أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر















المزيد.....

الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 09:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


العمق، أكثر الأمور إيلاما هي البحث عن العمق، القفز إليه بالمرة هي أكثر الأمور بؤسا في الفكر لأنها تحتمل أكبر نسبة من الخطأ، أما الذين يريدون أن نفهمهم بعمق، فتلك أيضا طامة أخرى، فهم شخص ما بعمق يعني أنك تشترك وإياه في خلفيات معرفية خاصة، لكن فهمه لأنه يرتل تعبيرات مرنمة في مزاجه، تلك هي الخطيئة الكبرى، بدئيا نعرف أن العمق أحيانا في الفكر لا يتم إلا عبر مراحل من التشبع من التراث الإنساني بشكل عام، في غياب هذا التشبع تحدث أخطاء فادحة تنبني على مكر إنساني بالغ الوطء إن البلاغة في التعبير لا تصنع فكرا، إن البداهة أيضا لا تصنع فكرا لأنها تصلب الموقف في التفكير، هي نقيض الريبة، هذه التي هي تمثل أرجل العقل والتنوير، "بدون شك"، هذه العبارة الجميلة التي تنطلق بها البداهة هي بالتأكيد صلب التشكيك، "بدون شك" تنطوي في جوهرها على مكر واستغفال الآخر، إنها تمثل القطع المعرفي في المكر.
ليس هناك عمق بدون حفريات، العمق بدون هذه الحفريات، قد يكون نقيضا لتصوراتنا.
الحفر أساسا هو الطريق للعمق، البساطة اكثر تعبيرا من العمق أو بعبارة أخرى هي درجة في الطريق إلى العمق، هذا ما يفتقده الذي يريدك أن تفهمه في العمق.
الهروب،كثيرا منا يعتقد أن التوسع في الموضوع هروبا، حين تجبر أن تعطي نماذج في الموضوعة، أنا شخصيا لا أحب النقد المتجبر حول الإشتراكية والشيوعية مثلا، كل النماذج التاريخية وضعت فهما معينا، بناء على تجربة معينة مقرونة براهنية تاريخية معينة، أتساءل أحيانا : هل أزمات الراسمالية ليست موضوع تساؤل وهي تجدد مقوماتها الدفاعية؟ لماذا يرتكز النقد على اشتراكية فاشلة ولا ينظر هذا النقد في راسمالية فاشلة تماما. هل هي النزعة الفردية؟ الإشتراكية في مفهومها العام تنفي الفردانية، لكن مشكلتها أنها لم تقضي عليها في التجربة السوفياتية مثلا مع أني أومن بانها تجربة خاصة براهنية زمانية معينة لا زال فيها العالم حينها يؤمنون بالأنبياء، الإشتراكية هي أن يشترك المجتمع كله في ملكية وسائل الإنتاج، هل ذلك ما تم في الإتحاد السوفياتي؟
حسب التعريفات الواردة في القاموس الستاليني، كانت فيه الإشتراكية نقلة نحو المجتمع الشيوعي، لكن المسرح التاريخي أثبت عكس ذلك بدليل أن أغنياء روسيا الآن، في أغلبهم، كانت لعائلاتهم موقع في السلطة السوفياتية، لا زلنا حتى الآن لم نخرج من عقدة النزعة الفردية الرأسمالية، وهي نزعة تكرست فيما نسميه الآن بالبيروقراطية، كان، لتصحيح المسار، على الأقل، أن يبادر الستالينيون أنفسهم إلى نبذ الفردانية، والحقيقة التاريخية، أن الزعامة كانت العمود الفقري للإشتراكية السوفياتية، هل يتفق ماركس مع ذلك؟؟
بالتأكيد، في كل أبجدياته كان يتبرأ من اشتراكيي عصره، لماذا؟ بالتحديد، بسبب من هذا النزوع نفسه، لأن اشتراكيتهم كانت تفتقد سيرورة في الوعي من الإنتقال من النزعة الفردانية إلى النزعة التشاركية، كان ماركس يفترض قفزة نوعية أيضا في الوعي الذاتي ، كان ماركس كنيتشة يعي أنه غير مفهوم في عصره. هذه كانت مقاربتي لمقارنة نيتشة بماركس، وكان الأمر يعني للكثير نوعا من الهروب في الوقت الذي، برغم كل اختلاف الشخصين، كانا متقاربين.
الآن بناء على ما سبق، يجب الإعتراف أن كل زعماء أحزاب اليسار في العالم الذي يسمى في قاموس الدناءة ونفي الهويات بالعالم العربي، أن هؤلاء، كلهم تحدوهم النزعة الفردانية الرأسمالية، وعليه، وفي قاموس محمود درويش، "يجب الذي يجب" ، يجب نكران الذات ونزع روح الفردانية في قاموس اليسار : لا زعيم ولا طليعة خرافية ولا هم يحزنون. قد أتهم بالهروب، الهروب من الإعتراف بمنجزات ستالين،ستالين أنجز وحقق ما نراه، روسيا كدولة رأسمالية قومية، احدهم علق يوما بنكهة الفكاهة التفكيكية التي اقتبسها من نيتشة: الإشتراكية تصلح للإستدراك التاريخي، الإلتحاق بالتقدم الراسمالي ، تحصيل حاصل ، الإشتراكية رفعت روسيا إلى مقام الدول الرأسمالية الكبرى..هل هذه رؤية تفكيكية نيتشية؟
لنيتشة تناقضاته الفكرية، وربما حتى طريقة نشر كتبه اكتساها غموض عارم، لكن الذي نعرف جيدا عن نيتشة، عن جرأته في النقد، أنه لم يوجه نقدا خاصا لماركس وهو كما نعلم جميعا اتى بعده، من الغريب أن فيلسوفا كبيرا كنيتشة، لم ينتقد الفيلسوف الذي حل محله ماركس والذي اشبعه نيتشة سخرية، لم ينطق نيتشة في ماركس برغم أنه في زمانه كانت كتب ماركس متاحة.
ماركس ملحدا؟. يومن ماركس وهذه قراءة ألتوسير له، أنه يومن بالأنساق الإجتماعية وهذا حقيقي، ماركس إنساني في ذاته، في أخلاقه، لم يكن إنسانيا في تحليلاته، لانه يومن بفكرة أن الأنساق الإجتماعية هي من يتحكم في التاريخ البشري، لكن ماركس وهذا حقيقي، لم يلم ألناس على تعلقهم بالدين، شرح الدين وفقا لمعطياته التحليلية، لم ينظر ماركس يوما في الإلحاد وهذا ما أثيره الآن، نظر ماركس في الإجماع الإنساني بتعبير ابن خلدون، ونظر في الإقتصاد مستخلصا تيمات الإستغلال ، عندما يوجه مومن نقضه للإلحاد مثلا عليه أن يرد على الملحدين بالتحديد، وليس على ماركس الذي لم يعلن إلحاده يوما ما ولم ينظر له أصلا، قولته الشهيرة: الدين أفيون الشعوب، تستخلص من نقضه للإقتصاد السياسي لا أكثر.
الإفتراء ورمي الآخر بالكذب، في غياب الفهم يمكن للأمر أن يتصور أي شيء، والصراحة اننا في المغرب نفتقد اللغة، إن كون اللغة العربية هي لساننا، يفقدنا الكثير من الإستعاب، الدارجة المغربية لها منطق امازيغي، لغتنا الأمازيغية ليست مقدسة، لذلك فهي تعبر عن وجداننا الغريزي، المقدس في منظوري الشخصي، هو المناقض لغريزتي، وهذا سبب مهم لأرفضه، المقدس هو الخارق للنظام القانوني للطبيعة، الذي لا يمكن تحديده بقانون معين، أحد أصدقائي يقول بان الرياصيات تجاوزت الفيزياء بقرون وهو على حق، لكن بالفعل لم ينظر للبراق (المعجزة) أنه يفترض فيه أنه قطع مسافات ضوئية ، بالعقل الرياضي، لا يمكن لمحمد الرسول أن يعود لاهله في نفس الليلة، إن الامور التي تتوخى التوفيق بين العلم والخرافة هي أمور بديهية يعبر عنها الإعجاز في القرآن، إن الإعجاز دليل على دونيته العلمية بهذا القياس ، بالنسبة لي الإعجاز يمثل تحريفا في معاني الدلالات اللغوية. الإعجاز خرق للعقل وللمنطق الرياضي نفسه الذي يستدل به البعض لنفي الفيزياء .. تبقى الفيزياء لها دلالاتها العقلانية الغير متناهية: الحقيقة هي عملية حفر لا اكثر



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفغنة القضاء المغربي
- دائرة المشردين
- الإسلام بين الهمجية والتهذيب
- -بويفيذاحن-
- وصية شاشا ورمزيتها السياسية
- المثلية الدينية
- اليسار وإشكالية الديموقراطية
- المظلة
- العلمانية بين النضج المدني وغيابه
- حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل
- خواطر مبعثرة
- حكامنا خنازير
- القومية من منظور مختلف
- خواطر ملبدة
- نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن
- حرب اللاجئين
- رد على أبراهامي حول مقاله -لم يفهموا ماركس يوما ما-
- رحلة في الباتيرا (3)
- دقة المرحلة
- رحلة في الباتيرا 2


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر