إمرابضن، حسب البرواتوكولات، لا يمكن للشركة أن تجلب عاملا من خارج إلا إذا انعدم في المحيط، بحسب قانون الملكية الجماعية كما جاء في نص سعيدي المولودي ، معتصمي ،"سيدي احمد" لهم الكثير مما يقولونه على اعتبار أنهم محليين إضافة إلى أنهم عمال بالمنجم ، هنا بالطبع ضفادع التنمية المستدامة لا يقشعون.
أذكر حين اعتقالي أني، أمام النيابة العامة، ذكرتها ب بروتوكولات عامة، أخبرتها أني أبن المنطقة وحسب تلك البروتوكولات لدي أولوية في الشغل، المنجم ينتمي إلى الملكية الجماعية لقبيلتي : كم كانت فرنسا عادلة حقا
أطلقوا صراحي ورفاقي لأني ذكرتهم بالبروتوكلات الفرنسية التي تنص على حقيتي في الشغل.
الآن المنجم في يد ثعلب .
هذه هي المفارقة ، وأذكر الثعلب أن الحكم كان في صالحي ، وبسبب أني هاجرت سريا للغرب لم أتابع المشكلة.
في نضالات التسعينيات تشكل شعار هو في الأصل فلسطيني : عوام دم في عروقي(فلسطين دم في عروقي)، عملت أيضا في المنجم، عوام دم في عروق ، لن أتوارى في نقد مهندسين ضفادع أسهموا في قتل الكثير من العمال بسبب نزعتهم الفوقية .
سأتذكركم واحدا واحدا.
مارأيكم أن أخبر الشركة البلجيكية المالكة للمنجم بتداعيات الإستغلال اللاإنساني في المنجم ؟؟
هذا موضوع آخر!؟؟
للعلم فقط: الشركة المالكة هي الاسرة الملكية البلجيكية. لي بالطبع في الأمر تداعيات أخرى تحرج الثعلب الوارزازاتي .
طبعا بمقياس أوربي..

#عذري_مازغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات