أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل















المزيد.....

حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 21:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الأزمنة البنيوية

يراعى في كل مجتمع ينمو مراحل تستند إلى مستويات هامة تلعب أدوارا مختلفة في حركته التاريخية، إن حركته التاريخية هذه زمانية بالضرورة لكن ليست بالتأكيد خطا تتوالى فيه الأحداث كما يتراءى للوهلة الأولى، ليست خطا مستقيما تسترسل فيه الأحداث تباعا، بل هو خط تتداخل فيه خطوط أخرى زمنية أيضا ينتسب زمانها إلى أحد المستويات التي تدخل في تشكيل البنية الاجتماعية، إنه زمن بنيوي معقد كتعقيد البنية الاجتماعية نفسها.
تحدد البنية الاجتماعية مستويات ثلاث يعود التحديد الأساسي فيها إلى البنية الاقتصادية باعتبارها النمط المادي الذي تقوم عليه أسس المجتمع كله، لكن هذا الدور التحديدي لا يلعب الدور الرئيسي في حركة المجتمع بل فقط يحددها إنما الذي يلعب دورا رئيسيا في حركته التاريخية هو المستوى السياسي الذي هو أصلا يتحدد بالإقتصادي في علاقته به، أي أن الإقتصادي هو من يحدد طبيعة حركة السياسي التي هي بدورها تحدد مسار الإقتصادي، ولفهم هذا السياق التحديدي المركب يلزم النظر إليه في سياقه البنيوي في علاقته بالبنية الاجتماعية نفسها التي تمر بثلاثة مراحل :
مرحلة التكون، ثم مرحلة التطور ثم مرحل القطع.
مرحلة التطور هي بالتحديد الزمان الخاص بانتقال المجتمع من نمط نظام خاص إلى آخر جديد، في هذه المرحلة يلعب الدور السياسي دورا مسيطرا بالضرورة تعود إليه مهمة بناء علاقات الإنتاج الجديدة وهي مرحلة تتسم بالعنف الثوري الذي تمارسه الطبقة المهيمنة التي كانت في مرحلة النظام القديم طبقة نقيضة للطبقة السائدة في النظام القديم، هذه الطبقة الجديدة النقيض سابقا تقوم بالعنف الثوري في بناء تلك العلاقات الجديدة
مرحلة التطور: وهي ما يسميها مهدي عامل بالزمان البنيوي، تكون البنية الاجتماعية فيها في تطور طبيعي تتم فيه إعادة إنتاج علاقة الإنتاج القائمة، أي تلك العلاقة من الإنتاج التي بنتها في إطار زمان التكون أو مرحلة التكون.
في هذه المرحلة تكون الحركة المحورية (السياسية) فيها تبدو كحركة انتباذ وإبعاد عن مركزها لآثارها(السياسية بالتحديد)لتظهر في بقية المستويات الأخرى (في المستوى الاقتصادي أو الإديولوجي) معنى ذلك أنها تظهر في شكلها الرئيسي كصراع إديولوجي أو كصراع اقتصادي (وهذا ما يسميه مهدي عامل إزاحة لآثارها لأن مظهرها كصراع إديولوجي او اقتصادي هو اثر الفعل السياسي نفسه).
مرحلة القطع، أو زمان القطع وهي المرحلة التي تتولى فيها الطبقة الصاعدة حسم وهدم الطبقة التي كانت سائدة وذلك بهدم علاقات إنتاجها التي كانت تقوم عليها (أي أن الشكل الإقتصادي للصراع هنا يتخذ أثره الحقيقي السياسي الذي هو هدم لعلاقات الإنتاج)، بينما يمارس الفكر تكثيف نشاطه الإديولوجي ليتخذ بشكل مباشر معنى سياسي، وهذا ما يسميه مهدي عامل أن الحركة في هذه المرحلة لها شكل انصهاري (انجذابية) إلى مركز التناقض الرئيسي الذي هو التناقض السياسي.
على أن الطرح هذا في سياقه النظري العام يطرح إشكالية أخرى في تناول وضع الدول في شكلها المستقل نسبيا كدولنا تحديدا، وعلى الرغم من أن مهدي عامل في كثير من كتاباته يثير أمر أن العالم لأول مرة يتحد تاريخيا من خلال تمدد الرأسمالية لتشمل هيمنتها كل بلدان العالم، إلا أنه لم يثر يوما صعوبة تحقق الأمر في شكله الإقليمي برغم أن همه الكبير كان صياغة نظرية ماركسية خاصة بالدول التي تهيمن فيها أنمطة الإنتاج الكولونيالي، صحيح أنه كان يحدد أن أي ثورة في الدول العربية بالتحديد، يجب أن تقودها الطبقة العاملة في إطار تحالف طبقي تهيمن عليه، وأن هذه الثورة هي بالضرورة ثورة اشتراكية وهي لذلك عليها أن تكون بالضرورة أيضا هي نفسها حركة التحرر الوطني مهمتها قطع الآلية التي تربط بلداننا ذات الأنظمة الكولونيالية بالدول الرأسمالية، وهي بالتحديد قطع العلاقة الكولونيلية نفسها، في هذا السياق بالتحديد، لم يثر مهدي عامل الإشكال العام الذي طرح في المرحلة السوفياتية حول الثورة الاشتراكية في بلد واحد، لقد سيل الكثير من المداد في تلك المرحلة حول هذه الإشكالية لتعود ملحة بشكل خاص تزامنا مع الحراك الشعبي لدول جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط وحتى في الحراك السياسي لدول الشمال من خلال بروز أحزاب يسارية جديدة حاولت أن تقود التحولات السياسية في أوربا من خلال الانتخابات (اليونان نموذجا).
إن السياق النظري العام للأزمنة البنيوية كما طرحها مهدي عامل لا يصلح إلا في سياقه العالمي من وجهة نظر خاصة، خصوصا، وفي ظل هيمنة الرأسمالية العالمية على باقي الشعوب، يبدو أن قراءة بنيوية لمجتمع معين هو أصلا تحت تأثير تلك الهيمنة الرأسمالية العالمية، أي في إطار نمط الإنتاج الرأسمالي العالمي بشكل يستحيل عمليا القيام بتحول ثوري في بلد معين مهيمن عليهن بشكل يعيد طرحا لمشكلة سابقة طرحت في عهد الإتحاد السوفياتي: هل يمكن لثورة اشتراكية أن تقوم في بلد واحد؟؟
يبدو أن هدف مهدي عامل في هذه الأطروحة، تجيب بشكل نظري عام على ضرورة تمييز تفاعلات حقول البنية الإجتماعية، لكنه اساسا كان يريد التنبيه إلى مسألة هامة جدا أخذ النقاش فيها جدلا واسعا منذ ظهور الماركسية حتى الآن، لقد بدا اتجاه ماركس نفسه إلى تحليل الإقتصاد الرأسمالي كما لو كان اتجاها ثوريا في التحول في الوقت الذي كان توجه ماركس إلى تحليل هذا الإقتصاد هو فقط لتحديد أسس نمطيته، إن الحوافز الإجتماعية عادة ما يثيرها أكثر تحسين مستوى العيش الذي في بعده العملي هو قرار سياسي أساسا، أي ذلك التوجه في برمجة ما يحسن العيش، إن قاعدته الأساسية هي اقتصادية في المقام الأول عليها تقوم الأمور الأخرى لكن خلق أسسه (خلق البنى التي تتيحه لا يمكن أن تكون واقعا إلا من خلال الفعل السياسي، من خلال العمل الثوري الذي يعني أساسا عملية تحول)، يعني السياسي ببساطة، في هذا الصدد، فعل الإرادة في التطور : إقامة وبناء أسسه التي تحول إليه، بدون ذلك، تبقى كل الإصلاحات الإقتصادية، في إطار نفس النمط، لا تعبر في الحقيقة إلا على توازنات تحد من عملية التحول بشكل ليست في المطاف الأخير إلا شكل امتصاص الأزمات: إن المطالب النقابية بزيادة الأجور ليست سوى إقرار بهيمنة نفس النمط. إنه المستوى المروض (بفتح وشد الواو) رأسماليا لعقلية العمال من خلال أطرهم النقابية المدفوعة الأجر لتقوم بهذا العمل.
يهدف مهدي عامل في إظهار هذه البنية إلى أمر أساسي:
إن العامل الرئيسي في أي تحول اجتماعي يعود بشكل رئيسي دائما للعامل السياسي.لكن العامل الإديولوجي والإقتصادي هما معا تمظهرات العامل السياسي في الزمن البنيوي، زمن التطور، حيث يلعبان دور إعادة إنتاج نفس علاقات الإنتاج في ظروف هيمنة نمط معين من الإنتاج، إنهما يشكلان مظهر الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة نفسها، لكن الأشكال الأخرى للمطالب السياسية، من وجهة نظر الطبقات المهيمن عليها، سواء كانت اقتصادية أو إيديولوجية هي أيضا نزوع سياسي للطبقات النقيضة على الرغم من أنه يبقى مطلبا إصلاحيا أو اجتماعيا خاص:إنه مطلب سياسي من وجهة نظر الطبقة المسيطرة نفسها، كل مطلب مهما كان هو بالضرورة مطلب سياسي، هو نزوع للإيديولوجي لصالح السياسي، لكن يبقى الطابع المهيمن، في غياب التحول الإجتماعي هو طابع اقتصادي أو أيديولوجي.
هذا سياق نظري عام، الآن هنا اختلف أو لا أختلف ضمنيا مع مهدي عامل، ففي كثير من كتابات مهدي عامل كان يثير مسألة:” لأول مرة يتوحد العالم في التاريخ"، أكيد من خلال هيمنة الراسمالية على العالم، هذا صحيح.!
أتفق معه في دور السياسي في حركة التحول، لكن مهدي عامل ذكي للغاية، يطرح بقوة (أكثر من ماركس أحيانا ) قانون التفاوت التطوري، وهذا راجع أساسا إلى عملية معقدة، في بنية نظرية عامة (إذا أخذنا بعين الإعتبار استقلالية الشعوب، يمكن بوثوق كبير العمل بنظرية مهدي عامل في كيان مستقل، في دولة مستقلة حقيقيا، لكن، نظريا أيضا، الأمر غير ممكن تاريخيا من خلال ما يثار من الحق القومي لشعوب أخرى في بلدان أخرى: ما تسميه الولايات المتحدة بالمصالح القومية أو الامن القومي، إنه مفهوم عالمي: الأمن القومي لشعب يوجد وسط شعب آخر.
في بنية اجتماعية مهيمن عليها تاريخيا من خلال حركة الرساميل، لا يمكن العمل بثورة وطنية، هي مستحيلة أساسا انطلاقا من كون الراسمالية توحدت لأول مرة تاريخيا من خلال تمدد الراسمال، فالثورة أيضا لا يمكن أن تكون إلا من خلال ثورة اشتراكية عالمية.ودليلي في كل هذا هو كيف سرقت الثورة الإجتماعية لكل من شعب ليبيا، اليمن، وسوريا.
ليست هناك في هذه البلدان ثورة، هناك إرهاب فقط.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر مبعثرة
- حكامنا خنازير
- القومية من منظور مختلف
- خواطر ملبدة
- نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن
- حرب اللاجئين
- رد على أبراهامي حول مقاله -لم يفهموا ماركس يوما ما-
- رحلة في الباتيرا (3)
- دقة المرحلة
- رحلة في الباتيرا 2
- رحلة في الباتيرا
- احترام المسلم للإختلاف لا يعدو أكثر من نكتة سمجة
- التدين جريمة في حق الإنسانية
- اللينينية هي الثورية (نقد ذاتي حول مقالاتي السابقة حول اليسا ...
- -النص السياسي- والمتلقي العربي (أزمة اليونان نموذجا) محاولة ...
- علاقة اليسار الجديد بالقديم هي علاقة قطيعة وليست علاقة تماثل
- مؤذن الجزيرة القطرية
- دولة التسيب
- إسبانيا على أبواب فجر جديد
- وجهة نظر حول تداعيات فيلم -الزين اللي فيك-


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل